المناطق المحررة .. بين انهيار "اقتصادي" للعملة والخدمات وانهيار "أخلاقي" للرئاسي وحكومته

السبت 01 فبراير 2025 - الساعة 11:31 مساءً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


بلغة استجداء ممزوجة بالاستعطاف، خاطبت مؤسسة كهرباء العاصمة عدن قيادة وسلطة محافظة حضرموت استمرار تزويد المحطة الوحيدة العاملة بوقود النفط انقاذاً للمدينة من التوقف التام للخدمة ، بالتزامن مع انهيار قياسي جديد تسجله العملة المحلية بالمناطق المحررة.

 

استجداء كهرباء عدن لسلطة وقيادة حضرموت ، مثل إعلاناً بيأسها من التجاهل غير المسبوق الذي يُبديه مجلس القيادة الرئاسي وحكومته إزاء أزمة الكهرباء ، على عكس ما كان يحدث في السنوات الماضية من تدخلات وحلول "ترقيعية" للأزمة.

 

فمنذ أكثر من شهر ومحطات التوليد العاملة بوقود الديزل والمازوت متوقفة عن العمل وباتت المدينة تعتمد حالياً على محطة واحدة هي "بترومسيله" العاملة بوقود النفط وبقدرة تشغيل جزئية 65ميجاوات فقط ، دون ان تحرك الحكومة ساكناً لتوفير أي كميات من الوقود في موقف غير معهود منذ تحرير المدينة من قبضة مليشيا الحوثي عام 2015م.

 

بل أن مصادر صحفية أكدت عدم وجود أي تحرك للحكومة لتوفير الوقود خلال الفترة القادمة ، ما يعني استمرار الأزمة الى شهر رمضان القادم ، والذي سيحل هذا العام ضيفاً ثقيلاً على الأسر بالمناطق المحررة جراء الانهيار القياسي الذي تشهده العملة المحلية.

 

حيث تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي الـ 2200 ريالاً والـ580ريالاً للريال السعودي بحسب اخر تحديث لأسعار الصرف بالمناطق المحررة مساء اليوم السبت ، ما يعني ان هذه المناطق مقدمة على موجة جديدة لارتفاع أسعار المواد الغذائية مع قدوم شهر رمضان.

 

وكحال الكهرباء ، لم تبدي الحكومة او مجلس القيادة الرئاسي أي تحرك يذكر امام الانهيار القياسي للعملة المحلية ، رغم تأكيداته الشهر الماضي عن وجود خطة " انقاذ اقتصادي" ستعمل عليها الحكومة بعد توفير الدعم الدولي لها في المؤتمر الذي عُقد في أمريكا منتصف الشهر الماضي.

 

ورغم مرور أكثر من 10 أيام على انتهاء هذا المؤتمر لا تزال ملامح هذه الخطة مجهولة ، كحال مصير الحكومة ورئيسها احمد عوض بن مبارك الذي اختفى عن الأنظار في الوقت الذي كان من المتوقع عودته عقب انتهاء المؤتمر الى عدن لبدء العمل عليها ومحاولة انقاذ الوضع.

 

الا أن مصادر صحفية ونشطاء كشفوا بان الرجل عقب انتهاء المؤتمر ابلغ أعضاء الوفد بانه ذاهب لقضاء اجازته السنوية مع اسرته في أمريكا ، ولم يفصح عن موعد عودته الى العاصمة عدن لبدء العمل بالخطة المزعومة.

 

هذا الموقف المتجاهل من قبل رئيس الحكومة لا يختلف كثيراً عن موقف رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي الذين لا يزالون متواجدون خارج البلاد باستثناء عضو المجلس اللواء فرج البحسني المنشغل حالياً بصراع النفط في محافظة حضرموت.

 

ومع بقاءهم خارج البلاد ، لم يعقد رئيس وأعضاء المجلس منذ أكثر من 18 يوماً أي اجتماع لتدارس انهيار العملة والخدمات الذي تشهده المناطق المحررة ، بل لم يعقد المجلس اجتماعاً للوقوف امام الخطوة الامريكية بتنصيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية أجنبية".

 

هذا التجاهل والغياب التام امام الأزمات التي تعصف بالمناطق المحررة ، يؤكد بأنها لا تعاني من انهيار اقتصادي للعملة والخدمات فقط بل تعاني من انهيار أشد ضرراً عليها ، وهو الانهيار الاخلاقي لدى المسئولين عن إدارتها من رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس