في أحدث تطور في قضية الصراع على قطاع 5 النفطي بشبوة ، كشفت وثيقة رسمية عن توجيهات للمكلف الجديد بإدارة الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية "وايكوم" بإبقاء شركة بترومسيلة مشغلاً للقطاع.

ووجه هاني العشلة، القائم بأعمال المدير التنفيذي لشركة وايكوم، تعميمًا الى شركاء المشروع المشترك في قطاع 5 "جنة – شبوة" يعيد حق تشغيل القطاع ، مشيراً الى القرار الوزاري الأخير بتكليفه بهذا المنصب.

العشلة أشار قيام المديرين السابقين للشركة واللذان جرى ايقافهما عن العمل بسبب "اتخاذ إجراءات وإرسال مخاطبات غير مصرح ولا مسموح بها من قبل الحكومة" ، وقال بأنها هدفت الى تعيين شركة جنة هنت كمشغل لقطاع 5 ، زاعماً بان ذلك "يتعارض مع مصالح وايكوم والحكومة".

وفي حين أشار العشلة الى ظهور مخاطبات مؤخراً عن خلافات حول الجهة التي تعتبر مشغلاً للقطاع 5 بداية من 1 يناير 2025 ، مؤكداً بأن شركة جنة هنت ليست المشغل وأن شركة بترومسيلة ما تزال هي المشغل لقطاع 5.

هذا الإصرار على بقاء شركة بترومسيلة مشغلاً للقطاع رغم تقديمها لاستقالتها من تشغيل القطاع طواعية أواخر العام الماضي ، يحذر مراقبون من خطورة تداعياته على القطاع النفطي في اليمن بشكل عام.

حيث يُشير خبراء الى ان القطاع الخامس في شبوة الذي يعد من أكبر الحقول النفطية بالمحافظة تتشارك في ملكيته وإدارته فيه مجموعة شركات عالمية ومحلية ، وهي الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك) والشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعادن (YICOM) بنسبة 20% لكل منهما ، وشركة توتال وشركة جنة هنت وشركة إكسون موبيل وشركة نيوكو إنتربرايزس بنسبة 15% لكلاً من هذه الشركات الأربع.

ويقول الخبراء بإن الإصرار على بقاء بترومسيلة مشغلاً للقطاع يُخالف الاتفاقيات المنظمة للقطاع (JOA) واتفاقية المشاركة في الإنتاج (PSA)، واجتماعات الشركاء المتعددة في العاصمة المصرية القاهرة والتي أقرت "جنة هنت" كمشغل رسمي اعتبارًا من يناير 2025.

مشيرين الى الشركات المشاركة في ملكية القطاع ترفض محاولات الإصرار على بقاء شركة بترومسيلة مشغلاً للقطاع ، وقد هددت الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك) باللجوء للقطاع الدولي لمقاضاة شركة "وايكوم" والحكومة في رسالة وجهتها الى وزير النفط.

ويحذر الخبراء من أن حدوث هذا الأمر سيُكبد الخزينة العامة تعويضات للشركات المساهمة في القطاع بمئات الملايين من الدولارات ، بالإضافة الى تداعيات كارثية وتدميرية على القطاع النفطي الذي يعاني من تحديات مصيرية جراء ظروف الحرب.

حيث يقول الخبراء بان نقل ملف القطاع الخامس بشبوة الى المحاكم الدولية سيعمل على القضاء على أي محاولات لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية في القطاع النفطي الذي يحتاج اليها حالياً بشدة جراء الضرر الذي طاله من افتقار الشركات الوطنية لإدارة حقول الإنتاج النفطي خلال السنوات الماضية.

وتؤكد مصادر مطلعة وقوف رئيس الوزراء الحالي أحمد عوض بن مبارك وراء محاولات فرض بقاء شركة بترومسيلة مشغلاً للقطاع 5 بشبوة رغم اعتراض شركاء القطاع على ذلك ، دون النظر الى التداعيات الكارثية لهذا الأمر.