قيفة رداع كإحياء لتحرير بيحان شبوة .. حين تتبخر أكذوبة الحوثي

السبت 11 يناير 2025 - الساعة 12:37 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


في مشهد غير جديد ، أعادت المواجهات التي تشهدها إحدى مناطق قبيلة قيفة بالبيضاء التذكير هشاشة القوة العسكرية للمليشيا الحوثي الإرهابية كحقيقة دامغة اثبتتها الأحداث منذ نشوء الجماعة في كهوف صعدة قبل أكثر من عقدين من الزمن.

 

فاليوم الثاني على التوالي تفشل المليشيا الحوثية في اقتحام قرى "حنكة آل مسعود" في "قيفة" بمديرية القريشية محافظة البيضاء ، جراء تصدي مجاميع صغيرة من أبناء المنطقة رغم الفارق الكبير في القوة بين الطرفين.

 

وفي حين تفرض المليشيا الحوثي حصاراً مطبقاً على المنطقة يحول دون معرفة تفاصيل ما يجري على الأرض ، الا أن المشاهد المصورة المتداولة من قبل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ، أظهرت خلال الساعات الماضية انكساراً مدوياً للمليشيا في مواجهة أبناء المنطقة.

 

حيث أظهرت المشاهد – على ندرتها – احراق عدد من أطقم المليشيا الحوثية واغتنام عدد أخر منها بعد فرار عناصر المليشيا منها ، الذين اعادوا الانتشار حول المنطقة استعداداً لشن هجوم أخر خلال الساعات القادمة.

 

ورغم ان إمكانية نجاح المليشيا في اقتحام المنطقة غير مستبعدة بالنظر الى فارق القوة كحقيقة لا يمكن القفز عليها ، الا أن مشهد الانكسار الذي لحق بالمليشيا خلال اليومين الماضين ، يستحق التوقف عنده كثيراً.

 

فانكسار المليشيا وعجزها عن اقتحام منطقة صغيرة بحجم "حنكة آل مسعود" جاء رغم استخدامها المفرط لكل أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة بل ولجأت الى قصف منازل المواطنين بالطائرات المُسيرة كوسيلة ترهيب للأهالي ولكسر المقاتلين من أبناء المنطقة.

 

وهو ما يعيد التذكير بحقيقة القوة العسكرية لجماعة الحوثي ، كمليشيا بدائية تفتقر لأي مهارات عسكرية في القتال تخطيطاً وإدارة للمعركة ، وتعتمد فقط على الكثافة البشرية في المواجهة ، في حين ساعدتها جملة من العوامل والظروف على تحقيق الانتصارات على الأرض دون وجود معارك حقيقة تذكر.

 

حيث ساهمت جملة من الظروف السياسية والأحداث التي شهدتها اليمن وخاصة عام 2011م في تمدد الجماعة الحوثية خارج كهوف مران وسيطرتها على محافظة صعدة دون مقاومة تذكر، وذات الأمر ايضاً مع اسقاطها للعاصمة صنعاء.

 

فباستثناء المواجهة مع أبناء دماج في صعدة عام 2013 وقوات اللواء 310 في عمران بقيادة / حميد القشيبي في العام التالي، لم تخض مليشيا الحوثي أي معارك حقيقة في طريق زحفها من صعدة وصولاً الى قصر المعاشيق في مارس 2015م.

 

بل أنها عجزت رغم هذا التمدد الكبير ومع استيلائها على عشرات المعسكرات وما تضمه من مخازن أسلحة وذخيرة ضخمة ، امام مجاميع المقاومة في كل من مدن الضالع ومأرب وتعز وانكسرت أمامها.

 

ومع تدخل التحالف وجود مجاميع المقاومة، بدأت سلسلة الانكسارات والهزائم سريعاً بتحرير مناطق الجنوب في أقل من ستة اشهر ، ولم تكمل الحرب عامها الأول الا وكانت المليشيا الحوثي محصورة في أقل من 30% من مساحة البلاد.

 

لتعود الظروف والعوامل الأخرى في خدمة المليشيا الحوثي من جديد ومنع هزيمتها العسكرية بشكل كامل ، بتوقف المعارك شمالاً في العام الثاني من الحرب جراء الفساد والعبث الذي طغى على أداء الشرعية وتحكم جماعة الاخوان وخليط من قوى الفساد وتجار الحروب على قرار الشرعية.

 

ورغم ذلك ، الا أن انطلاق معركة تحرير الحديدة على يد قوات العمالقة الجنوبية عام 2017م والتي انظم لها لاحقاً قوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح تحت مسمى القوات المشتركة ، اعادت ضبط المشهد والتأكيد على حقيقة الهشاشة العسكرية لمليشيا الحوثية.

 

ففي اقل من عام كان مجاميع القوات المشتركة تدق أبواب مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي ، للتدخل الظروف والعوامل الأخرى من جديدة في هزيمة مليشيا الحوثي باتفاق السويد الذي أوقف تحرير مدينة الحديدة أواخر 2018م.

 

ومع توقف آخر معركة حقيقية بوجه مليشيا الحوثي ، بدأ فصل جديد من فصول الانتصارات الوهمية للمليشيا على الأرض بتساقط مريب لجبهات الشرعية شمالاً ابتداءً بجبهات العود وقطعبة بالضالع عام 2019م مروراً بجبهات نهم والجوف والبيضاء ومأرب خلال العامين التاليين.

 

لتصل المليشيا الحوثية مع أواخر 2021م الى أبواب مدينة مأرب وعلى مشارف حقول النفط والغاز في المحافظة وفي شبوة المجاورة ايضاً بعد سقوط مديريات بيحان ، في مشهد صادم قلب موازين القوى في الصراع اليمني رأساً على عقب ، وخلق حالة من النشوة لدى المليشيا الحوثي ورفع سقف احلامها بمحاولة تكرار مشهد 2015م من جديد.

 

الا أن هذه النشوة سرعان ما تبخرت مع اطلاق قوات العمالقة الجنوبية لمعركة تحرير مديريات بيحان الثلاث من سيطرة المليشيا الحوثية ، لتقدم قوات العمالقة درساً عسكرياً لا يُنسى ، بإعلانها في الـ9 من يناير 2022م تحرير هذه المديريات بالإضافة الى مديرية حريب جنوبي مأرب وفي 10 أيام فقط.

 

وما يثير الانتباه ، هذا التزامن الملفت بين الذكرى الثالثة لتحرير بيحان وحريب مع شن مليشيا الحوثي الإرهابية لهجومها على قرية رية "حنكة آل مسعود" بقيفة رداع ، وانكسارها امام مقاومة بسيطة من أبناء المنطقة.

 

تزامن يعيد التذكير بضعف وهشاشة المليشيات الحوثية عسكرياً ، وان قوتها العسكرية ما هي الا مجرد وهم صنعته من غياب إدارة حقيقة وموحدة تقود معركة تحرير الشمال بذات الطريقة التي انجز فيها الجنوب معركته ، متسلحاً بقضية وقيادة تؤمن بالحوثي كعدو لا قبول له ولا تعايش معه على أرض واحدة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس