هروب حاملة الطائرات الأمريكية .. كذبة حوثية لتغطية الانكشاف العسكري
الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة 12:01 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
من جديد ، تعاود مليشيات الحوثي الإرهابية ترويج مزاعم وأكاذيب لصناعة انتصارات عسكرية في محاولة للتغطية على المخاوف التي تعتريها من شن عمل عسكري ضدها لوقف هجماتها ضد الملاحة الدولية.
أحدث هذه الأكاذيب ، ما نشره الاعلام الرسمي للمليشيا اليوم الثلاثاء ، حول فرار حاملة الطائرات الأمريكية "أبراهام لينكولن" من البحر العربي ، وزعمت بأن ذلك بسبب استهدافها مؤخراً.
إعلام المليشيا نسب هذه المزاعم الى التقرير الذي نشره المعهد البحري الأمريكي الليلة الماضية، وكشف فيه أن حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” غادرت منطقة الشرق الأوسط.
كما زعم إعلام المليشيا بأن خريطة حديثة نشرها الجيش الأمريكي، لحاملات طائراتها في العالم، أظهرت أن "إبراهام لينكولن" متواجدة الآن قبالة السواحل الهندية في المحيط الهندي، بعد أن كانت تتمركز في البحر العربي قرب السواحل اليمنية.
اعلام المليشيا زعم بأن "فرار حاملة الطائرات" ، جاء بعد استهدافها من قبل المليشيا في الـ 12 من نوفمبر الجاري، مذكراً بالمزاعم التي سبق وان قامت بترويجها عن هروب حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" في يونيو الماضي جراء ملاحقتها من قبل المليشيا بالصواريخ والطائرات المُسيرة.
هذه الأكاذيب سرعان ما تنفضح ، بمجرد العودة الى التقرير الذي نشره المعهد الأمريكي البحري وبنى عليه إعلام المليشيا هذه المزاعم ، ليتضح ان الامر مجرد اجراء روتيني يقوم به الجيش الأمريكي في التبديل بين مهام قطعة البحرية.
فذات التقرير يشير الى أن مجموعة حاملة الطائرات هاري إس ترومان التي تتواجد حاليًا في شرق المحيط الأطلسي في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط ، ويرجح التقرير ان تسافر إلى منطقة القيادة المركزية الأمريكية أي الشرق الأوسط ، "كجزء من مهمة حماية الشحن التجاري المستمرة" ، ما يعني انها ستحل محل "إبراهام لينكولن".
ويؤكد التقرير بأنه منذ هجمات الحوثيين، كان هناك وجود مستمر في منطقة القيادة المركزية للجيش الأمريكي التي تشمل منطقة الشرق الأوسط ، مشيراً الى أن إعلان وزارة الدفاع الأمريكية في بداية الشهر أنها ستنقل عدد من المدمرات والطائرات إلى المنطقة ، مؤكداً بأن البحرية الأمريكية تمتلك حالياً مدمرتين في البحر الأحمر.
هذه المزاعم والأكاذيب التي تحاول المليشيا الترويج لها لصناعة انتصارات وهمية ، يهدف الى التغطية الى الانكشاف الكبير الذي تعاني منه جراء الفارق المهول في الإمكانيات العسكرية التي تملكها مقارنة بما تمتلكه دول الغرب وعلى رأسه أمريكا.
فالمليشيا الحوثية كحال داعمها النظام الإيراني وباقي اذرع النظام بالمنطقة العربية مكشوفون تماماً من الجو ، جراء افتقارهم لأي منظومات دفاع جوية تستطيع ان تتصدى لأحدث المقاتلات الحربية من الجيل الخامس التي تمتلكها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.
ما يسهل على هذه الدول مهاجمة أي هدف للنظام الإيراني او أي من اذرعه بالمنطقة وعلى رأسه مليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن ، التي ظلت تعاني من الأمر طيلة سنوات الحرب في مواجهة غارات التحالف العربي.
كما ان هذه المزاعم والأكاذيب، تهدف أيضاً الى تضخيم فعالية الأسلحة الإيرانية التي تستخدمها مليشيات الحوثي في مهاجمة السفن، للتغطية على حقيقة ضعف هذه الأسلحة وضعف الإمكانيات لدى المليشيا في تنفيذ هذه الهجمات.
فخلال عامٍ كاملٍ شنت مليشيات الحوثي الإرهابية أكثر من 200 هجوم ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي عبر الصواريخ والمُسيرات والزوارق المفخخة ، الا أنها لم تتمكن سوى من اغراق سفينتين فقط.
في حين أن نسبة إصابة السفن في هجمات المليشيا الحوثي لا تتجاوز 20% وتُكمل هذه السفن طريقها بعد ذلك، كما تكشف التقارير التي تنشرها هيئات الملاحة البريطانية عن نجاة أغلب السفن من هذه الهجمات ، حيث تفشل أغلب الصواريخ التي تطلقها المليشيا في إصابة السفن في حين ان تأثير المُسيرات على السفن التجارية محدود للغاية.
ولعل ابرز مثال ، هو الهجوم الأخير الذي تبنته المليشيا لاستهداف ناقلة الحاويات "Anadolu S" ، في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية والبحرية المناسبة ، وزعم ناطق المليشيا بأن الإصابة "كانت دقيقة ومباشرة".
الا أن هيئة عمليات النقل البحري البريطانية (UKMTO) سبق وان أفادت نقلاً عن ربان السفينة بان تعرضت لمحاولتي استهداف بصاروخين الأولى بالبحر الأحمر والأخرى في خليج عدن ، الا أنه أكد بأن الصاروخين سقطا بالقرب من السفينة.
فشل المليشيا الحوثي في إصابة سُفن تجارية لا تمتلك أي منظومات دفاع ضد الصواريخ والمُسيرات كما هو الحال مع القطع البحرية العسكرية ، يجعل من مزاعم المليشيا بنجاح استهدافها لقطع بحرية غربية كحاملة طائرات ، أمرٌ اقرب الى النكتة منه الى الحقيقة.