بحثاً عن حَمَلة بنادق.. لا حَمَلة شهادات "جامعة صنعاء تحت وصاية الهمجية الحوثية الوقحة"
الاحد 05 ديسمبر 2021 - الساعة 06:20 مساءً
سامي نعمان
مقالات للكاتب
كم يبعث على الأسى الحال الذي وصلت إليه جامعة صنعاء، أكبر وأعرق جامعة حكومية يمنية، تحت سلطة ميليشيا وقحة تتعدى بوصايتها المهينة على عقول الأكاديميين ومكانتهم وصلاحياتهم التراتبية المتبعة في العالم، حد ايكال صلاحيات إقرار عناوين رسائل الماجستير والدكتوراة إلى المدعو فايز البطاح، أحد خريجي دورات ملازم حسين الحوثي الفارغة والثقافة الإيرانية العنصرية..
تحدث انقلابات في العالم، وسيطرة عصابات مسلحة وارهابية على السلطة لكنها تبقي مجالاً حراً من حياة الناس ومؤسساتهم تمضي بنسقها المعتاد المنتظم وإن كان هناك تدخل يتم الايعاز به وتمريره عبر أطره بأي طريقة.
لكن ميليشيات الحوثي العنصرية الإرهابية لا تهدف لمجرد التدخل، إذ ثمة أكاديميين منحازين للميليشيا، وبعضهم من مواليها وبإمكانها تعيينهم رؤساء أقسام وعمداء كليات ورؤوساء جامعات، وبالفعل لديها كثيرون كذلك كالفقيه قاسم عباس رئيس الجامعة، بإمكانها فرض املاءاتها وتوجهاتها عبرهم، لكنها تتعمد في هذا المقام سلوك الإهانة لمواليها أولاً من يظنون أنفسهم مؤهلين بغير شروطها للتأهيل، وكسر التراتبية الأكاديمية المقدسة وكسر مكانة التعليم في نفوس الطلاب.. وأكثر لدى الأكاديميين الذين أوغلت في اهانتهم احياءً.. وأمواتاً..
هي ممارسات مستلهمة في كل القطاعات، لا الجامعة وحدها، في الجيش والأمن، الذي تقدم فيه الأطفال من خريجي دورات ملازم الحوثي على حاملي الرتب المؤهلين بالشهادات العليا من الكليات العسكرية المحلية والدولية، حتى إن كانوا من مواليها، وفي المؤسسات المدنية كذلك، في نهج استمرأ همجيته ودناءته بلا اعتراض، حتى غزى منارة التعليم اليمنية، جامعة صنعاء.
إنها التجربة الإيرانية المستلهمة التي تعتمد منهج الاهانة والإرهاب كسياسة لضمان الاخضاع..
يتولى البطاح المعين بلا مؤهل، مشرفا حوثياً على جامعة صنعاء، صلاحيات واسعة سلبها بتراتبية من رؤساء ومجالس الأقسام والكليات والجامعة، بمؤهل أنه معين ومكلف من قبل ممثلي من لا يحمل أي مؤهل عبدالملك الحوثي.
يقر البطاح جميع عناوين الدكتوراة والماجستير من مختلف التخصصات العلمية من الهندسة إلى الطب والزراعة والحاسوب، إلى الإنسانية والإدارية..
تظهر وثيقة متداولة أن البطاح يجيز عناويناً وويتحفظ على أحدها لطالب ماجستير وتطلب مراجعته له، قبل المناقشة، لتؤكد ما تحدثت عنه قبل أشهر في مقال سابق بطلبه مراجعة بعض الطلاب له لنقاش العناوين ومضمون الرسائل العلمية، وطلبه من غير واحد منهم تضمين اقتباسات من ملازم حسين الحوثي والاستشهاد بهرطقاته السخيف التي لا تحتوي جملة مفيدة في شهاداتهم..
جامعة صنعاء في ظل العربدة الحوثية تخرج عن تقاليد التعليم العالي المتبعة عالمياً، حتى في بلدان ذات نفوذ إيراني مقارب، كالعراق ولبنان، لكن ما يحدث في اليمن في ظل وكيل همجي رخيص لإيران يوحي بأن الدويلة المارقة وصلت في تعاملها مع أرقى نخب البلاد العلمية باحتقار لا متناهٍ.. وذلك يشي أنها تتعامل مع اليمنيين الواقعين في مناطق سيطرة مرتزقتها باعتبارهم بلا كرامة ولا حقوق ولا إنسانية ولا قيمة لحياتهم إذا لم تبذل في سبيل سيادة المشروع الإيراني العنصري..
جامعة صنعاء تتجه نحو الاندثار، في ظل سعي حثيث وعلني وممنهج لضرب اعتمادها الأكاديمي في مقتل، وتكريس شهاداتها العلمية كشهادات مفروضة موجهة بصبغة طائفية بعيداً عن الأسس والتقاليد والأعراف الأكاديمية المتبعة دونما أدنى احتراز لتبعات تدخلها الوقح في مسار وتراتبية التعليم الأكاديمي وأصوله..
لا بل إنها تتعمد بهذه الإهانات الممنهجة من خلال تدخلاتها الطائشة والسافرة في التعليم العالي، بعد التعليم الأساسي والثانوي، إلى دفع العالم إلى عدم الاعتراف بمخرجات جامعة صنعاء بعد أكثر من نصف قرن على تأسيسها..
وهل ستكترث لذلك.. قطعاً لا، فهذه عصابة مسلحة عنصرية يقوم منهجها على العنف والارهاب، وهي أجيرة لدولة أجنبية لها اجندات طائفية وسياسية وعسكرية في البلاد، وتسخر كل جهدها وممارساتها لتنفيذ أجندتها عبر تحقيق هدف أساسي يضمن تنفيذ الأجندة برمتها: لزيادة القطعان من حَمَلة البنادق.. لا حَمَلة الشهادات.