حــديــث الـشـرعـيـة .. وجـهـة نـظــر. (الحلقة الرابعة والأخيرة)

الاحد 26 ديسمبر 2021 - الساعة 01:54 صباحاً

 

 

       أوهــام الـتـمـكـيـن  

هناك أطرافٌ عدبدة ٌ لا تريد إنجازاً او تحريراً قد يحسب لهذا الطرف أو ذاك،  او في أحسن الأحوال يدفع للواجهة بآخرين في إدارة المشهد كقوى وازنة وتعتقد أن ذلك  سيكون على حسابها ، وهي المتحكمة بسلطات القرار السياسي والعسكري وحتى الإقتصادي ، وتُحْكِمُ القبضةَ في إدارة المشهد وتصدير الأزمات.

 

وفي إثارة الفوضى وتعطيل المؤسسات، وفي تعطيل التحرير وصرف الوجهة عنه إلى مشاريع واجندات اخرى  ترى فيها تمكينها وفق آلية تضمن لنفسها أن يكون القادم جزءاً من مشروعها الفوضوي الذي تعض عليه بالنواجذ و من سنوات سبع ماضية ، ولن تسمح بمنجزٍ او إنجازٍ أو بظهورٍ أو صعودِ لقوى ً اخرى تزاحمها او تنافسها في إدارة المشهد القادم  ، ووفق هذآ التصور فإنها تعمدُ إلى صناعة امبراطوريتها العابثة على حساب الوطن الأرض والإنسان . 

 

هي لاتؤمنُ بالشراكات إلآ شراكات تضمن لها تغولها وتمرير مشاريعها الأحادية الصغيرة والخاصة .. وإلآ  فهي الفوضى التي تديرها بقناعةٍ كسلاح ٍ ٍ يضمن لها الاستمرارية وتشتيت الجهود ، وتغذيها بنَزَعَاتٍ دينيةٍ تارةً ومناطقيةٍ  بشيطنة الجغرافيا و الخصوم تارةً ثانية ، وبتفكيك القوى وعرقلة نهوضها او استعادة دورها الحيوي عن طريق المال السياسي المدنس أو بخلق الكوابح والعراقيل أو بتأزيم الشارع تارةً ثالثة .

 

وقد تعرضت الوحدة الوطنية على مدى السنوات الماضية لضربات في العمق ، وفتتت النسيج الاجتماعي الواحد ، كل ذلك  بسبب الأجندات الصغيرة ومشاريع الانا والأستاذية وأوهام التمكين .

 

ومع الانقسام اليمني / اليمني في الداخل الشرعي فإن حالة الصدع في توسعٍ مطرد ٍ، ومدى انعكاس ذلك على وحدة الصف وعلى مستوى القضية والمشروع الوطني الكبير يتسع مداه يوماً عن آخر ، كل ذلك وغيره ساهم ويساهم في تفتيت الحركة السياسية ، ومدى تأثير ذلك على الانتماء الوطني كفكرة ٍ وقيمة ٍ  ورؤيةٍ وطنية ٍجامعةٍ  ، وأثر علي الوجدة الوطنية الجمعية وعلى التلاحم الشعبي والمجتمعي .

 

وخـلاصـــةُ الـقـــولِ  :

  أن الـسـيـاســـة ( الـتـوقـيـفـيـة ) التي ابتدعها هادي وانقلب بها على ( الشرعية الـتـوافـقـيـة ) التي هي اصل الـمـشـروعـيـة الـسـيـاسـيـة في نموذجنا اليمني ( الفلته ) الذي كان هادي خيارها الواحد والوحيد انتخابياً والتي بها  تربع عرش السلطة الذي لا يريد أن يبرحه ، ولا يطيق حديثاً حوله  قد أفضت إلى ما نحن فيه ، و في تقديري أن هذه الـسـيـاســــة ( الـتـوقــيـفـيـة ) ( قيادة الشرعية ) ومعها ( قوى الوقف ) وكذا  كثير من الساسة  بحاجة إلى مـغـادرة المشهد واعـتـزال العمل السياسي ، وكذا كثير من القوى السياسية  هي الأخرى بـحـاجـة إلى إجـازةٍ وإعادة ِ تـأهـيـل ، واما الـقـيــادات  الـعــسـكـريـة  فـإنـهـا  بـحـاجــة إلـى فـرمـتـةٍ او تـهـيـئـةٍ  ولـن يـجـدي مـعـهـا إعـادة الـتـأهـيـل .

 

سـبـعُ سـنـوات ٍ من الفشل  تكفي ، ولسنا بحاجة إلى مزيد ٍمن العبث و المتاجرة و المضاربة بشعب ٍ كل ذنبه أنه اراد الحياة و تاق للنور والحرية والكرامة الإنسانية ، وقدم فلذات أكباده من أجل غد ٍ أفضل لا من أجل هؤلاء المتربحين بمعاناته واوجاعه وهو يتسول المعونات في  طوابير مراكز الهوان والمهانة والذل والمساعدات الإنسانية ، و أؤلئك يموتون في فنادق الشقيقة الكبري وأخواتها من التخمة ، ويكدسون  ببيعنا رخصا ً - شعباً وارضاً  - ملاييناً لا تحصى .

 

  اسـتـشـرافـات تـضـيء الـطـريـق : 

 

يقول الأستاذ / عبدالله نعمان الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري  مشخصاً المشهد  السياسي اليمني ومنبهاً الشرعية و قيادة الشرعية من مغبة التمادي في سياساتها الأحادية ومنطقها الأعوج الذي لايعير اسماعاً لكل الأصوات المحذرة ، والرؤى المنقذة لانتشال البلاد من مآلات تلك السياسات التي  لن تعصف بقيادة الشرعية وحسب ولكن بالشرعية ذاتها .. وفق رؤيةٍ وطنيةٍ واستشرافيةٍ مسؤولةٍ ومبكرةٍ .. تعاملت معها بمشرطِ الجراحِ  لا بمعولِ الفلاحِ ..

 

ولكن قيادة الشرعية غضَّت الطرف ولم تُعِرْ مايطرح اهتماماً ، ولن يستوي ظِلُ بعودٍ أعوجٍ ، ولن يستقيمَ رأيُ بمنطق ٍ أعرجٍ ، وفي بيئةٍ صمَّاءٍ منغلقةٍ على ذاتها لا ترى ولا تسمع ولا تتحرج  ، مكتفيةً بمن ينفوخون فيها حتى تكومت ومن خلفها ينفوخون النار ، فلا أنها حررت ولا أنها تحررت ، ولا انها تركت رجال الله والأوطان  تمضي في دحر الانقلاب بل افتعلت معها معارك عطلت التحرير والحسم في كثير من جغرافيا الشرعية. 

 

أخيراً  وليس  آخرا لنبقى مع بعضٍ مما قاله الأستاذ الأمين العام محذراً ومستشرفاً القادم  وفق استقراءٍ  واعٍ  وعميقٍ ومسؤولٍ  :

 

- هادي  انقلب علي الشرعية بانقلابه على التوافق بإقصاءه ( خالد بحاح ) رئيس الحكومة التوافقية من منصبه ، ومجرد الإقصاء يعني انقلاب على التوافق . 

 

- كارثة الشرعية بعد إقالة بحاح تمثلت في تعيين نائب لرئيس الجمهورية لرجل فاشل وتاجر حروب وتاريخه مليء بالهزائم وله علاقات مشبوهة بالجماعات الإرهابية. 

 

 - موقف التنظيم الناصري منذ بداية الحرب آواخر مارس 2015 م والمتمثل  برفض  التدخلات الخارجية في الشؤون اليمنية. 

 

- التدخل الخارجي لم نكن نريده ولا نقبل به، و يتحمل الحوثيون كامل المسؤولية عن استدعاء هذآ التدخل . 

 

 - فشلت قيادة الشرعية لا الشرعية ذاتها في في إدارة الدولة  كما فشلت في تحقيق النموذج الإيجابي الجاذب لجماهير شعبنا اليمني في كل المحافظات  المحررة. 

 

- عجزت قيادة الشرعية في بناء جيش وطني  ومؤسسة امنية على أسس وطنية رغم نداءات التنظيم الناصري الوطنية المتكررة ، وحذر من مغبة تجاهلها وكثير من القوى السياسية. 

 

- ادركنا مبكرا ماستؤول  إليه الأمور ، ودعونا كتنظيم عقب الحرب مباشرة في ( 1 يونيو 2015  ) إلى توحيد المقاومة تحت قيادةٍ واحدةٍ ، حتى لا تتحول إلى كيانات معيقة للتحرير .

 

- طالبنا بيمننة المقاومة وأفرادها، وأن يقتصر دور الخارج على الدعم اللوجستي فقط  وعبر الحكومة اليمنية ؛ لكن لغياب الدولة وقيادة الشرعية ،   وعدم قدرتها على فرض وجودها وإحكام قبضتها وسيطرتها على مناطقها المحررة التابعة لها جعل البلاد ساحةً لكثير من القوى الإقليمية التي تتعامل مع من تريد ، وتقدم من  تشاء وما تريد لمن تريد الامر الذي أوصل البلاد إلى ما نحن فيه اليوم. 

 

- قدم التنظيم الكثير من الدعوات لإجراء إصلاحات عميقة وجذرية في مختلف  مؤسسات الدولة وإلغاء كافة القرارات التي لا تتوافق مع مخرجات الحوار الوطني ، ومعايير الوظيفة العامة المحددة في القانون ، والتي صدرت منذ انقلاب الحوثيين  وحتى اللحظة ، والتي تعتبر في الوقت ذاته من وجهة نظر التنظيم الناصري  بمثابة انقلاب على التوافق الوطني ،  وعلى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني .

 

 - قرارات التعيين التي صدرت ومازالت تصدر لكوادر مدنية في القوات المسلحة وفي الأجهزة الأمنية خارج القانون وتمثل عبئاً على الخزينة العامة  وهي سبب كل الإخفاقات في قيادة المعارك وتأخر حسمها مع الانقلابيين . 

 

-  إطالة امد الحرب سببه الأخطاء التي تحولت إلى خطايا من قبل قيادات الشرعية والتحالف ، ولم تكن هزيمة الحوثيين بمستعصية.

 

-  اتفاقية استوكهولم  أتاحت  لقوى الانقلاب الفرصة لإعادة ترتيب صفوفها ، وتنظيم قواتها بعد تقهقرها  لتلحق هزائمها المتلاحقة بالشرعية بدءا بحجور ثم الضالع  ثم نهم ثم الجوف  و ( غدا ) لا نعلم ماذا ستأتي من مفاجآت. 

 

-  انكسار الشرعية نتيجة  أخطاءها وخطاياها يستدعي من كل القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني  أن ترفع جاهزيتها لمواجهة هذا الانكسار ومواجهة الاختلالات ومواجهة المشروع الانقلابي الذي قلناها سابقا ونقولها اليوم أيضاً بأنه لـن يحكم البلاد. 

 

 لا يبدو أن هناك ثَمَّة َ مشاورات قادمة قريبة مع الحوثيين بعد مشاورات ( عمان ) والتي جمعت القوى السياسية مع المبعوث الأممي والذي كان لقاءاً تشاورياً للتحضير لمشاورات ، و كان ( لقاء عمان ) لقاءاً من طرفٍ واحدٍ  تغيب عنه الحوثيون .

 

 اي مشاوراتٍ قادمة في (  تقديري )  لايمكن أن يكتب لها  النجاح ؛ لأسباب أهمها : 

 

-  عدم رغبة الحوثيين في الوصول إلى تسويةٍ سياسيةٍ ( التسوية السياسية تجعلهم طرفاً من جملة اطراف ، وهذا يسلبهم ( الاستفراد ) الذي صنعوه على الأرض ) كما أن ( التسوية السياسية ستحافظ على خيارات التعددية والديمقراطية ) وهو مايرفضه الحوثيون وفق قناعاتٍ فكرية ٍ مقدسةٍ تجعل من الحوثي عبدالملك علماً من أعلام الهدى وفق الإعتقاد او الموروث  الشيعي لديهم ، وبالتالي فإنه مسؤول أمام خالقه  لا أمام أحدٍ سواه !!

 

وهذا الإعتقاد يفضي إلى رفض  مساواته  مع أحدٍ ، وهو ما تتيحُهُ الانتخابات مثلاً ؛ فهل سيقبل عبدالملك الحوثي منافسة أي مواطنٍ في اليمن  في أي انتخابات  !!

 

والوثيقة الفكرية لمن يسمون أنفسهم ب ( أنصار آلله ) تقول ذلك. 

 

 وبالتالي لا يمكن لأي مشاوراتٍ تسويةٍ أن تنجح .

 

- تغيير موازين القوى على الأرض  لصالح الشرعية هو وحده القادر على إجبار الحوثي على القبول بأي تسويةٍ سياسيةٍ ، ولن يكون ذلك بغير فعلٍ عسكريٍ حاسم ٍ و تقديم نموذجٍ جاذبٍ .

 

تلك جزء من رؤية وطنية استشرافية ومعمقة  قدمها الأستاذ / عبدالله نعمان  الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ، والتي شخصت الداء والدواء معاً جذوراً وحلولاً . 

 

 فهل تتوحد ايدي أحفاد سبأ حول رؤية وطنية جامعة تنتصر فيها الوطنية اليمنية لصالح الأرض والوطن والإنسان وقبل فوات الآوان..  ذاك مانرجوه  ونعول عليه.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس