استأنفت الأمم المتحدة اليوم الأحد العمل في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الارهابية ، وذلك بعد أسبوع فقط من تعليق عملها على خلفية اختطاف المليشيا لعدد من موظفيها.

وقالت مصادر إعلامية بأن الأمم المتحدة أصدرت امس السبت تعميماً داخلياً لمنظماتها في صنعاء يطالب جميع الموظفين باستئناف العمل من مكاتبهم ابتداء من اليوم الأحد.

وفي حين لم يوضح التعميم أسباب استئناف العمل او الاشارة الى مصير المختطفين من موظفي الأمم المتحدة لدى المليشيا ، الا أنه جاء بعد يومين من لقاء جمع بين وزير بحكومة المليشيا مع أحد المسئولين الأمميين بصنعاء ، تلقى فيه الأخير توبيخاً عنيفاً من الوزير الحوثي.

ونشر إعلام المليشيا تفاصيل لقاء وزير الخارجية بحكومة المليشيا غير المعترف بها جمال عامر، الأربعاء مع المنسق المقيم للأمم المتحدة - منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جوليان هاينس.

وفي اللقاء اشار الوزير الحوثي بشكل ضمني الى مبررات المليشيا باختطاف موظفي الأمم المتحدة ، من خلال تشديده على المسئول الأممي بضرورة التزام واحترام الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية العاملة في مناطق سيطرة المليشيا "بالدستور والقوانين اليمنية، وعدم القيام بأي أعمال مخالفة لها تتعارض مع سيادة وأمن البلاد".

 في إشارة الى تبرير ضمني من المليشيا لأسباب اختطافها موظفي الوكالات والمنظمات الأممية بمخالفتهم لما تفرضه المليشيا من قيود وإجراءات على نشاطها ، وأضاف الوزير مخاطباً المسئول الأممي بأن ذلك "هو أمر مفروغ منه ومتعارف عليه في كافة دول العالم".

الوزير الحوثي انتقد وبشكل حاد خطوة الأمم المتحدة في اليمن بتعليق نشاط عملها بمناطق سيطرة المليشيا عقب الاختطافات ، حيث حذر المسئول الأممي في اللقاء "من التوجه نحو جر (حكومة المليشيا) اليمنية لمناقشة مسألة إيقاف أو استمرار عمل الأمم المتحدة في أية محافظة بعينها بشكل مستقل وفردي عن بقية المحافظات اليمنية".

وفي توبيخ غير مسبوق ، خاطب الوزير الحوثي المسئول الأممي قائلاً بان جماعة الحوثي "ترفض مبدأ سياسة لّي الذراع التي أثبتت فشلها وعدم جدواها خلال الأعوام الماضية".

وبحسب اعلام المليشيا ، فقد أكتفى المنسق المقيم للأمم المتحدة - منسق الشؤون الإنسانية، خلال اللقاء بالقول أن "الأمم المتحدة حريصة على تواجدها في اليمن من أجل العمل على مصلحة الشعب اليمني" ، وتأكيده "أن الأمم المتحدة منفتحة لمناقشة جميع القضايا في إطار الحوار البناء".

ليأتي اعلان الأمم المتحدة استئناف عمل منظماتها ووكالاتها في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية ، بمثابة خضوع لهذا التوبيخ والتهديدات التي تلقاها المسئول الأممي من قبل المليشيا ، في فضيحة جديدة تضاف الى سجل فضائح الأمم المتحدة في اليمن وتتواطؤوها المفضوح مع المليشيا.