"الرئاسي" يمنع سقوط آخر أوراق إيران .. مشهد سوريا ونكبة اليمنيين بشرعية "المنفى"
الاثنين 09 ديسمبر 2024 - الساعة 12:03 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
من مقر اقامته بالعاصمة السعودية الرياض ، أطل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليوم الأحد مترأساً لاجتماع المجلس والى يمينه أحد أعضاء المجلس وعن يساره رئيس الحكومة وأمامهم انتصبت شاشة تظهر حضور باقي أعضاء المجلس المتواجدين خارج البلاد للاجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي.
مشهدٌ بات مألوفاً في أغلب اجتماعات المجلس الأخيرة جراء تناثر رئيسه واعضاءه بين السعودية والامارات ودول أخرى ، الا أن هذا المشهد المألوف لحال الشرعية في اليمن ، يأتي في ظل مشهد غير مألوف بل لم يكن يتخيله أحد ، ودارت احداثه في بلد عربي يعاني ذات الظروف التي يمر بها اليمن.
فقبل ساعات من اجتماع الرئاسي كان المشهد في العاصمة السورية دمشق يكتب نهاية تاريخ امتد لخمسة عقود من حكم نظام اسرة الأسد ، بفرار الرئيس الأبن بشار وسقوط العاصمة بيد مسلحي المعارضة الذين كانوا قاب قوسين او أدنى من هذا المشهد قبل أكثر من 11 عاماً.
الا أن الكلمة كانت حينها لإيران ونظامها الذي زج بكل قوته وذهب لاستجداء تدخل الروس لمنع سقوط نقطة الوصل لمشروعه الإرهابي بالمنطقة العربية، الذي امتد من طهران الى لبنان مروراً العراق عقب سقوط نظام صدام حسين مروراً بسوريا التي منحها لجوء الأسد لها ، حكم سوريا من وراء الكواليس.
هذا المشروع الايراني الذي أمتد الى اقصى جنوب الجزيرة العربية وتحديداً في اليمن عبر جماعة الحوثي ، كان حزب الله في لبنان لبنته الأولى قبل أكثر من 30 عاماً ، ليأتي أيضاً نهاية هذا المشروع على يد الحزب بعد ان تلقى ضربات قاتلة من إسرائيل، بالأشهر الماضية.
وتأكد الأمر في المشهد السوري الأخير بسقوط نظام الأسد الذي كشف حقيقة انهيار المشروع الإيراني وعجزه تماماً بالدفاع عن أوراقه في المنطقة ، وادراك النظام في طهران بان الخطر بات الان يحيط به خاصة مع عودة الرئيس الأمريكي ترامب للسلطة ، المعروف بعدائه الشديد لإيران.
هذا الانهيار المتسارع لمشروع إيران ، يجعل الأضواء تتجه نحو مصير آخر أوراقه المتمثل بجماعة الحوثي في اليمن ، التي باتت تواجه انقلاباً كبيراً في تعامل الدولي وخاصة الغربي تجاهها بسبب تهديدها للملاحة الدولية منذ أكثر من عام بذريعة اسناد قطاع غزة.
وبات واضحاً من التصريحات الأمريكية الأخيرة أن توجه الإدارة القادمة سيكون بالعمل على نزع التهديد الحوثي للملاحة الدولية ومنع هجماتها ضد سفنها العسكرية، اما بالأدوات الدبلوماسية عبر ابتزاز الجماعة بورقة السلام مقابل وقف الهجمات واما بالبحث عن خيارات أخرى بديلة.
أحداث ومعطيات تؤكد بشكل حاسم بان جماعة الحوثي باتت الهدف القادم لإسدال الستار فعلياً على مشروع إيران بالمنطقة وان الظروف باتت مواتية جداً ، بل وربما انهاء وجود الجماعة تماماً من المشهد اليمني عسكرياً.
الا ما قد يعيق ذلك ، هو الغياب التام للسلطة الشرعية المتمثلة بالمجلس الرئاسي عن المشهد تماماً ببقاء رئيس وأعضاء المجلس بل ورئيس الحكومة منذ أشهر طويلة خارج البلاد ، رغم ما تعانيه المناطق المحررة من انهيار اقتصادي وخدمي غير مسبوق.
انهيار يعود سببه الرئيسي الى فرض جماعة الحوثي منذ أكثر من عامين وقف تصدير النفط بعد ان ضربت موانئ التصدير في حضرموت وشبوة بطائرات انتحارية مُسيرة ، وهي أحد الأسلحة التي حصلت عليها الجماعة من النظام الإيراني الذي بات اليوم يترنح ويجاهد للوقوف على قدميه وهو ما يُثير الرعب في صفوف الجماعة الحوثية من تداعيات ذلك.
الا أن ما يبعث الاطمئنان – ربما – في داخل الجماعة الحوثية ما تراه من واقع لخصومها في معسكر الشرعية منذ اندلاع الحرب عام 2015م وحتى اليوم، رغم ان هذه الشرعية قد تبدلت من الرئيس هادي الى مجلس رئاسي ، ظل الأداء على الواقع على ما هو عليه.
بل ان المجلس الرئاسي تحول الى نسخة مطابقة من هادي ، كشرعية "منفى" لا تملك حتى رؤية لإدارة المناطق المحررة وحلحلة ازماتها فضلاً عن امتلاكها لرؤية لحسم المعركة وانهاء الانقلاب الحوثي والتقاط فرصة ثمينة لتحقيق ذلك كما هو حاصل اليوم.