حديث الـشرعـية .. وجـهـة نـظــر ..(الحلقة الثالثة)

الاربعاء 22 ديسمبر 2021 - الساعة 01:56 صباحاً

 

      الـتـوافـقـيـة و الـتـوقـيـفـيـة .

 

المراحل الانتقالية للتصالح والتوافقيات وتوفير أرضية مشتركة لصناعة التحولات . 

 

وهادي كان خيار الإنتقالية الواحد والوحيد، ولم يُتَح للجمهور سواه  فدائراة الإختيار كانت منعدمة لكنها الضرورة التاريخية وفق تقديرات النخب السياسية حينها ورعاة المشهد وحسابات الإقليم والتوازانات ومراكز القوى .

 

وقد  لُطِّفَ ذاك الخيار بـ (الـتـوافـقـيـة الـسـيـاسـيـة) أياً كان ذاك التوافق طوعاً او كرهاً، لكنه كان خيار الضرورة لتفادي الكلف الباهضة، ومع ذلك لم يحدث الانتقال المنشود، ولم تتحقق الـتـوافـقـيـة الـتـشـاركـيـة التي قلنا انها لَطَّفَتْ خيار الانتقال الواحد والوحيد، ولم تََحُلْ دون دفع الكلف الباهضة، بل تحققَ بدلاً عن ذلك ماعمق الشرخ ، وعَوَّق َالانتقال وقَوَّضَ التوافق  بــ (تـوقــيـفـيـة) على مراكز القوى التقليدية التي استطاعت أن تصنع امبراطوريتها علي حساب الـشـرعـيـة الـتـوافـقـيـة وعلى حساب الانتقال والتحولات المرجوة.

 

وهذه الـتـوقـيـفـيـة هي الأسفين التي ستضرب في خاصرة الشرعية  والمشروعية معاً وستجهز عليها ، وذاك بسبب دائرة الـتـوقـيـفـيـة الضيقة التي وضعت قيادة الشرعية نفسها فيها، وهي من مكنت الانتهازية السياسية  من اختراق كل المؤسسات، وضربت بكل التوافق  والمقدسات عرض الحائط . 

 

وهو بذلك -أي هادي- إنما يهيل كل التراب على رأسه، وقد كان التوافق  أو الـشـراكـة الـتـوافـقـيـة صمام أمنه  وآمانه بل وعَاصِمَهُ ُأمام التاريخ والمجتمع  وأمام المستقبل والأجيال .

 

فالتوافق السياسي بين النخب السياسية واحدة من ركائز ردم الهوات الشاسعة في ظل الميوعة السياسية أو سياسات التجاذب والاستقطاب والتفسخ الاجتماعي وانقسامات الأحادية الفكرية والايديولوجية، ومازال نظام الرئيس/هـادي يصرُّ وبغباءٍ منقطع النظير على الاستعصام بخياراته العرجاء التي لاترى أبعد من كرسي سلطته . 

 

 

       نـظــام الـتـفــاهــه  

 

سلسلة من الأزمات التي تحيط بالبلد وكلها جعلتها دولة فاشلة، وأصابت مواطن هذا البلد بالإحباط والانكسار وهو يرى حلم استعادة الدولة وتحقيق النموذج الذي يرجو ينهار قبل أن يبدأ تنفيذه بفعل سياسات ٍ عديدةٍ بعضها مفتعل وبعضها متعمد وبعضها مرحَّل من حقب ٍ سابقةٍ  لكنها بالمجمل أفضت إلى مانحن فيه من مأزق ٍ حرجٍ وشائك ٍ، وتقود إلى مشاهد الـتـفـاهـة التي غدت سمتاً وسمةً ً للنظام الشرعي برمته في غياب الرؤية وحضور الغباء و مجاميع النفعية ودراويش التضليل وجماعات المحاسب من حوله . 

 

البلاد تسير نحو الهاوية بملفاتٍ شائكة ٍ وأزماتٍ حادةٍ ، وحكومةٍ عاجزةٍ في مواجهاتِ تحدياتٍ كبرى اقتصادياً واجتماعياً وحتى سياسياً في غياب رؤى إستراتيجية يفترض أن تضطلعَ بها وتكون حاضرة في بديهيات أولوياتها، لكنها انشغلت بالسياسة على حساب ملفات التحديات الأخرى وليتها نجحت في هذا الملف "إذاً" لقلنا حققت شيئاً ، لكنها تقامر وتغامر ولا ندري على ماذا تراهن..

 

فسادها قد أزكم الأنوف، ولاتكاد ترى نموذج صدقٍ واحدٍ محترم في كل مربعات الشرعية التي تتقاسمها مراكز القوى والنفوذ والأجندات الصغيرة التي تعبث بكل ما أوتيت من قوة ، وتسعى لإزاحة كل شركاء الشرعية على حساب الشرعية والتحرير ومواطن هذا البلد الذي ابتلي بكل هذه العاهات، ونسى الجميع أن وطناً في طريقه الى الهاوية والتفتييت والاحتراب الأهلي، والى التقسيم والخسران المبين..

 

وان ثمة تاريخاً سيلعنهم جميعاً ولن يغفر لهم خطيئاتهم ، وأن مالم يستطيعوا الظفر به بكل قوةٍ وشرفٍ واعتدادٍ  وبإسهاماتِ كل قوى الوطن والوطنية في إستعادة الدولة وتثبيت النظام الجمهوري وتحقيق العدل الاجتماعي فـإنـهـا لـن تـسـتـطـيـعَ تـحـقــيـقـهُ بـ ( مـشـاريـعُ الـتـسـويَّـاتِ )، وستكون الشرعية وقواها هم الخاسر الأكبر ، وسيكون أخسر الجميع هذه القوى التي لا  تؤمن بسواها وترفض الآخر، وخلقت لها في كل شبرٍ خصماً ، وفي كل مترٍ صنماً ، وبنت لنفسها تمكيناً وهماً  وزعماً .

 

تسوياتٍ ستُرحِلُ الاقتتال الأهلي و المواجهات مع العدو الانقلابي وتقدم هزائمها مجاناً و تحفر قبور نهايتها بأيديها.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس