سوريا تُنهي "طوفان العسل" بين الحوثي والإخوان
الجمعه 06 ديسمبر 2024 - الساعة 11:34 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص
على هامش التطورات العسكرية في المشهد السوري والانقلاب الكبير الذي شهدته خارطة السيطرة على الأرض بين المعارضة والنظام ، كانت لهذه التطورات تأثيرات تتجاوز الجغرافيا السورية.
اشتعال المعارك في سوريا جاء بعد جمود استمر نحو 6 سنوات على أثر تمكن نظام بشار الأسد من فرض سيطرته على أغلب مساحة البلاد بدعم روسي إيراني على حساب المعارضة التي كان لجماعة الاخوان نفوذ كبير على قرارها.
هذه النتيجة التي مثلت ضربة قوية لنفوذ ومشروع جماعة الاخوان بالمنطقة ومن خلفه النظام التركي ، كواحدة من الضربات التي تلقاها المشروع خلال العقد الأخير منذ سقوط حكم الجماعة في مصر عام 2013م.
ضربات تلقتها الجماعة كان أوجعها على يد إيران ومشروعها في المنقطة كما حصل في سوريا وفي اليمن الذي طُردت منه قيادات الجماعة على يد جماعة الحوثي التي سيطرت على البلاد واسقطت عاصمتها صنعاء في سبتمبر 2014م.
10 سنوات من الانكسار الإخوانية في المنطقة العربية والدور الإيراني في ذلك ، تجاهلته الجماعة تماماً مع الهجوم الذي شنته ذراع الاخوان في غزة المتمثل بحركة حماس في 7 أكتوبر 2023م ضد إسرائيل وسُمي بطوفان الأقصى.
فالطوفان الذي أعاد القضية الفلسطينية الى الواجهة ، كان لافتة لتقارب كبير بين تنظيم الإخوان وبين إيران وأذرعها في المنطقة وعلى رأسها جماعة الحوثي ، وهي كيانات لمشاريع مثلت القضية الفلسطينية اهم ورقة مزايدة لتمريرها على العقول العربية.
وخلال عام كامل من الحرب في غزة ، ظهر التقارب بين الطرفين بشكل واضح بتبادل الغزل بينهم على الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، ولم يعد مستغرباً ان تجد قيادات ونشطاء من تنظيم الإخوان وهم يكيلون المدح لدور إيران بالمنطقة بذريعة مناصرتها غزة.
وكان لافتاً في هذا السياق الانقلاب الكبير في سياسية وسائل إعلام يمنية وعربية تابعة لجماعة الإخوان في تعاملها مع جماعة الحوثي في اليمن بلغة المديح والاطراء وإلغاء وصفها بالمليشيات الانقلابية بل ونقل خطابات زعيمها على الهواء.
ولم يقتصر الأمر على غزة ، بل تجاوز المديح الاخواني الى الاستخفاف بكل الجرائم التي ارتكبتها اذرع إيران بالمنطقة بحق الشعوب العربية واعتبار غزة كـ"ممسحة لها" ، كما عبر بذلك الإعلامي الاخواني البارز ياسر ابوهلالة بتغريدة له اعتبر المواجهة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل بأنها تمحو جرائم الحزب بحق السوريين.
هذه التغريدة الاخوانية لم يمضي عليها شهرٌ واحدٌ ، لتتفجر الأحداث في سوريا وينقلب المشهد العسكري فيها رأساً على عقب لصالح فصائل المعارضة المدعومة من تركيا ورئيسها اردوغان على حساب النظام السوري وحلفاءه الإيرانيين.
لينقلب معها الخطاب الاخواني من جديد الى ما قبل طوفان الأقصى ، وهو ما شكل صدمة كبيرة لإيران وأذرعها وبخاصة جماعة الحوثي في اليمن ، وبرز ذلك واضحاً من الهجوم العنيف الذي شنته قيادات بالجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد جماعة الاخوان.
حيث اتهمت قيادات الحوثي جماعة الإخوان وتركيا، بخدمة المشروع "الصهيوني" وتنفيذ أوامر "إسرائيل" وأمريكا، لإضعاف محور المقاومة، وصرف الأنظار عن مجازر الاحتلال في قطاع غزة، من خلال تحريك المعركة في سوريا.
القيادي بالجماعة الحوثي محمد البخيتي تصدر مشهد الهجوم الحوثي على جماعة الاخوان بسلسلة تغريدات هاجم فيها الجماعة بشدة وقال في إحداها :"كنا نتوقع أن تأتي الطعنة من بن سلمان وبن زايد لا من جماعة الإخوان المسلمين بحكم أن حركة حماس امتداد لها".
البخيتي اشار في تغريدة أخرى بأن دافع "عن جماعة الإخوان حتى اعتقد البعض اني اخواني وهذا لا يعني اني كنت اجهل تصهينهم" ، مؤكدة في تغريدة أخرى بأن أمريكا "نجحت أمريكا في صهينة الإخوان المسلمين".
في حين هاجم زميله القيادي بالجماعة حسين العزي في تغريدة له بشكل حاد الاخوان في اليمن ، حيث قال بأن "فرع الإخوان في اليمن تنظيم ظلامي فتنوي بغيض ولايشبه أي فرع آخر في المنطقة لقد تسبب كثيراً في نشر الدمار والإرهاب والفساد".