مطالب تعز كاختبار حقيقي للزيارة .. العليمي بين "الرئيس" و"الضيف"

الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - الساعة 12:34 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


منذ يومين تعيش مدينة تعز والمناطق المحررة من المحافظة ، ما يشبه حالة طوارئ غير معلنة من قبل قيادة السلطة المحلية والأمن والمحور ترقباً لزيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي / رشاد العليمي المتوقعة خلال الساعات القادمة.

 

وعلى طول الطريق الواصلة بين ريف تعز الجنوبي وبين المدينة وداخل شوارعها انتصبت لافتات كبيرة تحمل صورة الرجل وعبارات الترحيب به ، بعد أن شهدت هذه الشوارع والطرقات حملة نظافة ورفع للمخلفات لم تشهدها منذ سنوات.

 

 ويعود الاحتفاء بالأمر الى اعتبارها بأنها أول زيارة لـ "رئيس" البلاد للمدينة منذ نحو 15 عاماً ، ووصل الأمر الى توجيه السلطات المحلية كافة المؤسسات والشركات والمحلات التجارية برفع العلم مع صورة "الضيف" رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي على واجهة المحلات ، بحسب نص التوجيه الذي تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ولعل الفقرة السابقة تلخص الجدل الدائر في أوساط أبناء المحافظة حول الزيارة على مواقع التواصل الاجتماعي ، بين من يراها زيارة لـ "ضيف" بدرجة رئيس جمهورية وهو أمر لم يحصل منذ عقد ونصف وهو ما يوجب اظهار اقصى درجات الاحتفاء بالزيارة بغض النظر عن نتائجها ، فضلاً عن كون الرجل هو أول من تبوأ هذا المنصب من أبناء المحافظة ، التي عانت التهميش بكل المجالات وخاصة في السنوات الأخيرة.

 

في حين ينظر الطرف الآخر الى الزيارة، بأنها فرصة لوضع مطالب الملحة للمحافظة وابناءها ووضع حد لمعاناتها المستمرة أمام الرجل الأول في السلطة حالياً ،  والذي يتملك القرار على احداث تغيير شامل في الوضع ، خاصة وان الرجل "العليمي" مثل أحد المؤثرين في صناعة القرار المتعلق بتعز داخل الشرعية منذ 2015م وحتى تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في ابريل 2022م وتوليه رئاسته.

 

ويصر هذا الرأي بان هذه المطالب المتعلقة بالوضع المتدهور الذي تعيشه المحافظة ، يعد اختبار حقيقي للزيارة ومدى نجاحها واثرها على أبناء تعز من عدمه ، خاصة وان غالبية هذه المطالب ليست تعجيزية او انها تقفز على الوضع الحالي والامكانيات لدى الشرعية.

 

فأهم وابرز هذه المطالب سبق وان رفعها أبناء المحافظة في مظاهرات واحتجاجات سابقة ، تتلخص في احداث تغيير شامل في الجهاز الإداري العسكري والأمني والمدني ، واقصاء كل القيادات الفاشلة والفاسدة التي تسببت بالعبث والفوضى كل هذه السنوات وتعيين كفاءات بدلاً عنها في محافظة تزخر بالمئات منها ، بعيدا عن المحاصصة والتقاسم للوظيفة العامة.

 

فهذه القيادات وخاصة العسكرية ثبت فشلها المتكرر في أداء مهامها، وتقديم الخدمة للمواطن وعلى رأسها الأمن ، بل ثبت فسادها بتحولها الى قادة جبايات وأتاوات، لم يسلم منها الا الهواء ، تدر عليها الملايين من قوت ولقمة عيش أبناء المناطق المحررة في تعز.

 

ولم يقف الأمر عند ذلك ، بل باتت حياة من يسكن تحت سلطة هذه القيادات مهددة بالموت برصاص الفوضى التي انتجتها هذه القيادات او ان يصبحوا مخفيين قسراً في سجونها الخاصة التي انشأتها فوق القانون والدستور وفوق كل التوجيهات من النيابة والقضاء والقيادة العليا بما فيها العليمي ذاته، برفضها تسليم قتلة تابعين لها او رفضها باخلاء عشرات المرافق الخدمية وممتلكات المواطنيين وسط المدينة

 

ولا تحتاج مطالب تعز حتى الى تشكيل لجان كما فعل الرجل مع الأمر في حضرموت، بل يمكن له ان يعود للتوصيات التي رفعتها لجنة المصالحة المجتمعية المحلية المشكلة من قبل المحافظ قبل نحو عامين بعد الاحداث التي شهدتها الحجرية وريف تعز.

 

انها مطالب ينتظر تحقيقها فقط قرار وإرادة من زيارة العليمي الى تعز كـ "رئيس" وليس كـ "ضيف" ، وتمثل اختبار حقيقي لزيارته وتقديم رسالة ايجابية انها تمثل بداية جديدة لتغيير الوضع ، وهو انجاز يحتاجه العليمي ومجلس الرئاسي اكثر من تعز ، لتجاوز حالة فقدان الثقة الكبير للحاضنة الشعبية الذي اجتاح المناطق المحررة عقب الاتفاق المذل الذي أُجبر المجلس عليه من قبل الرياض لوقف قرارات البنك المركزي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس