الجرس في رقبة القط

الجمعه 19 نوفمبر 2021 - الساعة 01:02 صباحاً

 

بين السياسة والحرب وجبهات القتال ومتاهات العامل الإقليمي والدولي في اليمن هناك تفاصيل وفصول مربكة، تتضح في الأحداث الأخيرة في المشهد اليمني بوضوح شديد.

 

فإذا كانت السياسة هي أن تعرف تأثيرك وما لديك ثم تتحرك وفقا لتلك المعطيات تبعاً لمصالحك، والحرب هي قاعدتك المساندة لطاولة الحوار والسياسة، ومن تلك النقاط السابقة تتضح الفجوة التي خلفها الجانب السياسي في الشرعية وأضعف العسكري منها والعكس صحيح.

 

دائما هناك أولويات لأي حكومة حرب، ومن هذا المنطلق وبعيدا عن الدوشة وبعض الدوشنة الإعلامية التي استعرت هذا الأسبوع يمكن تحديد أولويات اليمنيين لإعادة البوصلة إلى اتجاهها الصحيح في نقطتين مركزيتين وكل ما عداهما هوامش.

 

نقطتان مركزيتان في القضية اليمنية بعيداً عن كل المستجدات في محافظة الحديدة وزيارات المبعوث الأممي والمقترحات المقدمة للحل السياسي وكل ما يدور عسكريا وسياسيا، هاتان النقطتان هما:

 

أولاً.. سرعة انسحاب الشرعية من اتفاق ستوكهولم المشؤوم الذي أسقطه الحوثيون عملياً، وتلتزم به الشرعية من باب لزوم ما لا يلزم.

 

ثانياً.. التوجه لبناء وحدات عسكرية حقيقية لحماية مأرب وشبوة تحديدا والانتقال إلى مربع الهجوم بديلا عن الدفاع.

 

كل ما عدا ذلك هو حديث في فضاء الهوامش وليس في متن القضية. 

 

صحيح أن هناك ضغوطا دولية وخططا ومقترحات ومقايضات ومصالح، ولكن الأصح من كل ذلك أن وهن الرئاسة والشرعية هو مربط الفرس وهو القط الذي يجب تعليق الجرس في رقبته..

 

الحوثي ينتصر في فراغات تتركها الشرعية، وإيران تجيد التخطيط والتنفيذ وتلعب الشطرنج ولا تلعب النرد..

 

الانشغالات الأخرى عن الذهاب مباشرة بأسرع وقت ممكن إلى النقطتين السابقتين يعني أن الغد أسوأ من اليوم وأن مسودات ومقايضات الأمم ومصالح الدول سوف ترسم يمنا جديدا هو في الحقيقة يمنات متناثرة ومتنافرة تشتبك في معارك مؤجلة. 

 

لن يكون الجنوب جنوبا ولا الشمال شمالا ولا غير ذلك. فالساعة الإيرانية لا تتوقف وماكنته تدور مسرعة في التهام المزيد شمالا وجنوبا وغربا وشرقا ثم التوجه إلى خارج الحدود اليمنية حيث المحطة الأهم..

 

وهذا يجعل المسؤولية تاريخية على التحالف وبالأصح على جميع الدول العربية المقتدرة، في توسيع دوائر المشاركة كون المعركة قومية بامتياز ومعركة وجود وحياة ضد مشروع إيراني جموح طموح يستخدم جماعة للإيجار بسعر زهيد مقارنة بما يخسره من أموال عن أشباهها في لبنان والعراق وسوريا، ومردود هذه الورقة رابح وأهم من أدواته وأوراقه في المنطقة.

 

الاعتماد على الأمم المتحدة وزيارات مبعوثيها خبل سياسي وقصور وضمور في التفكير والتدبير..

 

كما أن الانشغال بجزئيات وأحداث تفصيلية لا تضيف لسير المعركة ولا تنقص أمرا فيه إنهاك وضياع وقت ليس إلا..

 

وإلى أن يأتي ذلك الحين الذي تكون فيه النقطتان الاساسيتان سالفتا الذكر محل عمل وقرار ويخلع هادي ثوبه ويلبس "معوزه" ويحسم قراره، إلى حين أن يأتي ذلك لا شك أن وضع اليمن سيبقى معلقا مرهونا بين السماء والأرض حتى يتم القرار وتبدأ العجلة في الدوران والخلاص، أو لا يتم فيقع الفاس في الرأس..

 

وتبقى المعركة والوطن رهينة لأجل غير مسمى ولاجيال بعيدة. وهو أسوأ حمل وأبشع تركة تخلف للمستقبل..

 

خلاصة الأمر وفصل المقال:

 

أولاً: سرعة انسحاب الشرعية من اتفاق ستوكهولم.. المشؤوم.  

 

ثانياً:  التوجه لبناء وحدات عسكرية حقيقية لحماية مأرب وشبوة تحديدا والانتقال إلى مربع الهجوم بديلا عن الدفاع..

 

وكل ما عدا ذلك هو جعجعة لا طحين فيها ولا هم يحزنون..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس