مازلت وسأظل على قناعة كاملة تتعزز يوم عن يوم , من ان الجماعات الدينية بمختلف مدارسها ومذاهبها تمثل مصدر وجذر وبذرة الحروب والشقاق والتفرقة والخصومات في المجتمعات الاسلامية وفي مقدمتها العربية .

ظل المجتمع اللبناني مجتمع مدني وحداثي وهو البلد المعروف بتعدد وتنوع طوائفه واديانه, لدرجة انه ظل مضرب لمثل التعايش وتقبل الأخر، اضافة الى مثله الديموقراطي ومظاهر الحياة العصرية التي يعرف بها مقارنة بالمجتمعات العربية الاخرى.

بقي هكذا الى ان تشكل حزب الرب اللبناني المسلح وبدعم من سلطة ملالي ايران , ومعه تأسست وبرزت عداوات الثقافات الدينية والمذهبية والعرقية والطائفية, والتي شكلت ارضية الصراع المحتدم في لبنان بين الطوائف والاديان كما هو معروف حين اخذت طابع الحرب الأهلية ولمدة 15 عام ومازال الحذر يكتنف البلاد، ليس هذا فحسب,  بل وقاد الى التقسيم الجغرافي للبلد الصغير مثل جنوب لبنان الواقع تحت هيمنة حزب الرب وخارج سلطة الدولة,  بل طال حتى العاصمة بتقسيمها الى بيروت الشرقية وبيروت الغربية بين السلطة وحزب الرب ايضا.

تتكرر هذه التجربة الان وبحذافيرها في كل من العراق واليمن وسوريا كمرحلة اولى , وقد يتبعها السعودية والبحرين ومصر ودول عربية اخرى , حيث تتوفر ارضيات الصراع المماثل بالنظر للاوضاع المذهبية والطائفية السائدة فيها كمرحلة ثانية, على طريق ايجاد شرق اوسط جديد هذه مقدماته المتفق عليها بين القوى الدولية وايران , بالنظر الى كون الصراعات المذهبية في البلاد العربية تمثل اخطر الصراعات واكثرها دموية.