ورشة برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء وبمشاركة المانحين والشركاء الدوليين لمناقشة حشد التمويلات لخطة التنمية لمحافظة تعز 2025م
الثلاثاء 28 يناير 2025 - الساعة 05:55 مساءً
المصدر : الرصيف برس - عمّان
عقدت بالعاصمة الاردنية عمان اليوم ورشة عمل حول خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحافظة تعز 2025-2026 بالشراكة بين السلطة المحلية والأمم المتحدة في اليمن برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك.
وشارك في الجلسة الافتتاحية للورشة التي تستمر يومين متتاليين وزير الادارة المحلية حسين الاغبري،ومستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي لشئون الادارة المحلية بدر باسلمة ، و وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي عمر عبدالعزيز " ونائبة الممثل المقيم للأمم المتحدة ونائب رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي وممثلين منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمانحين والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني .
حيث أكد وزير الإدارة المحلية حسين الأغبري ، أن هناك العديد من التحديات التمويلية التي تواجه الحكومة المركزية والسلطات المحلية في المحافظات اليمنية، وذلك جراء انقلاب المليشيات الحوثية، والحرب التي اشعلتها وما خلفته من أزمات اقتصادية محلية وإنسانية، وخراب في البنى التحية للسلطات المحلية.
وأعرب الوزير الأغبري عن سعادته للمشاركة في إطلاق خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحافظة تعز التي تحملت وطأة الصراع المستمر والازمة الانسانية متوجها بالشكر لبرنامج الامم المتحدة الانمائي والشركاء الداعمين لهذه الخطة كنموذج للتنمية الوطنية.
وأضاف أن تعز تمثل سياقا مناسبا لهذه الخطة الهامة نظرا لما تتمتع به مقومات نجاح تتمثل برأسمال اجتماعي واقتصادي ولديها تقاليد قوية في المشاركة المدنية وحقوق الانسان والمشاركة السياسية مما يجعلها بيئة مثالية لاختيار حلول مبتكرة للتعافي، معرباً عن تطلعه لتطبيق نموذج الخطة وعكسها للمحافظات (عدن - حضرموت- مأرب) كمرحلة ثانية، وتعميمها على بقية المحافظات اليمنية.
مشيراً الى ان المحافظات اليمنية وخاصة المحررة أصبحت متأهلةٌ لتطبيق مشروع الانتقال من التدخلات الطارئة إلى التدخلات المستدامة، وسبل العيش، والتنمية الإقتصادية، ولديها الخطط التنموية والإستراتيجية (خطط التعافي الاقتصادي) لكآفة مكاتبها ووحداتها الإدارية، وأصبحت بحاجة مُلحة لحشد الجهود لدعم وتمويل تلك الخطط، وفقا للتوجه العام للحكومة
وعلى ضوء إقرار الحكومة لخطة التعافي الاقتصادي علي المستوي الوطني، بشكل عام.
معتبرا أن الدعم لمحافظة تعز فرصة فريدة لتقريب الفجوة بين المساعدات الانسانية والتنمية طويلة المدى وذات قيمة كبيرة عند توسع جهود التعافي للمحافظات الاخرى وأن التنمية المستدامة طريق للسلام والاستقرار والديمقراطية ومواجهة النزاع والازمة الانسانية الشديدة وضعف مؤسسات الدولة.
واستعرض الوزير الاغبري في كلمته جهود وزارة الادارة المحلية في الاستجابة لتلبية احتياجات المواطنين والاحتياجات طويلة الاجل المتعلقة باعادة البنية التحتية والاجتماعية والاقتصادية وتأهيل وبناء المؤسسات الخدمية بالتعاون مع كل الجهات المعنية وكذلك تطرق الى أولويات الوزارة اعادة بناء وتشغيل المرافق العامة وتحسين البنية التحتية والتمكين للمرأة والشباب في صنع القرارات والتكيف مع التغير المناخي وتخفيف اثاره.
معرباً عن تفاؤله بأن تتميز خطة التنمية لتعز بتحقيق تأثيرات ايجابية ملموسة مؤكدا التزام الوزارة بدعم خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال التعاون مع الامم المتحدة والسلطة المحلية والقطاع الخاص ومختلف الاطراف لتحقيق النجاح لهذه التجربة التنموية.
من جانبه أشاد مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي لشئون الادارة المحلية بدر باسلمه بانعقاد الورشة التي تحظى بأهمية كبيرة لانتقال محافظة تعز من البرامج الانسانية الى التنمية المستدامة وتشكيل نموذج يحتذى به لكل المحافظات معتبرا أن ماتم عمله في تعز مهم جدا من أجل توحيد الاطار لمنظومة العمل للسلطات المحلية بشكل كامل مؤكدا أن هذه التجربة الفريدة تحظى باهتمام كبير من الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي يحرص على أن تمتد هذه التجربة التي بدأت في تعز الى حضرموت وعدن لتشكيل نموذج لعملية الانتقال الى المشاريع المستدامة.
وأضاف باسلمة" أن هذه التجربة مهمة لمحافظة تعز وانطلاقه لتمكين السلطات المحلية من تقديم الخدمات وتحقيق التعافي للبنية التحتية وتحسين الأساسيات للمواطنين وهذا توجه مجلس القيادة الرئاسي لتعميم هذه التجربة والحرص على نجاحها على مختلف المستويات ' مشيدا بجهود السلطة المحلية بتعز وجهود العمل والشراكة مع الحكومة والمجتمع الدولي والمنظمات الفاعلة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لدعم القدرات واعادة النظر في متطلبات المرحلة والحاجة للموائمة بين القوانين والواقع لتحقيق النجاح لهذه التجربة في محافظة تعز ونجدد الحرص على الاهتمام بهذه التجربة وماتخرج به من نتائج لتحقيق الاهداف المنشودة.
وفي كلمة محافظة تعز رحب محافظ تعز نبيل شمسان بجميع المشاركين في الورشة من أعضاء الحكومة ومنظمات الامم المتحدة والمنظمات الدولية وشركاء العمل الانساني والمجتمع المدني والقطاع الخاص مستعرضا جوانب الشراكة العميقة مع الامم المتحدة لتطوير هطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية 2024-2026م والرؤية والخطط التي تشكل تجربة غير مسبوقة وذلك من خلال العمل المتواصل ولقاءات مستمرة وماتحققه المحافظة من مؤشرات التعافي واستثمار كل المقومات للوصول الى اختيارها نموذجا لتطبيق هذا النموذج للانتقال الى التنمية المستدامة.
وتطرق المحافظ شمسان الى آثار الحرب الكارثية على البنية التحتية والاستهداف الممنهج من قبل المليشيات الحوثية الارهابية والحقت بها دمارا كبيرا ومعاناة متفاقمة بفرض حصار ظالم على أبنائها لكنها تنهض من بين ركام الدمار لتحقيق الانتصار وإعلاء قيم الحياة والبناء للمؤسسات وتتوافر فيها كل الادوات والاليات للعمل المؤسسي والشفافية والرقابة واكثر تمسكا بالنظام والقانون ولايمكن الا أن تكون مع الدولة بكل مقوماتها.
واستعرض المحافظ ماتتميز به المحافظة من حراك سياسي وثقافي وفني وابداعي ومايشكله الشباب والشابات من تجارب نجاح على مستوى المناصب الادارية من كفاءة وجدارة او من خلال انشطة المجتمع المدني وكذلك والمرأة وتقلدها مناصب عديدة في مكاتب المحافظة وتحقيق تجارب نجاح فريدة وكذلك في المديريات والمؤسسات والحراك السياسي وحضور القطاع الخاص والحقوق والحريات .
وأكد المحافظ شمسان الحرص على من خلال الشراكة مع الحكومة المجتمع الدولي والقطاع الخاص والمجتمع لانجاح هذه التجربة الفريدة للتنمية المستدامة بعد مشاورات عديدة وتحقيق أهدافها وركائزها الاساسية المتمثلة بالحوكمة والادارة العامة ومحور السلام والامن وتقديم الخدمات في كافة القطاعات وتحقيق الامكانات الاقتصادية للمحافظة.
معربا عن شكره لرئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي واهتمامه ومتابعته المستمرة وحرصه على انجاح هذه التجربة وكذلك جهود دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك وتفاعله وتوجيهاته بمنح محافظة تعز كل الصلاحيات والتوجيه بانشاء المجلس الاقتصادي للمحافظة ودعم الحكومة الكامل لهذه التجربة وكذلك وزراء التخطيط والتعاون الدولي والادارة المحلية والبرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن ومركز الملك سلمان والهلال الاحمر الاماراتي وكل الشركاء في تحقيق التنمية المستدامة وانجاح هذه التجربة بالشراكة مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي.
من جهته أكد وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي عمر عبد العزيز "أن هذا الاجتماع المحوري يعد نقطة تحول في مسيرة التنمية الستدامة في تعز مشيرا الى بداية إطلاق الامم المتحدة لهذه المبادرة للاطار الاقتصادي والتحول عام 2021م والعمل عليها مما شكل خطوة نحو النموذج التنموي الذي يتجاوز المفهوم التقليدي للمساعدات الانسانية والتحول الى استراتيجية شاملة تبني القدرات وتعزز الاستدامة.
معتبرا أن اختيار محافظة تعز كنموذج تجريبي يعد قرارا مدروسا يستند الى مقومات راسخة تمتلكها المحافظة من تاريخ عريق وموقع استراتيجي وتنوع اقتصادي لتكون المكان الامثل لاطلاق هذه المبادرة بالرغم من التحديات التي واجهتها المحافظة جراء الحرب والحصار الا أنها حافظت على مقومات أرضية صلبة للبناء عليها وحافظت على نسيجها الاجتماعي المتماسك وقطاعها الخاص النشط ومجتمعها المدني الفاعل.
وتطرق وكيل الوزارة الى الاسهام في تبني هذا النموذج كمفهوم للترابط الثلاثي بين العمل الانساني والتنمية والسلام ليؤسس لنهج كامل يدرك الترابط بينهما فلا يمكن تحقيق تنمية مستدامة دون سلام ولا يمكن بناء سلام دائم دون تنمية حقيقية كما أن العمل الانساني يشكل القاعدة الاساسية التي تنطلق منها جهود التنمية والسلام.
معربا عن اعتزازه بمكونات هذا النموذج وركائزه المتمثلة بالحوكمة الرشيدة وتعزيز الشفافية والمساءلة وكفاءة المؤسسات وركيزة بناء السلام المستدامة وتماسك النسيج الاجتماعي وحل النزاع وبناء الثقة بين مختلف مكونات المجتمع وركيزة تقديم الخدمات المتكاملة بما يضمن وصولها للمواطنين بجودة عالية وركيزة النمو الاقتصادي الشامل ودعم المشاريع الصغيرة وتشجيع الاستثمار وخلق فرص العمل وذلك باستقطاب شراكات استراتيجية مع البنك الدولي في مجال البنية التحتية والبرنامج السعودي للتنمية في مجال التنمية البشرية والتعليم والصحة والتدريب المهني ودولة الامارات في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة استخدامها وقطاع النقل والاتحاد الاوروبي في مجال الاصلاخ المؤسسي وبناء القدرات والوكالة الامريكية في مشاريع المياه والصرف الصحي والتمكين الاقتصادي للشباب والمرأة.
لافتا الى أن دور وزارة التخطيط يكمن في تنسيق وتكامل الجهود كمنصة مركزية تجمع الشركاء وتدخلاتهم الوطنية والمحلية والتقييم والتحليل والتخطيط للمستقبل معتبرا أن نجاح النموذج التنموي لتعز يتجاوز كونه قصة نجاح محلية تشكل نموذجا ملهما يمكن تكراره في باقي المحافظات كونه يجمع بين الاستدامة والشمول واعادة صياغة لمفهوم التنمية المحلية في اليمن داعيا كل الشركاء الدوليبن للاسهام في هذا الجهد التحولي للتنمية المستدامة.
من جانبه تطرق نائب رئيس الفريق الاقتصادي عثمان الحدي " الى ماتتمتع به محافظة تعز من مقومات تؤهلها لتحقيق النجاح في هذه التجربة سواء من حيث المخزون البشري والكوادر المؤهلة ومدينة الثقافة والسلام والسياسة والاقتصاد وموقعها الجغرافي والاستراتيجي وسواحلها الممتدة حتى باب المندب واذا تم دعم هذا التحول فيها ستشكل نموذجا أفضل على مستوى البلاد.
وأضاف أن تعز وعلى الرغم من تركة الحرب الثقيلة الا أنها تتميز بالاصرار والتخطيط والعمل لانجاح هذا النموذج في التحول ولابد من دعمها من المجتمع الدولي والمانحين والدعم الاقليمي والقطاع الخاص لتحقيق النجاح مؤكدا أنها لاتزال تحتاج الكثير للنهوض بالبنية التحتية وقطاع التعليم والصحة وتعزيز توجهات الحكم المحلي في المجال الاقتصادي والاجتماعي والمرأة والشباب التي تتميز به هذه المحافظة لتحقيق عائد تنموي واجتماعي واقتصادي وتحقيق مردود من حيث نجاح هذا النموذج وتعميمه على بقية المحافظات.
من جهتها أكدت نائبه الممثل المقيم للامم المتحدة في اليمن "الدكتورة إيمان الشنقيطي" على الشراكة والتعامل المستمر مع الحكومة والشراكة المباشرة مع محافظة تعز والتدخلات والنقاشات على مستوى عال لنجاح هذه التجربة والتطلع للمخرجات التي ستخرج بها هذه الورشة التي تعد مانطلاقة هامة للانتقال الى التنمية المستدامة بالمحافظة.
كما تطرق رئيس الغرفة التجارية والصناعية شوقي أحمد هائل" الى أهمية هذه الورشة التي تعد استكمالا لسلسلة من اللقاءات المتواصلة مع السلطة المحلية والحكومة ومشاركة المانحين مؤكدا استعداد القطاع الخاص في الاسهام ودعم تحويل هذه الخطة الاستراتيجية على أرض الواقع لافتا الى أن تعز تمتلك مقومات بشرية وشبابية وابداعية وقطاع خاص وغيرها تؤهلها لتحقيق النجاح في تجربة الانتقال للتنمية المستدامة.
مبديا استعداده تقديم الدعم والتعاون المستمر لهذه الجهود المثمرة لخدمة أبناء المحافظة وكل ماتستحقه هذه المحافظة التي تكبدت المعاناة ولابد أن تكون نموذجا لبقية المحافظات مشيدا بجهود السلطة المحلية بقيادة المحافظ نبيل شمسان للوصول الى اختيار المحافظةونموذحا للانتقال للتنمية المستدامة.
كما شهدت الجلسة استعراض مدير عام مكتب التخطيط والتعاون الدولي' نبيل جامل ' لتقرير عما تم تنفيذة من خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحافظة تعز للعام 2024 وخطة العام 2025م والمراحل المختلفة لإعداد الخطة وصول إلي اليوم وكذا استعراض مصادر التمويل المحتمله لأولويات المشاريع للعام 2025م.