الجعجعة لتعز والطحين للعليمي .. تمديد "رئاسي" بـ5 مليون دولار

الاثنين 02 سبتمبر 2024 - الساعة 10:25 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


بمشاريع محدودة لم تتجاوز تكلفتها 3 ملايين دولار امريكي وبصراع وفضائح على مخصصات مالية ، خرجت تعز وابناؤها بهذه المحصلة المخيبة للآمال من زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.

 

وعلى الرغم من ان المزاج الشعبي العام الذي كان سائداً قبل الزيارة وساخطاً بشدة على المجلس الرئاسي جراء الاتفاق المذل الذي أجبرته الرياض عليه امام جماعة الحوثي ، إلا ان الترتيبات الطويلة التي جرت طيلة أكثر من أسبوع خلقت جواً من التفاؤل لدى أبناء المحافظة بأن تنعكس الزيارة إيجابياً عليهم ، خاصة وأنها تأتي بعد عقد ونصف من آخر زيارة قام بها رئيس للبلاد الى المحافظة.

 

أقرأ للمزيد: مطالب تعز كاختبار حقيقي للزيارة .. العليمي بين "الرئيس" و"الضيف"

 

الا أن التفاؤل سرعان ما تبدد ، بعد أن اقتصرت الزيارة على أنشطة محدودة في مدينة تعز وريفها لم تتجاوز معها الزيارة الـ 48 ساعة، و بخطاب قصير ادألقاه العليمي واجتماع قصير مع السلطة المحلية واللجنة الأمنية في اليوم الأول، و دشن فيه "260 مشروعاً تنموياً وخدمياً" حسب ما نشره الاعلام الحكومي.

 

تفاصيل تلك المشاريع، تقول بأن غالبيتها مقدمة من البرنامج السعودي للإعمار ، ومن منظمات ووكالات دولية ، في حين كانت تكلفة المشاريع ذات التمويل الحكومي والمحلي نحو 6 مليارات ريال يمني ( أي ما يعادل 3.1مليون دولار امريكي).

 

وفي اليوم التالي حول العليمي والمرافقين له الزيارة خلال مرورهم بريف تعز عائدين باتجاه عدن الى أنشطة رمزية محسوبة على الزيارة  حيث تفقدوا إحدى الجبهات ووقفوا دقيقة أمام القرية التي تضم المقبرة التي وارى جثمان الشهيد / عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع لقراءة الفاتحة.

 

وفي حين انتهت زيارة الرجل سريعاً على عكس ما كان متوقع من لقاءات مكثفة مع نخبة المجتمع من أحزاب وقوى وشخصيات وكيانات مجتمعية ، لبحث مشاكل وقضايا المحافظة والبحث عن حلول لما يمكن حله ، خلفت الزيارة صراعاً مشيناً تفجر حول تقاسم المخصصات المالية التي تم صرفها مقابل التغطية الإعلامية للزيارة.

 

لقد بدا واضحاً أن هدف العليمي من الزيارة لم يكن تحقيق شيء يذكر للمحافظة أو حل أي مشكلة لها ، بل إن الهدف تخلص في حصد مجموعة الصور التي التقطت له وهو على متن المدرعة السعودية يحيى بيده من اصطف على طريق مرور الموكب ، وغالبيتهم من أطفال المدراس الذين جرى إخراجهم من صفوف الدراسة في مهمة تم رصد مبلغ 200 ميلون ريال لتنفيذها.

 

هذا المبلغ كان جزء من الميزانية المقدرة بملياري ريال والتي تم رصدها من قبل الرجل للسلطة المحلية بتعز لتنظيم وترتيب فعاليات استقباله بهذه الصورة الشعبية ، وظهر واضحاً ان ذلك كان الهدف الوحيد من الزيارة لتحقيق مكاسب سياسية يحتاجها العليمي ومن خلفه السعودية.

 

فالزيارة مثلت عملية ناجحة وبتكلفة قليلة لإعادة ترميم صورة الشرعية التي انهالت عليها الشتائم واللعنات الشعبية بسبب الاتفاق المذل والتراجع عن قرارات البنك المركزي في مواجهة مليشيا الحوثي ، وكان لتعز النصيب الأكبر في الحضور الشعبي المؤيد لهذه القرارات ، فكان اختيارها للزيارة أمراً في غاية الدهاء والخبث السياسي.

 

كما ان حاجة العليمي للزيارة تفوق ذلك بكثير ، حيث أنها أنقذته من فضيحة الصراع الذي تكشف مؤخراً داخل مجلس القيادة حول المبلغ الذي تم اقتطاعه من المنحة السعودية وتم وضعه تحت تصرف المجلس ورئيسه تحديداً ، والذي تقول التقارير بأنه يساوي 250 مليون دولار.

 

هذه الفضيحة كانت قد ظهرت مع تصاعد للإحتقان داخل المجلس الرئاسي ، وبخاصة من الانتقالي ضد تفرد العليمي بالقرارات ، وسرت تسريبات وإشاعات عن نوايا سعودية لإعادة هيكلة مجلس القيادة وتقليص عدد اعضاءه وربما الإطاحة بالعليمي وتعيين بديلاً عنه في رئاسة المجلس.

 

وهو ما يفسر إصرار الرجل على إبراز الترحيب الشعبي بزياته لتعز والتقاط الصور له وهو يحيى المواطنين على طول الطريق وصولاً الى ترجله من المدرعة السعودية في مدخل المدينة نحو مبنى جامعة تعز التي ألقى فيها كلمته ، مع الصرف ببذخ لطباعة مئات اللافتات الكبيرة  التي تحمل صورته وعليها عبارة "فخامة الرئيس"، على طول الطريق المؤدي للمدينة وداخل شوارعها، وكان ذلك هو الهم  الوحيد للرئيس وليس حلحلة مشاكل تعز والوقوف أمام قضايا المحافظة التي تراكمت عدة سنوات .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس