معامل تصنيع ومنصات إطلاق لصواريخ إيران .. الحوثي وثمار الهدنة الأممية
الجمعه 03 يناير 2025 - الساعة 10:40 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص
كشفت تقارير عربية ودولية عن إنشاء إيران لمعامل تصنيع وتجميع لصواريخها الفرط صوتية بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن وباتت هذه المعامل هدفاً للغارات الامريكية والإسرائيلية.
وخلال الأسابيع الماضية ، باتت مليشيا الحوثي تطلق بشكل شبة يومي صواريخ فرط صوتية نحو أهداف داخل إسرائيل ، في حين عجزت منظومات الدفاع الإسرائيلية عن صد بعضها.
وكشف محرر الشؤون اليمنية في قناة "سكاي نيوز عربية"، الصحفي فواز منصر، أن التقديرات الأمنية اليمنية تشير إلى أن لدى جماعة الحوثي أكثر من 35 صاروخًا من هذا النوع.
موضحًا أن هذه الصواريخ تخرج من ورش الإنتاج وتوزع على المناطق والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم لتشتيت أجهزة الاستخبارات والرقابة الجوية.
وأضاف أن المنصة التي تطلق هذه الصواريخ هي منصة متحركة وليست ثابتة يتم زرع بعضها في الأنفاق تحت الأرض أو في الكهوف المنتشرة بسبب الطبيعة الجبلية لمناطق سيطرة الحوثي.
وتحدث منصر عن كيفية صناعة هذه الصواريخ في الداخل اليمني، مشيرًا إلى أن التصنيع يتم في ورش موزعة في مناطق متفرقة بواسطة خبراء إيرانيين من خلال تجميع القطع التي يتم تهريبها من إيران إلى السواحل اليمنية عبر شبكات تهريب تستخدم السواحل الأفريقية.
وأكد منصر أنه يتم إبعاد الحوثيين اليمنيين من هذه الورش حتى أولئك الذين تلقوا تدريبات في طهران، مرجعًا هذه الإجراءات إلى خطورة هذا السلاح وخوفًا من وقوعه بيد الحوثيين.
وأضاف أن استخدام هذا السلاح وإطلاقه على إسرائيل هو قرار إيراني، فيما يقتصر دور الحوثيين على تسهيل عملية الإطلاق.
البحث عن "خلاطات الوقود"
في حين كشفت مصادر العربية/الحدث بأن إسرائيل تبحث بشكل مكثف في مناطق سيطرة الحوثيين عن "خلاطات الوقود الصلب" ، التي تُعد اهم مكون في الصواريخ البالستية.
حيث أن مهمة تلك الخلاطات أساسية هي تزويد الصواريخ الباليستية والدقيقة بالوقود الصلب لضمان وصولها إلى هدفها والمراوغة في الجو، ويصل سعر كل خلاط إلى مليوني دولار على الأقل.
وكانت إسرائيل دمرت 12 خلاطاً من هذا النوع في إيران في أكتوبر الماضي، وآخر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وواحدا في البحر، وآخر في مصياف السورية بشهر سبتمبر الماضي (2024) في عملية نوعية كشف عنها الجيش الإسرائيلي أمس الخميس.
من جانبها كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية عن تفاصيل هذه العملية ، حيث تم مهاجمة المصنع من قبل وحدة "شلداغ" الإسرائيلية الخاصة، وكان المصنع مخصصًا لإنتاج صواريخ أرض-أرض من طراز "فاتح 110" و"عماد" دقيقة التوجيه، التي تعمل بالوقود الصلب، ويتم إنتاجها لصالح حزب الله وجيش النظام السوري.
ولفت الصحفي رون بن يشاي إلى أن المصنع يحتوي على عدد من "الخلاطات الكوكبية" التي تخلط المواد بنسب دقيقة وبدرجة عالية من التجانس لتكوين مزيج متجانس يتحول بعد ذلك إلى وقود صاروخي صلب.
مشددا على أن السوريين أنشأوا المصنع في غرف تحت الأرض محفورة في الصخور على جانب الجبل، في منطقة المجمع الصناعي في مصياف.
وأكد بن يشاي على أن العملية اعتمدت على معلومات استخباراتية دقيقة تم جمعها قبل وأثناء الحرب، موضحا أن الهدف لم يكن تدمير المصنع بالكامل، بل فقط الخلاطات الكوكبية التي بدونها لا يمكن إنتاج الوقود الصلب للصواريخ.
ولفتت الصحيفة إلى أن "مثل هذه الخلاطات توجد فقط لدى القوى العظمى، وبعد الهجوم الجوي الإسرائيلي في إيران في 26 تشرين الأول/ أكتوبر، لم يتبقَ تقريبًا لدى محور الممانعة خلاطات وقود صلب باستثناء خلاط واحد أو اثنين بحوزة الحوثيين في اليمن".
ونقلت عن مصادر مطلعة على صناعة الصواريخ الإيرانية، قولها، إن المصنع الذي دمر في إيران سيتطلب على الأقل عامين للعودة إلى الخدمة، مما يشكل تعطيلًا كبيرًا لقدرة إيران على إنتاج الصواريخ.
الوقود الصلب
وتتسابق الدول لتطوير واستخدام الوقود الصلب في الصواريخ، نظراً لإمكانية إطلاقها بسرعة أكبر من تلك التي تعمل بالوقود السائل، ما يجعل اعتراضها أمراً أكثر صعوبة.
ويتكون الوقود الصلب من مادتين مؤكسدة ومختزلة، يتم ربطهما معاً بواسطة مادة مطاطية صلبة، وتتم تعبئتهما في غلاف معدني.
وعندما يحترق هذا الوقود يتحد الأوكسجين من مادة "كلورات الأمونيوم" مع الألمنيوم، لتوليد كميات هائلة من الطاقة، ودرجات حرارة تزيد عن 2760 درجة مئوية، ما يؤدي إلى دفع الصاروخ ورفعه من على منصة الإطلاق.
في حين يوفر الوقود السائل قوة دفع وقوة أكبر، لكنه يتطلب تقنية أكثر تعقيداً، أما الوقود الصلب فكثيف ويحترق بسرعة كبيرة، ويولد بالتالي قوة دفع خلال فترة زمنية قصيرة.
كما يمكن أن يبقى الوقود الصلب في المخازن لفترة طويلة من دون أن يتحلل، وهي مشكلة شائعة في الوقود السائل.
ثمار الهدنة
تُشير هذه التقارير والمعلومات بشكل واضح الى استغلال مليشيات الحوثي الإرهابية للهدنة الأممية التي جرى إعلانها في اليمن مطلع أبريل من عام 2022م ، وكان من اهم بنودها رفع القيود عن موانئ الحديدة الخاضعة لسيطرتها.
حيث سهل ذلك ، إدخال مكونات المعامل الخاصة بخلط الوقود الصلب وتجميع مكونات الصواريخ الإيرانية الى مناطق مليشيا الحوثي الإرهابية ، وكذا إدخال الأسلحة من الصواريخ البحرية والمُسيرات التي استخدمتها المليشيا لاحقاً في استهداف الملاحة الدولية.
وفي هذا السياق ، كان لافتاً ما كشفته قناة " i24news" الإسرائيلية أمس الخميس عن معلومات حول وجود تعاون سري بين الصين والحوثيين في اليمن ، وفقاً لمعلومات استخباراتية حصلت عليها الولايات المتحدة.
حيث يؤكد الخبراء بأن خلاطات الوقود الصلب التي تستخدمها إيران في صناعة صواريخها ، صينية الصنع ، ولا يمكن تزويد أذرع طهران في المنطقة بهذه الخلاطات دون رضا بكين.
استغلال مليشيا الحوثي الإرهابية لثمار الهدنة الأممية ، يكشف فداحة الموقف الدولي الذي ضغط طيلة السنوات الماضية ضد جهود التحالف العربي وقوات الشرعية لهزيمة المليشيا عسكرياً ، ومثل هذا الموقف احد الأسباب التي دفعت التحالف العربي بقيادة السعودية نحو الهدنة وقف الحرب ضد المليشيا.