مناورة "الخوف" .. إهانة إيران وتقليم أظافرها يُربك ذراعها الحوثي في اليمن

الاثنين 28 أكتوبر 2024 - الساعة 01:02 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


في خطوة غير مسبوقة ، عبرت مليشيات الحوثي الإرهابية بشكل علني عن مخاوفها من تداعيات المشهد الإقليمي وأحداثه المتسارعة خلال الأسابيع الماضية والتي تلقت فيها إيران ومشروعها في المنطقة ضربات موجعة.

 

حيث تكشفت خلال الساعات الماضية ملامح الهجوم الذي شنته إسرائيل فجر السبت الماضي على مواقع ومنشآت عسكرية في إيران ، بتفاصيل رسمت صورة كاملة جعلت من الهجوم عملية إهانة غير مسبوقة للنظام الإيراني.

 

فالهجمات استهدفت مواقع حساسة لإنتاج الوقود الصلب الخاص بالصواريخ بالستية وتؤكد التقارير الغربية بأن المعدات التي جرى ضربها يصعب تعويضها قبل عام من الآن ، ما يعني تقليص كبير في قدرات إيران على انتاج كميات كبيرة من هذه الصواريخ.

 

كما ان الهجمات الإسرائيلية دمرت اغلب المنظومات الجوية التي تمتلكها إيران وخاصة حول المنشآت النفطية ، في رسالة تهديد واضحة بأنها هذه المنشآت التي تمثل عصب الاقتصاد الايراني باتت الان مكشوفة امام إي هجمات قادمة قد تشنها إسرائيل في حالة فكر النظام الإيراني في الرد على ضربة السبت.

 

اما الإهانة البالغة في الهجمات الإسرائيلية في انها تمت عبر أجواء كل من العراق وسوريا ، البلدان العربيان اللذان يتفاخر النظام الإيراني منذ سنوات بنفوذه الكبير عليهما عبر المليشيات الموالية له هناك، الا أن ذلك لم يحميه من أن يُضرب من قبل عدوه الإسرائيلي عبر أجواء تُسيطر ميلشياته على أرضها.

 

رسائل مهينة وموجعة يتلقاها النظام الإيراني ، لتتحول الى اشبه بملحٍ يُصب فوق جراحه النازفة من الخسائر الفادحة التي تعرض لها بتصفية قيادات أهم ذراع له في المنطقة العربية والمتمثل بحزب الله في لبنان من قبل الكيان الصهيوني.

 

يضاف الى ذلك الانكشاف الكبير للنظام الإيراني وسقوط 40 عاماً من مزايداته باسم القضية الفلسطينية ، بعد موقفه المتفرج من الإبادة التي يمارسها الإحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والخسائر الكبيرة التي تعرضت لها المقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة حماس باغتيال الإحتلال لأبرز قادتها من بينهم اثنين من رؤسائها الأول في إيران والثاني في قطاع غزة.

 

وفي ظل مشهد الخسائر الذي يعاني منه النظام الإيراني ومشروعه بالمنطقة ، يتعقد المشهد أمام آخر أوراق هذا المشروع والمتمثل بمليشيا الحوثي في اليمن التي يبدو بأنها تعيش حالياً مأزقاً صعباً في تحديد خياراتها بالتعامل مع هذه التطورات.

 

فالمليشيا التي تشن منذ نحو عام هجماتها على الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن تحت لافتة اسناد غزة ، وتعلن من وقت الى آخر شن هجمات صاروخية وبالطيران المُسير نحو الإحتلال الإسرائيلي ، تواجه اليوم تحدياً كبيراً في الاختيار بين الاستمرار في هذا المسار ام التهدئة والانحناء مؤقتاً خوفاً من ان تكون الهدف القادم لانتقام امريكي غربي على تهديد الملاحة الدولية.

 

وما يشير الى ذلك ، هو توقف مليشيات الحوثي خلال الأيام الماضية عن شن المزيد من الهجمات ضد السفن او نحو الإحتلال الإسرائيلي ، فآخر هجوم أعلنته المليشيا لمهاجمة السفن كان في الـ 18 من الشهر الحالي باستهداف سفينة في البحر العربي أي قبل نحو 10 أيام.

 

 الا أن شكوك تدور حول صحة وقوع الهجوم في ظل عدم وجود أي تقارير ملاحية بريطانية تؤكد وقوعه ، ما يعني ان آخر هجوم مؤكد للمليشيا كان استهداف ناقلة نفطية بالبحر الأحمر في الـ10 من أكتوبر الحالي.

 

وذات الأمر ينطبق على الهجمات نحو إسرائيل ، بآخر هجوم أعلنته المليشيا كان في الذكرى الأولى لهجوم "طوفان الأقصى" في الـ7 من أكتوبر الحالي أي قبل أكثر من 20 يوماً ، رغم ان المليشيا الحوثي كانت قد تبنت في أسبوع واحد فقط 3 هجمات نحو دولة الإحتلال الإسرائيلي منذ مطلع أكتوبر وحتى السابع منه.

 

توقف هجمات مليشيات الحوثي يشير بشكل واضح الى مخاوفها من صحة التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن تهديدات أمريكية غير مسبوقة برد عسكري ضدها في حالة استمرار هجماتها البحرية قد تصل الى انتزاع الحديدة وسواحلها من قبضة المليشيا.

 

هذه المخاوف ، عبرت عنها المليشيا بشكل واضح اليوم الأحد ببثتها مشاهد لما قال بأنها سلسلة مناورات عسكرية تكتيكية في الساحل الغربي ، للتصدي لعملية برية وبحرية مفترضة للسيطرة على الحديدة ، وسبق ذلك منشورات وتصريحات لقيادات بارزة بالمليشيا خلال الأسابيع الماضية تشير الى مخاوف المليشيا من تحريك الجبهات العسكرية الداخلية ضدها بدعم امريكي غربي.

 

وعلى الرغم من عدم تأكيد صحة هذه التهديدات والمخاوف المزعومة لدى المليشيا ، الا أنها تعكس حالة الارتباك في صفوف من تداعيات التطورات الإقليمية على وضعها الداخلي ، وأن المليشيا الحوثي قد تلجأ للهروب نحو تفجير الحرب في اليمن كورقة ابتزاز للأقليم وخاصة السعودية للعودة الى خارطة الطريق وتطبيقها كحل وحيد يقيها أي انتقام غربي محتمل.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس