رعب ترامب يُجبر إيران على "فصل ساحاتها" .. هل يلحق الحوثي بحزب الله ويتخلى عن غزة؟
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة 11:54 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
"من أهداف وقف النار في لبنان فصل الساحات وعزل حماس" ، بهذه العبارة يُلخص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مضمون اتفاق وقف اطلاق النار المتوقع ان يُدخل حيز التنفيذ صباح غد الأربعاء، في صورة تٌقدم الاتفاق كنصر إسرائيلي على حساب حزب الله ومن خلفه إيران.
فإطلاق النار الذي شرع به حزب الله قبل أكثر من عام نحو إسرائيل كان يرفع هدفه بشكل واضح بأنه "اسناد" للمعركة غير المتكافئة التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس امام آلة الحرب الإسرائيلي في قطاع غزة التي اجتاحت القطاع عقب عملية طوفان الأقصى.
وطيلة العام ظل الحزب وأمينه العام السابق حسن نصرالله يؤكد في كل خطاب وحدث بأن وقف النار بجبهة لبنان مرتبط بوقف النار في قطاع غزة ، وهو ما تخلى عنه الحزب بالاتفاق ، بعد الضربات العنيفة التي تلقاها على يد إسرائيل وكان اشدها اغتيال نصر الله ذاته.
ولم يفوت نتنياهو الأمر في مؤتمر الصحفي حول الاتفاق ، حيث قال نصاً : "بعد وقف النار في لبنان ستصبح حركة حماس لوحدها" ، وهنا يظهر الرجل وكأنه يرش الملح فوق جراح الحزب ومن خلفه النظام الإيراني ، الذي بات واضحاً انه يتجه حالياً للانحناء في وجه الرئيس الأمريكي العائد للسلطة دونالد ترامب.
انحناءه النظام الإيراني تجسدت في منحه الضوء الأخضر لذراعه في لبنان المتمثل في حزب الله بالقبول باتفاق وقف اطلاق النار رغم بنوده التي تظهر بشكل واضح بأنها تعطي إسرائيل وامريكا اليد العليا في لبنان لضمان نزع مخالب الحزب بشكل كامل.
وبعيداً عن ذلك فالاتفاق بحد ذاته كما أشار له رئيس وزراء إسرائيل يعني انهاء لمبدأ النظام الإيراني الذي رفعه خلال العام الماضي بـ "وحدة الساحات" وتوحيد قرار التصعيد والانهاء بينها ، بما يجسد نفوذ النظام في المنطقة العربية.
الا أن ذلك يبدو بانه تبخر تماماً بعد ان اختلف المشهد في الـ 6 من نوفمبر الحالي بعودة ترامب الى كرسي الرئاسة بالبيت الأبيض ، وما يعني ذلك من نهج امريكي عدائي نحو إيران واذرعها بالمنطقة ، والتي تشهد انتعاشاً واضحاً مع الإدارات الامريكية الديمقراطية.
ويتجلى ذلك بشكل واضحاً مع توقف مسئولي النظام الإيراني عقب الإعلان عن فوز ترامت عن التهديد علناً بشن هجوم جديد على إسرائيل رداً على هجومها الذي شنته أواخر أكتوبر الماضي ، ما يعكس نهجاً إيرانياً مختلفاً يميل الى التهدئة وتجنب التصعيد بالمنطقة خلال الفترة القادمة.
وما يعزز من ذلك ، هي المؤشرات التي توحي بان جماعة الحوثي في اليمن ربما تمضي حالياً في ذات النهج الذي سار عليه حزب الله في لبنان في سياسة "فصل الساحات" ، وانهاء التصعيد الذي تشنه منذ عام بذريعة اسناد المقاومة الفلسطينية في غزة.
حيث تشهد الرياض مؤخراً حراكاً سياسياً مكثفاً ، وسط تسريبات تتحدث عن مفاوضات سرية ترعاها سلطنة عُمان بين السعودية وجماعة الحوثي لتوقيع خارطة الطريق التي تم التوصل اليها أواخر العام الماضي لإنهاء الحرب في اليمن ، لكنها تجمدت بفيتو امريكي بوقف أي تحرك بمسار السلام حتى توقف مليشيات الحوثي هجماتها ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر وباب المندب.
وفي ظل الإصرار الأمريكي على هذا الموقف والذي جسدته تصريحات المبعوث والسفير الأمريكيين بلقاءاتهما مؤخراً مع الجانب السعودي ورئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي ، فان الحراك الدائر حاليا لتنشيط عملية السلام يعني قبولاً غير معلن من قبل الجماعة الحوثية بالشرط الأمريكي.
وما يعزز من هذا ، التراجع غير المسبوق في الهجمات التي تشنها مليشيات الحوثي ضد السفن التجارية ، فمنذ مطلع الشهر الحالي وحتى الـ 26 منه تبنت المليشيا هجوماً واحداً فقط ضد سفينة تجارية بالبحر الأحمر .
في حين صدرت تصريحات من المليشيا توحي بأنها تُمهد لوقف هذه الهجمات، حيث تبرر تراجع الهجمات بان حركة السفن المستهدفة أصبحت شبة متوقفة بالبحر الأحمر وخليج عدن ، وهو ما يناقض تهديداتها السابقة بانها ستلاحق السفن المرتبطة بإسرائيل الى البحر الأبيض المتوسط.