الحوثيون يستمرون في مواجهة إسرائيل رغم انتكاسات الحلفاء
الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 - الساعة 09:31 مساءً
المصدر : الرصيف برس - نيوزويك
ترجمة ناهد عبدالعليم:
ممثل عن حركة الحوثيين اليمنية، صرّح لمجلة نيوزويك أن الجماعة لا تنوي وقف حملتها بالصواريخ والطائرات المُسيّرة ضد إسرائيل، رغم الانتكاسات التي عانى منها أعضاء آخرون في محور المقاومة المتحالف مع إيران.
وقال المصدر من الحوثيين للمجلة: "نحن ندافع عن غزة كواجب ديني وتنفيذًا لتوجيهات الله في القرآن الكريم، بغض النظر عن مواقف الآخرين، ولا يمكن لأحد أن يوقفنا سوى الله، فهو الذي أمرنا بالقتال الآن، و يجب أن يكون هذا واضحًا للجميع."
و هذه التصريحات، التي جاءت بعد ساعات من إعلان جيش الدفاع الإسرائيلي عن هجومين متتاليين انطلقا من اليمن.
تشير إلى تصميم جماعة الحوثيين على مواصلة عملياتهم كعنصر متزايد الأهمية في التحالف الذي تقوده إيران ضد إسرائيل، في سياق الحرب التي بدأتها حركة حماس الفلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
و في الوقت نفسه، وقّع حزب الله اللبناني، الذي يُعتبر الحليف الإيراني الأقوى في المنطقة، اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا مع إسرائيل في 27 نوڤمبر/ تشرين الثاني، بعد معركة مرهقة استمرت 13 شهرًا.
وفي اليوم نفسه، شنّت المعارضة السورية هجومًا مفاجئًا أدى، بعد 11 يومًا، إلى سقوط الحكومة السورية الطويلة الأمد، وهي شريك إيراني رئيسي ساعد في ربط خطوط إمداد محور المقاومة مباشرة بجبهة القتال مع إسرائيل.
وشنًت الجماعة حملة بحرية غير مسبوقة استهدفت السفن التجارية المتهمة بالتجارة مع إسرائيل، مما أدى إلى انخفاضٍ كبير في حركة المرور عبر الطرق البحرية الرئيسية في البحر الأحمر. كما نفذت هجمات متكررة ضد إسرائيل نفسها.
و أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF)، الأثنين، أن البحرية الإسرائيلية اعترضت طائرة مُسيّرة أُطلقت من اليمن فوق البحر الأبيض المتوسط، وبعد ساعات أُكد إسقاط صاروخ آخر أُطلق أيضًا من اليمن.
وقد تواصلت مجلة نيوزويك مع جيش الدفاع الإسرائيلي للتعليق.
و من جهته، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين (يحيى سريع)، يوم الأحد، أن الجماعة نفذت هجومين بطائرات مُسيّرة "تمكنت من تجاوز أنظمة الاعتراض بنجاح والوصول إلى أهدافها" في مدينتي أشكلون وتل أبيب الساحليتين في إسرائيل.
كما صرّح سريع بأن الجماعة نسقت مع تحالف الميليشيات العراقية المعروف بـ"المقاومة الإسلامية في العراق"، وهو عضو في محور المقاومة، لاستهداف "أهداف حيوية" في جنوب إسرائيل.
وقد صرّح جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF) يوم السبت بأنه أطلق صاروخًا اعتراضيًا نحو طائرة مُسيّرة كانت تقترب من مدينة إيلات الساحلية جنوب البحر الأحمر، مضيفًا أن الطائرة "لم تدخل المجال الإسرائيلي."
ومع ذلك، اعترف جيش الدفاع الإسرائيلي الأسبوع الماضي بأن طائرة مُسيّرة أُطلقت من اليمن "أصابت منطقة في يفنه"، حيث ظهرت مشاهد تعرض أضرارًا لحقت بعدة مبانٍ سكنية في المدينة الواقعة وسط إسرائيل.
وقد شنّت إسرائيل، على الأقل مرتين، غارات جوية ضد اليمن ردًا على هجمات الحوثيين، وذلك في يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول الماضيين.
و هجمات الحوثيين على إسرائيل والسفن التجارية أدخلت الولايات المتحدة بشكلٍ مباشر في النزاع الذي انتشر عبر الشرق الأوسط.
وقد نفذت أصول القوات الجوية والبحرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة العديد من الضربات ضد معدات ومواقع الجماعة في اليمن، أحيانًا بالتعاون مع المملكة المتحدة.
و يوم الثلاثاء الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) أن مدمرتين تابعتين للبحرية الأمريكية "تمكنت بنجاح من تدمير مجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون" أثناء "مرافقة ثلاث سفن تجارية مملوكة ومشغلة تحت العلم الأمريكي" عبر خليج عدن.
وقالت CENTCOM في ذلك الوقت: "تُظهر هذه الأعمال الالتزام المستمر لقوات CENTCOM بحماية الأفراد الأمريكيين والشركاء الإقليميين والشحن الدولي ضد هجمات الحوثيين المدعومين من إيران."
و في نفس اليوم، قال (يحيى سريع)، المتحدث العسكري للجماعة، إن قواتهم "استهدفت مدمرتين أمريكيتين في خليج عدن كانتا مرافقتين لسفن إمداد" باستخدام الصواريخ والطائرات المُسيّرة في عملية "تحققت أهدافها بنجاح."
و يوم الخميس، أشاد (عبد الملك الحوثي)، زعيم الجماعة، بقواته لكونها "برزت بأسلحتها" في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.
ودعا أيضًا التحالف المتمرد الذي أسقط الحكومة الموالية لمحور المقاومة في سوريا إلى أن يوجه أسلحته ضد إسرائيل، بعد أن استولت قوات الدفاع الإسرائيلية على أراضٍ في البلد المجاور ووسعت ضرباتها على المواقع العسكرية السابقة.
و يُذكر أن الحوثي قاد الجماعة منذ مقتل شقيقه حسين على يد قوات الأمن اليمنية قبل عقدين من الزمن.
ومنذ بدايتها كحركة دينية تركز على تعزيز مجتمع الزيدية الشيعي في اليمن، تطورت جماعة الحوثي لتصبح جماعة متمردة قوية سيطرت على أجزاء واسعة من الشمال، بما في ذلك العاصمة صنعاء بين أواخر 2014 وأوائل 2015.
ثم دخلت في مواجهة مع التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في حرب أهلية لا تزال فعليًا في حالة توقف منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الأمم المتحدة في أبريل/ نيسان 2022.
وتتهم الولايات المتحدة ودول أخرى، بما في ذلك إسرائيل والدول العربية، الجماعة بتلقي دعم مباشر من إيران، التي نفت مرارًا هذه الادعاءات.
و ظهرت تصريحات الحوثي الأخيرة رغم ما قاله المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن (تيم ليندركينغ)، خلال ظهوره الأخير في منتدى الدوحة.
حيث أشار إلى أن "قادة الحوثيين قد خفضوا من ظهورهم، على الأقل بشكل مادي" خوفًا من أن يتعرضوا للاستهداف كما حدث مع قادة آخرين في المنطقة، وفقًا لما نقلته صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية يوم الخميس.
و قبل أن يُجبر الرئيس السوري بشار الأسد على الخروج من السلطة على يد الجماعات المعارضة الأسبوع الماضي، تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس (يحيى السنوار)، على يد جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة في أكتوبر/ تشرين الأول، وذلك بعد شهور من اغتيال سلفه (إسماعيل هنية) في طهران.
كما قُتل الأمين العام لحزب الله (حسن نصر الله)، الذي تربط جماعة الحوثيين به علاقة وثيقة، في غارات جوية إسرائيلية على جنوب بيروت في سبتمبر/ أيلول.
ومع ذلك، اعترف ليندركينغ بأن هذه الاغتيالات عالية المستوى لم تقلل من "قدرة" الحوثيين أو "استعدادهم وعزمهم على إطلاق النار على السفن".
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي في ذلك الوقت: "منذ تراجع حزب الله وحماس، استمر الحوثيون في الحفاظ على وتيرة ثابتة من الهجمات المتهورة والعشوائية."
وتابع القول: "لكن سيكون من الحكمة لهم أن يولوا اهتمامًا لما يحدث في المنطقة فيما يتعلق بأمنهم وموقعهم."