كشفت مصادر خاصة لـ "الرصيف برس" عن مغادرة رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بمتابعة اخلاء المنشآت العامة والخاصة في تعز ، دون تنفيذ أي خطوة في هذا الملف.

وقالت المصادر بان رئيس اللجنة ومحافظ تعز الأسبق على المعمري غادر مدينة تعز بشكل مفاجئ ، ووصل اليوم الى العاصمة المصرية القاهرة ، بعد أسبوع فقط من تعيينه في هذا المنصب.

أعلن رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي خلال زيارته الى مدينة تعز الثلاثاء قبل الماضي عن تشكيل لجنة رئاسية تتولى مهمة إخلاء المؤسسات العامة والمباني الحكومية والممتلكات الخاصة من تواجد قوات الأمن والجيش ، برئاسة المعمري.

وأثار هذا التكليف دهشة واستغراب شديد في أوساط المسئولين والقوى السياسية وأبناء  تعز ، بالنظر الى التاريخ السيئ للرجل اثناء توليه منصب محافظ تعز لأربع سنوات ، قضى معظمها خارج البلاد بعيداً عن تحمل مسئوليته كمسئول أول عن المحافظة، عدا 17 يوم من أصل أربع سنوات التي قضها داخل المحافظة فقط، وفي اصعب مرحلة وهي الحرب التي اندلعت ضد انقلاب مليشيا الحوثي عام 2015م ، وشهدت المحافظة اشد المعارك في هذه الحرب.

للمزيد اقرأ : تكليف "الداء" بمهمة "الدواء" .. المعمري ومهمة اخلاء المنشآت العامة والخاصة بتعز

وهو ما اثبته الرجل اليوم مجدداً ، فمنذ اعلان العليمي عن تكليفه بهذا المنصب ، كان النشاط العلني الوحيد الذي ظهر به بصفة "رئيس اللجنة الرئاسية لمتابعة اخلاء المنشآت العامة والخاصة" ، كان لقاء جمعه يوم السبت الماضي مع ما يُسمى بـ"فريق عمل المؤتمر الأول للشباب"، وهذا اللقاء بعيد كل البعد عن مهمتة الرئيسية.

وبحسب المصادر فان اللجنة الرئاسية جرى تكليفها من قبل رشاد العليمي بالبدء اولاً على مهمتين ، هما أخلاء نادي الصقر الرياضي بمنطقة بئرباشا من قوات النجدة ، ومبنى المعهد الصناعي والتنقي بمنطقة الحصب من قوات الشرطة العسكرية.

وأوضحت المصادر بان المهمة الأولى ، اعتمدت اللجنة فيه مقترح السلطة المحلية السابق بإخراج قوات النجدة من نادي القصر وتعويضها بدلاً عن ذلك بمبنى البريد العام ، وجرى تنفيذ الأمر على الرغم من الاعتراض الشديد من قبل الهيئة العامة للبريد التي خاطب مديرها في وقت سابق القائم بأعمال وزير الاتصالات للتدخل ووقف الأمر.

وبحسب المصادر هذا الحل من اساسه يمثل مشكلة اخرى باحتلال النجدة لمرفق خدمي اخر وسط المدينة ، كما ان هذه القوات دفع لها أكثر من 30 مليون مصاريف نقل، مع العلم انه سبق لادارة النادي ان عرضت للنجدة أكثر من ضعف المبلغ للخروج ودون نحديد البديل، وقبل زيارة الرئيس وتكليف لجنته.

واقرأ ايضاً : محافظ تعز يوجه باحتلال مبنى البريد بعد عجزه عن اخلاء معهد حكومي – وثائق

وفيما يتعلق بالمعهد المعهد الصناعي والتنقي بمنطقة الحصب ، أكدت المصادر عدم وجود أي تجاوب لإخلائه من قبل قوات الشرطة العسكرية المتواجدة ، التي تفرض قيادتها منذ سنوات إخلاء المعهد على الرغم من تجهيز مقر لها على نفقة السلطة المحلية.

وكشفت المصادر عن لقاء جمع إدارة المعهد مع رئيس اللجنة الرئاسية علي المعمري اثناء تواجده في مدينة تعز ، واستمع منها لشرح كامل حول معاناتها ومعاناة الطلاب خلال السنوات الماضية ، جراء احتلاله من قبل القوات العسكرية.

ووفق المصادر فقد أكد المعمري لإدارة المعهد بان توجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي بإخلائه "غير قابلة للنقاش او للأخذ والرد" ، وابلغها بانه سيلتقي بالمحافظ ومستشار قائد المحور العميد/ عبده فرحان "سالم" لتنفيذ ذلك.

وكشفت المصادر بان إدارة المعهد تفاجأت بتهرب المعمري لاحقاً من الرد على اتصالاتها لمعرفة نتائج جهوده في مهمة إخلاء المعهد ، تحت مبرر عدم وجود تكليف خطي من العليمي باللجنة ، قبل ان يرفض الرد نهائياً عليها.

المصادر أكدت بان هروب رئيس اللجنة على المعمري من هذه المهمة ومغادرته لتعز ، جاء مفاجئاً للجميع وعلى رأسهم رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ، ومثل نسفاً لآمال أبناء تعز بتنفيذ توجيهات الرجل بتحقيق مطالبهم في أخلاء المقرات الحكومية والأهلية من قوات المحور والأمن، وذلك يعطي انطباع ومؤشر لابناء تعز انهم يجنو أول فشل لنتائج هذه زيارة الرئيس للمحافظة، بدل حصدهم لثمار نجاحها الايجابي كما كان يأملون.