رغم اعاقتة لم يفقد الأمل

الجمعه 31 ديسمبر 2021 - الساعة 08:08 مساءً

 

كانت الحرب قد سلبت منه القدرة على الحركة بعد ان كان يتنقل بين شوارع و ازقة المدينة بكل حرية، ولم يكن ليعلم بأنه سيفقد الحركة يوماً ما الا ان الحرب اجبرته على ان يكون احد جرحاها المعاقين، محمد الرميمة  شاب في مقتبل العمر، يسكن في احد احياء مدينة تعز المحاصرة بالحرب والموت والفجائع، في عام 201‪7-10-30.

 

 كان محمد يعيش حياة هادئة بين عائلته وهو لايزال باتم صحته وعافيته، قبل ان يأتيه اتصال عاجل من قائدة "سلطان السبئي" الذي ابلغه بالحضور على وجه السرعة، وابلغه بانهم سيقومون بتعزيز اخوتهم المقاتلين في جبل هان، وبحمية المقاتل كان مستعد لان يقدم كل شيء من اجل ان يكون الوطن على ما يرام.

 

كان هذا  في العام 2017 ،حينما اصيب محمد بطلقة نارية في عموده الفقري حيث لامست هذه الطلقة الحبل الشوكي وفقد الحركة بنصفه السفلي جراء هذه الاصابة وعاد من معركته الأخيرة طريحا للفراش.

 

يقول محمد : "في البداية لم استطيع تقبل الأمر و شعرت باحباط شديد كوني عاجز عن الحركة، لكني سرعان ما تمالكت نفسي و حاولت ان ابعد الإحباط و اليأس من رأسي، وقررت أن أعود من جديد فبدأت بالبحث عن ما يخرجني من حالتي التي كنت عليها، و كانت أولى خطواتي بالبحث على الإنترنت، حيث بقيت ابحث عن كل ما يخص حالتي، فشعرت بارتياح حين قرات عن حالات كثيرة مشابهه لحالتي، تعافت من الاصابة و استطاعت السير على اقدام.

 

واضاف "بسعادة شعرت وبقوة جامحة تسري داخلي و تخبرني باني في يوماً ما سوف اقف على قدمي" . 

 

ويستدرك محمد : لقد عانيت كثيراً في جلسات تمارين العلاج الذي كنت اتلقاها، حيث انها كانت صعبة بالنسبة لي وكنت اعاني منها بشدة و أيضاً اتعبتني جلسات الكهرباء التي كنت اتلقاها لمرتين اسبوعيا، وارهقت كاهلي المواصلات، حيث و صلت الى مرحلة لم اكن امتلك نقود للمواصلات التي تمكنني من الذهاب الى مركز العلاج الطبيعي، حيث ان ضروفي كانت صعبة وكان هناك تقصيراً من المختصين في دفع تكاليف علاجي، واجبرني هذا  على تحمل قيمة المواصلات وبالرغم من انها ثقيلة عليّ حتى وصلت الى مرحلة العجز عن دفع قيمة شالمواصلات . 

 

كان للأطباء دور مهم في تأهيل المعاقين و إعادة ثقتهم بانفسهم بشتى الوسائل و الطرق. 

 

وعن حالة محمد يتحدث الدكتور منور التميمي قائلا : " وصل محمد إلي و هو مقعد لا يقوى على الحركة بسبب الإصابة التي تعرض لها حيث كان يعاني من كسر في العمود الفقري، وتسبب هذا الكسر بضرر على حبله الشوكي أجرينا له عملية جراحيه لترميم الفقرة المكسورة وكانت العملية ناجحة و سليمة و من ثم قررنا له جلسات علاج طبيعي و جلسات كهرباء و تمارين طبيعية أيضاً و كان هناك تجاوب كبير في حالته و بدأ يشعر بتحسن، حيث وانه سابقا كان لا يقوى على تحريك اي جزء من اعضاءه السفلية و مع التمارين تحسنت حالته و اصبح يحرك اصابع قدمه و عاد اليه الاحساس بشكل نسبي . 

 

رغم الصعوبات والمعوقات التي واجهت محمد إلا انه استطاع ان يتجاوزها. 

 

وفي حديثه عن كيفية كسر الحاجز الذي كان يقف بينه و بين اصابته يقول محمد : " اتضح لي ان الجلوس في المنزل يجلب اليأس القاتل و يجب ان اعود من جديد الى المجتمع و الى حياتي الطبيعيه من اجل ان اتخلص من العقدة التي اصابتني و كانت هذه اول خطوة لي، وهي التواصل مع اصدقائي و ادعوهم الى ان يأتوا من اجل ان نقعد سوياً فتعاونون معي جميعا، ً و كانوا يأتون الى منزلي و بعد ذلك كنت اذهب انا إليهم و من خلال خروجي و دخولي شعرت بان حاجز الإصابة الذي كان يقف امامي تلاشى و ازدادت ثقتي بنفسي"

 

كان لأهل محمد الدور الأكبر من اجل تخليصة من هذه العقدة التي أصابته حيث انهم سخرو جميع قواهم من اجله، يقول طارق الرميمة الاخ الاكبر لمحمد : " في بداية الامر اخفينا علية انه سيصبح مقعد و كنت ازرع الامل فيه دوماً و من ثم بدأت تدريجياً بالشرح له عن حالته و اقول له سوف تتعافى ولكن المسئله مسئلة وقت . 

 

و يضيف : قمت بتنسيق زيارة له مع احد الجرحى المشلولين الذي لم يتعافى و قام هذا الجريح ببث الامل فيه و تعزيز الروح المعنويه لديه و أيضاً كان للدكتور منور التميمي دور كبير في اعادة الثقه بنفسه . 

 

وفي حديثه عن استطاعته شراء سيارة تنلقه من مكان إلى آخر يقول محمد : " استطعت ان اجمع مبلغ مالي من اصدقائي الموظفين و أيضاً من الاهل حيث ابلغتهم باني سوف اقوم بشراء سيارة حصلت على بعض المعارضه ولكن بعد ان اقنعتهم باني سوف اقوم بتحويل دواساتها الى نظام اليد، فتقبلو الفكرة و تعاونوا معي حيث كان لأخي الاكبر طارق الدور الكبير في ذلك وهو الذي قام بشراء السيارة لي، و قام بتحويل نظام الدواسات عند احد المهندسين . 

 

وعن فكرة الدواسات يقول محمد، استلهمت الفكرة من بعض المعاقين الذي تعرفت عليهم أثناء فترة علاجي و قمت بتحويل سيارتي اليها ". 

 

يقول والد محمد عبد الله الرميمة : عندما لاحظنا تحسن حالته وانه بدأ بتحريك ساقية قررنا بان نقوم بتزويجه و جمعنا له مبلغ مالي من الاقارب و أيضاً قمنا ببيع ذهب امة من اجل ان ندخل الفرحة و السرور إلى قلبة،كي  لايشعر بانه ناقص او معاق و الحمد لله بعد ان تزوح تحسن واصبح اكثر مرحاً و بهجة.

 

وتشهد مدينة تعز اكثر من مائتي حالة إعاقة شلل منذ بداية الحرب وفقا لإحصائيات، فهل سيجد الجرحى المعاقين الذين هم بالألاف الظروف الملائمة، والمساعدة المناسبة والعزيمة الكافية مثل محمد للعودة إلى الحياة مجدداً ؟!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس