توجه سعودي ورغبة أمريكية لخنق الحوثي ..صُراخ مافيا التهريب بالمهرة من قوات درع الوطن

الاربعاء 26 فبراير 2025 - الساعة 12:16 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


تعيش محافظة المهرة هذه الأيام ضجيجاً صاخباً تُصدره قوى وكيانات بالمحافظة محسوبة على الاخوان ومقربة من سلطنة عُمان المجاورة من مشهد انتشار لقوات درع الوطن بالمحافظة مؤخراً.

 

وجاء انتشار هذه القوات المشكلة من أبناء المحافظة بعد تدريبات تلقتها لأسابيع تحت اشراف سعودي لنشرها بالمحافظة التي تحولت خلال السنوات الأخيرة الى منفذ لتهريب المخدرات والأسلحة الإيرانية الى مليشيا الحوثي الإرهابية.

 

عمليات التهريب للمخدرات والأسلحة القادمة من إيران عبر أراضي المهرة نحو مليشيا الحوثي لا تقتصر على سواحلها وعن طريق البحر، بل تمتد براً من عُمان ، حيث سبق وان تم ضبط عشرات المحاولات لتهريب أسلحة من منفذ شحن الحدودي في حوادث أكدت وجود تسهيل رسمي لها من جانب النظام في مسقط.

 

ومثلت هذه العمليات الدافع الأهم لتواجد قوات التحالف العربي بالمحافظة بشكل مكثف على عكس الحال في باقي المناطق المحررة ومحاولة الحد منها، وهو ما جعلها هدفاً وخصماً لقوى وكيانات بالمحافظة طيلة السنوات الماضية.

 

وجسدت ما تُسمى بـ "لجنة الاعتصام السلمي" التي يقودها وكيل المحافظة السابق علي الحريزي الواجهة البارزة ضد تواجد قوات التحالف العربي ، ووصفها بالاحتلال ومهاجمة الشرعية واتهامها بالعمالة لها في خطاب يتطابق كلياً مع خطاب مليشيا الحوثي الإرهابية ، رغم محاولات القائمين على لجنة الاعتصام نفي وجود أي علاقة تربطهم بالمليشيا.

 

الا أن احدث الحرب على غزة ، مثلت مبرراً وغطاء لإبراز هذه العلاقة بالإشادة والمديح التي ساقتها لجنة الاعتصام ورئيسها الحريزي للهجمات التي شنتها مليشيا الحوثي ضد الملاحة الدولية تحت مبرر اسناد غزة ، وهو ذات الأمر مع النظام العُماني الذي اظهر المديح والاشادة بهجمات المليشيا.

 

وبعيداً عن الرابط المشترك بين الطرفين والمُتمثل في نظام مسقط ، يبقى القاسم المشترك والأهم بين الطرفين هي عمليات تهريب المخدرات والأسلحة القادمة من إيران عبر أراضي المهرة نحو مليشيا الحوثي، والتي باتت اليوم تحت التهديد بنشر قوات درع الوطن ، وما يُمثله ذلك من خطورة على القوى المستفيدة من عمليات التهريب.

 

وتعود الخطورة لعدة أسباب تُصعب من رغبة هذه القوى في مواجهة انتشار قوات درع الوطن بالمحافظة ، أولها ان هذه القوات افراداً وقيادة هم من أبناء المحافظة ما يجعل من الصعب وصفها بأنها قوات "دخيلة" على المحافظة ، وهو بذات الوقت نقطة قوة لصالح هذه القوات في قدرتها على ضبط عمليات تهريب تمم في محافظة تعلم تضاريسها وكل شبر فيها.

 

والسبب الثاني هو صعوبة وصف هذه القوات بأنها "مليشيات" بعد ان تشكلت بقرار من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مطلع عام 2023م وتتبعه مباشرة ، ما يُضفي عليها الشرعية كقوات رسمية وليست مليشيات خارج اطار الدولة.

 

اما السبب الأهم فهو إدراك "مافيا التهريب" ان تشكيل هذه القوات جاء بقرار سعودي بالدرجة الأولى وتحظى بدعم كامل تمويلاً وتسليحاً وتدريباً من قبل الرياض ، وما يُمثله نشرها بالمحافظة من رغبة الأخيرة في قطع شريان إيران نحو الحوثي عبر المهرة.

 

وفي هذا السياق لا يجب اغفال ادراك القوى المحرضة ضد نشر قوات درع الوطن بأن هذه الخطوة تأتي في سياق مختلف كلياً فيما يخص التعامل الدولي مع ملف اليمن وبخاصة من قبل أمريكا والغرب عقب الهجمات التي نفذتها مليشيا الحوثي ضد الملاحة الدولية لأكثر من عام تحت ذريعة اسناد غزة.

 

فمع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيف جماعة الحوثي في أعلى درجات التصنيف للمنظمات الإرهابية تجسيداً لتوجه أمريكي غربي واضح في محاصرة وخنق مليشيا الحوثي وقطع الامداد الإيراني عنها والذي تُعد المهرة أحد نوافذه الهامة.

 

هذه العوامل تُفسر بشكل واضح ما يمكن وصفه بالهستيريا التي تبديها حاليا لجنة الاعتصام ورئيسها الحريزي ومن خلفها عُمان وجماعة الاخوان ضد نشر قوات درع الوطن في محافظة المهرة ، والتي تعكس ضمنياً حجم اليأس والفشل لديها في مواجهة الأمر.

 

وما جسد ذلك ، كان الحملة اللافتة التي شنتها لجنة الاعتصام وقياداتها وإعلامها التابع لها وعلى رأسها قناة "المهرية" خلال الأيام الماضية ضد السلفيين وهي المدرسة الدينية التي تنتمي لها قيادة قوات درع الوطن ، ومحاولة تصوير نشر هذه القوات بأنه مخطط لنشر "الفكر السلفي المتشدد".

 

وكان لافتاً التقرير المطول الذي بثته قناة "المهرية" لمهاجمة الشيخ / يحيى الحجوري احد ابرز مشائخ السلفية في اليمن ووصفه بأنه يمتلك "رصيد من فتاوى التكفير والتطرف في اليمن واشعال الحرائق والحروب" ، ضمن سياق حملة منظمة تهاجم السلفيين ووصفهم بأنهم أوراق بيد الرياض لخدمة مصالحها في اليمن.

 

الهجوم ضد انتماء قيادة قوات درع الوطن للمدرسة السلفية وتحديداً قائدها العميد/ بشير المضربي ، لم يقتصر على هذه القناة ، بل انظمت له وسائل إعلام إخوانية التي نشرت أيضاً تقارير تهاجم قوات العمالقة الجنوبية التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي ابوزرعة المحرمي والاشارة الى انتماء الرجل واغلب قادة الوية العمالقة للمدرسة السلفية ووصفها بأنها "مليشيات متطرفة".

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس