اوقفوا الحرب من أجل السلام

الثلاثاء 16 نوفمبر 2021 - الساعة 10:30 مساءً

 

أدت الحرب في اليمن الى مقتل وجرح عشرات الالاف من مواطن، وأربعة ملايين من المهجرين والٱلاف من المعاقين والمخفيين قسرا واضطرار المدنين إلى النزوح الإجباري إلى أماكن لا تتوفر بها ابسط الخدمات الضرورية كما تفشت جرائم الحرب على نطاق واسع، وانتشار ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات والأطفال وتعرض البعض إلى الاختطاف بسبب الصراع المسلح بين الأطراف في الداخل عصفت بالأرواح.

 

ومن حوادث العنف ضد المرأة تفجير سيارة الإعلامية رشا عبدالله وقتلها مع جنينها في مشهد مرعب وجرح زوجها وفي تعز تعرضت المحامية هناء للاختطاف منذ اسبوعين من قبل مسلحين وأخفوها في احد السجون السرية بتهمة التخابر وتم الاختطاف في وضح النهار ولم يحدث في تاريخ اليمن أن قامت سلطة أو جماعة باختطاف النساء إلا في زمن الحرب .

 

ومن مأساة الحرب حرمان الفتيات من إكمال التعليم بسبب نزوح عدد كبير من العائلات من تعز إلى المديريات المجاورة، ومنها الشمايتين جنوب تعز وحرمن من حقهن في التعليم، وخاصة اللواتي لم تتجاوز أعمارهن 18 عامًا ، فالكثيرات منهن حرمن من إكمال دراستهن لأسباب عديدة، اقتصادية واجتماعية والعادات والتقاليد السائدة.

 

ويرى البعض أن المجتمع اليمني محافظًا وتتمثل في فصل الذكور عن الفتيات في المراحل الدراسة (أساسي وثانوي) في عدد كبير من المدارس ومع تدهور الأوضاع الأمنية حرمت الفتيات من مواصلة التعليم ويعد نقص المال أحد الأسباب الرئيسية التي تحول دون تعلم الأطفال، سيما البنات منهن، وخاصة عندما يكثر عدد الأولاد في العائلة الواحدة، فلا يستطيع رب الأسرة على تحمل نفقات الغذاء والدواء التعليم فيفضل الذكور.

 

ومن شواهد حرمان الفتاة قال ياسر علي نعمان حرمت ابنتي غدير اكمال تعليمها، في الصف السابع ولم أستطع إلزام مدير المدرسة قبولها ووجه لي عدة رسائل استلم الملف الذي وافته به بالإضافة إلى الوضع المادي السيء الذي تعانيه الأسرة، إذ اقيم في مركز إيواء النازحين كما أن صحة الزوجة المتدهورة وانعدام العمل، لذلك تعيش العائلة حاليًا على مساعدات ارباب الخير والمنظمات الدولية في المنطقة وهي لا تف بحياة كريمة.

 

وأصافت ام غدير أن موقع مخيم القحفة الحمراء بعيدا عن التجمعات السكانية بوادي غير ذي زرع وتبعد المدارس مسافة خمسة كيلو متر عن المخيم برحلة سفر يومية ست ساعات وهذا يسبب خوف على الأطفال فاضطر العديد من الٱباء عدم السماح للأطفال بالذهاب خوفا من التحرش والحوادث المرورية كما حرم أكثر من 400 طفل من التعليم في مخيمات النازحين هذا العام.

 

بدورها قالت الطفلة غدير إنا متفوقة واحب العلم ودرست في التربة عندما كنت اعيش مع أسرتي في المخيم وسط المدينة واسكن في مدرسة الفجر الجديد وبنقل السكن بشكل تعسفي مع عدد من الأسر وصلت إلى هنا على أمل مواصلة التعليم فطردت من الصف السابع كوني فتاة مهمشة ولجأت لجلب الحطب والماء للأسرة على الرأس من أماكن بعيدة واتعرض للتحرش اللفظي من السكان المحليين كون الأشجار مملوكة لأهالي المنطقة.

 

وعن معاناة البنات الصغيرات رباب ،فائزة ،شيرين ، حليمة ، واخريات من مخيم إيواء النازحين في القحفة الحمراء بديع وجهنا إليهن سؤال ما امنيتكن ؟ فأجبن : نريد ان نذهب الى لمدرسة وعندما استقل فريق الزائر السيارة قال الاطفال : خذونا معكم نريد ان نتعلم.. نريد ان نعود الى تعز او التربة.. قصة مولمة حكتها افوة البنات واصابت القلب بالحسرة .

 

إن الأوضاع الأمنية والمعيشية الصعبة، وعدم توفر المأوى المناسب وصعوبة إكمال التعليم ادت الى ارتفاع نسبة الزواج المبكر، الذي يأخذ أبعادا سلبية تنعكس على الجيل الجديد، الذي لا يتلق الرعاية الاجتماعية الصحيحة من الأم الصغيرة، التي لم تستكمل بدورها الرعاية الكاملة من أسرتها.

 

وأدت الحرب الى انتشار ظاهرة الفقر وغلاء اسعار المواد الغذائية فانتشرت الجريمة في المجتمع واستهداف النساء والفتيات منذ بدايتها خصوصًا مناطق التماس بين الأطراف المتحاربة وتوسعت دائرة الموت بشكل أكبر في المدن بسبب المقذوفات النارية التي تصل إلى الأحياء السكنية بالإضافة إلى الانفلات الأمني وانتشار جرائم القتل والاغتصاب والاخفاء والتحرش.

 

ويلازم المرأة اليمنية شعور القهر والإحباط واليأس من ضغوط الحياة وتردي الوضع الاقتصادي للاسرة جعلها تفقد ثقتها بنفسها وفقدانها لحريتها الشخصية، وبالتالي تعيش المرأة الريفية مستسلمة لواقع مرير تعيشه مغلوبة على أمرها، وبالنسبة للمرأة التي حرمت من مزاولة العمل فإنها تعيش تابعة فاقدة القرار ولن تكون قادرة على إدارة بيتها والتعايش مع المجتمع.

 

ولطول فترة الحرب نشأت مشاكل اجتماعية وخلافات شخصية بين الأزواج وفي ضل تصاعد التوتر والمشاكل فالاسر لا تستطيع أن تبني وطنًا ولا مستقبلا ٱمنا لها ،ولا لأسرتها، وفي أحيان كثيرة سوف تكون عرضة للتهميش والاحتقار بل والقهر والاستغلال ما يستدعي احيانا مطالبة الزوجة بفسخ العقد وتشريد الأطفال.

 

بعد سبع سنوات عجاف من الحرب والدمار في اليمن، بين الأطراف المسلحة سقط خلالها مئٱت الألاف من الضحايا والجرحى والمعاقين وملايين النازحين وتدمير البنى التحتية والمنازل وتوقف كل أسباب الحياة عن اليمنيين ، بات واجبا وقف الحرب والبدء في عملية السلام الشامل برعاية أممية.

معاً_من_اجل_السلام

معاً_ضد_العنف

111111111111111111111

محمد الشراع

2019-March-27

كم هو مقرف إهتمام الساسه والحزبيين بالإنتصار بالكيد على خصومه الساسه وتجسيم قبحهم ، وتوسيع الشرخ داخل صفوف الشرعيه ، تاركين قوى الإنقلاب تنتصر سياسيآ وعسكريآ .


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس