ابراهيم الحصيني من السجن الى قطع الراتب
الاربعاء 22 ديسمبر 2021 - الساعة 07:13 مساءً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
لا صوت يعلو فوق صوت الجماعة هذا هو واقع الحال في تعز وفي الشمايتين تحديدا.
يقول الكاتب الروسي العظيم تشيخوف ( اذا ما رسخت فكرة في ذهن انسان عجزت الحجج جميعها عن اقناعه بالعدول عنها) ، هذا المقولة تنطبق على حالات كل التيارات المتأسلمة، وهي الاعتقاد الشديد بما تؤمن، وهذا الاعتقاد يقودها الى الكراهية الشديدة لكل مختلف عنها وبرضاء شديد وايمان اشد..
فهي تستند في ذلك على مسوغات دينية يرضعها المنتمي لها منذو الصغر من كتيباتهم ومراكز التلغليم الخاصة بهم ، ومن محاضرات التفخيخ والتطرف المكتوبة والمريئة والمسموعة ، الشيباني واشباهه علامة تجارية لمنتجات هذه الجماعات المتخلفة.
في 29 أغسطس 2021 تم اختطاف الصحفي ابراهيم الحصيني بتوجيهات من الحاكم بامر الله الشيباني ، والحاكم بامر الله هو سادس خلفاء الدولة الفاطمية والذي وصل به غروره وعبثه ان يجعل الناس يناموا النهار يصحوا الليل، لم يفعل الحصيني شيء ، فقط لديه قلم حاد جدا فكل حرف من قلمه هو وخزة عميقة مؤلمة في وجه الفساد العميق جدا وفاعليه في الشمايتين.
لقد حول الحصيني وجوه الفاسدين الى ندبات اشبه بندبات الجدري، فصارت هذه الوجوه تستحي ان يرأها الناس بتلك البشاعة والقبح من كثر الندبات، فكان الحل في البداية هو التهديد ثم الاختطاف ثم اخيرا قطع المعاش، بلا مسوغات قانونية وبلا سابق انذار..
لم نقرأ يوما او نسمع حتى في الزمن العفاشي الذي ثرنا ضده ان تم قطع راتب معارض او صاحب رأي ، لكن في زمن اخوان تعز رأينا بالعين وسمعنا بالاذن واحسسنا بالقلب وادركنا بالعقل عجائب الاخوان التي لا تخطر على بال احد.
مشكلة الحصيني انه قلم حر فليس له قبيلة (حزبية) ساندة له، ولا علاقات تمصلح مع الاخرين، لسان حاله كصحفي حر يقول (القلم الحر لا يخاف الحاكم بل الحاكم هو من يتوجب عليه ان يخاف من القلم الحر )، كنت قد كتبت الاسبوع الماضي على صفحتي في الفيس عن الانسان المهزأ ، هذا الانسان الذي يبقى اسير الحاجة والمال والخوف وتبقى مواقفه مرتبطة بتلك الحاجة والخوف ، الحصيني لم يقبل ان يكون انسان مهزأ رغم خذلانه من قبل قبائل الاحزاب يوم تم سجنه، لكنه رغم الخذلان الحزبي والنقابي والمجتمعي ظل قلم الحصيني كما هو ملئ بالمداد والحبر وصدق الكلمات ، لم يجف واتمنى ان لا يجف.
استحوا واطلقوا راتب ابراهيم الحصيني فهذا ملك ابنائه.
بحزن شديد اقول جماعة الاخوان جعلت من زمن عفاش ميزة هذا لسان حال المواطن اليمني.