سقوط معابر وتسليم محافظات والحلفاء يدعون مواطنيهم لمغادرة سوريا .. الخناق يضيق على الأسد

المصدر : الرصيف برس - خاص

 


تطورات متسارعة شهدتها الجغرافيا السورية خلال الساعات الماضية بعد الصدمة التي أحدثها سقوط مدينة حماة رابع أكبر مدن البلاد من حيث المساحة بيد المعارضة المسلحة، ليتسارع مسلسل انهيار نظام الرئيس بشار الأسد.

 

فمنذ ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة وحتى مغرب اليوم ، تسارعت المتغيرات على الأرض بشكل غير مسبوق ، تجسدت في خروج محافظات بأكملها عن سلطة الحكومة السورية بما فيها أهم منفذين بريين يربطان سوريا بكل من العراق والأردن.

 

سقوط محافظات ومعابر

 

أهم هذه الأحداث كان قيام قوات النظام السوري وقادة مجموعات موالية لطهران بالانسحاب "بشكل مفاجئ" من مدينة دير الزور في شرق سوريا ، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد دخول قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) على المدينة وسيطرتها عليها.

 

وبحسب المرصد فقد أخلت قوات النظام مواقعها في المدينة دير بشكل شبه كامل، حيث شمل الانسحاب من مطار دير الزور ومعسكر الطلائع واللواء 137 باتجاه العاصمة دمشق،، بينما انسحبت الميليشيات الإيرانية أيضاً من مواقعها في المدينة باتجاه الحدود السورية – العراقية وسط فرار لقيادات الميليشيات.

 

كما انسحبت الفرقة 17 التابعة لقوات النظام من مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي ، وتبع ذلك اخلاء قوات النظام الميليشيات الموالية لإيران لمدينة البوكمال التي تضم المنفذ البري بين سوريا والعراق وسيطرت عليه لاحقاً قوات قسد.

 

وفي حين أفاد المرصد في وقت سابق بان القوات والمليشيات المنسحبة اتجهت الى مدينة تدمر أكبر مدن البادية السورية والواقعة شرق محافظة حمص ، أفاد المرصد مساء اليوم بأنها انسحبت ايضاً بشكل كامل من المدينة باتجاه مطار التيفور، ومن ثم نحو محافظة حمص، وسط أنباء عن احتمال انتقالها لاحقاً عبر مدينة القريتين باتجاه العاصمة دمشق.

 

انسحاب قوات الجيش السوري والمليشيات الإيرانية من محافظة دير الزور وأغلب مناطق البادية السورية، ترافق مع تطور ميداني لا يقل عنه أهمية ، تمثل بتفجر الأوضاع في الجنوب السوري وتحديداً في محافظتي درعا والسويداء ، التي اطلق فيها مسلحون من أبناءها عملية عسكرية لطرد قوات الجيش والمليشيات.

 

وأكدت مصادر سورية بأن المسلحين سيطروا على أغلب المقار الأمنية والمواقع العسكرية التابعة للنظام السوري في محافظة السويداء ، بعد سحب الجيش السوري لمعداته من المحافظة وسط تأكيد لنشطاء بأن تواجد النظام عسكرياً في المحافظة اصبح ضعيفاً خلال السنوات الأخيرة بسبب موقف ابناءها الرافض للنظام.

 

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فقد سيطر المسلحون على السجن المركزي في السويداء ومقر فرع "حزب البعث"، وقيادة الشرطة والعديد من الحواجز العسكرية والمواقع داخل المدينة وخارجها، مؤكداً بأنها أصبحت بشكل كامل خارج سيطرة قوات النظام، الأمر الذي دفع محافظ السويداء للخروج من المنطقة بعد تصاعد التوتر.

 

وفي محافظة درعا المجاورة والتي توصف بأنها مهد الانتفاضة السورية في 2011م ، فقد سيطرت مجموعات مسلحة محلية على مدن وبلدات في ريف المحافظة بعد انسحاب قوات الجيش السورية من أهم المعسكرات بالمحافظة، واستسلام من تبقى من النقاط الأمنية ، وأكد ناشطون بان وجود النظام بات منحصراً في مركز المحافظة وهي مدينة درعا.

 

اما التطور الأهم في محافظة درعا فكان سيطرت الفصائل المحلية على معبر نصيب الحدودي مع الأردن بعد أن انسحبت منه قوات النظام، كما انسحبت أيضاً من العديد من الحواجز والقطع العسكرية القريبة من المعبر عند الحدود السورية – الأردنية.

 

حمص المعركة النهائية

 

وتبقى الأنظار متجهة صوب المعركة التي يصفها المراقبون بأنها الحاسمة ، وهي معركة مدينة حمص ثالث أكبر مدن سوريا من حيث السكان والمدينة الاستراتيجية التي تفصل ما بين العاصمة دمشق والساحل السوري معقل نظام الأسد.

 

حيث واصلت الفصائل المسلحة اليوم الجمعة، تقدمها نحو مركز مدينة حمص وسط البلاد، ذات الأهمية الاستراتيجية على الطريق المؤدي إلى العاصمة دمشق ، بعد سيطرتها على حماة أمس الخميس، وتقدم بعدها للسيطرة على كل من الرستن وتلبيسة التابعتين لمحافظة حمص صباح الجمعة ، كما سيطرت الفصائل على بلدة الدار الكبيرة التي تبعد أكثر من 1 كيلومتر فقط عن الكلية الحربية بحمص والتي تعتبر أكبر كلية عسكرية في سوريا.

 

وفي حين أكدت مصادر سورية بأن الفصائل المسلحة بدأت مساء اليوم التوغل في أحياء مدينة حمص بعدما بدأت التوغل من حي الوعر غربي المدينة، للتقدم نحو قلب المدينة ، كشف المرصد السوري لحقوق الانسان بأن قوات النظام أخلت مدينة حمص وانسحبت من المدينة وتمركزت على طريق حمص – اللاذقية، بينما بقي في المدينة مسلحين موالين للنظام في الأحياء ذات الغالبية "الشيعية".

 

تخلي الحلفاء

 

هذه التطورات المتسارعة كشفت بحسب مراقبين تخلي حلفاء نظام بشار الأسد عنه بشكل واضح ، وتجلى ذلك بالتصريح الذي نقله موقع "بلومبيرغ" الأمريكي عن مصدر مقرب من الكرملين أن لا خطة لدى روسيا لإنقاذ حكومة دمشق ، واضاف قائلاً: "لا نتوقع أي خطة ما دام الجيش يترك مواقعه".

 

هذا التخلي الروسي تعزز ايضاً بمطالبة السفارة الروسية في دمشق من رعاياها اليوم الجمعة مغادرة سوريا وفقا لوكالة "تاس" الروسية ، وأشارت البعثة الدبلوماسية الروسية إلى أنه ينبغي أن يتم ذلك عبر الرحلات الجوية التجارية من المطارات المتوفرة.

 

كما تابعت في رسالة نُشرت على "تلغرام": "فيما يتعلق بالوضع العسكري السياسي الصعب في سوريا، تذكر السفارة الروسية في دمشق المواطنين الروس الذين يعيشون في الجمهورية العربية السورية بفرصة مغادرة البلاد على متن رحلات تجارية عبر المطارات الحالية".

 

جاء هذا بعدما أرسلت السفارة الصينية بلاغاً عاجلاً، أمس الخميس، دعت فيه مواطنيها لمغادرة سوريا في أقرب وقت ، وقالت في رسالة على حسابها في منصة "وي تشات" إنه وبينما تزداد حالياً حدة الوضع في سوريا، ويتدهور الوضع الأمني العام، على المواطنين الصينيين في البلاد باستغلال الرحلات التجارية المتوافرة للعودة إلى ديارهم، أو مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس