اليمن وحكومة العراق .. فتور بالعلاقة مع الشرعية واحتضان مفضوح للحوثيين
الاحد 02 مارس 2025 - الساعة 10:55 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

في لقاء نادر ، استقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي اليوم الأحد سفير العراق لدى اليمن ، بالتزامن مع نشر معهد امريكي لدراسة مطولة تسلط الضوء على العلاقة المتينة بين مليشيا الحوثي ومليشيا الحشد الشعبي بالعراق.
وبحسب ما نشرته وكالة "سبأ" فقد استقبل العليمي اليوم الأحد في الرياض سفير جمهورية العراق لدي اليمن، قيس سعد العامري ، في حدث نادراً يعكس الفتور في العلاقة بين السلطات الرسمية في العراق مع السلطة الشرعية في اليمن.
وفي حين أشار الخبر الرسمي الى ان اللقاء تطرق الى "المستجدات في البلدين، والعلاقات الثنائية وافاق تعزيزها، وتطويرها على كافة المستويات"، الا ندرة حدوث مثل هذا اللقاء يعكس العلاقة الملتبسة بين الطرفين.
فالسلطة القائمة في العراق تحظى فيها إيران بنفوذ واسع على قرارها، تتجنب استفزاز الأخيرة عبر تعزيز العلاقات مع السلطة الشرعية في اليمن والتي تخوض صراعاً ضد ذراع طهران في اليمن والمتمثل بمليشيا الحوثي الإرهابية.
وتقاوم السلطة القائمة في العراق اليوم الضغوط الامريكية المطالبة بتجفيف التواجد البارز لمليشيا الحوثي والبدء بإغلاق مكتبها في العاصمة بغداد، الا ان الضغوط الإيرانية ومليشياتها في العراق وعلى رأسها ما تُسمى بالحشد الشعبي تبدو أكبر من ذلك.
وفي هذا السياق نشر معهد كارنيغي للشرق الأوسط دراسة مطولة تسلط الضوء على العلاقة المتينة التي تربط مليشيا الحوثي في اليمن مع مليشيا الحشد الشعبي في العراق.
وقال المعهد في دراسة بأن مليشيا الحشد الشعبي، تُقدم لمليشيا الحوثي فوائد سياسية واقتصادية وعسكرية وجيوسياسية، فضلاً عن وسائل الضغط على دول الخليج.
وفق الدراسة فإن العلاقة بين الحوثيين والفصائل التي تندرج تحت مظلة الحشد الشعبي ترجع إلى عام 2012 على الأقل ، ففي ذلك العام، أرسلت جماعة الحوثي مقاتلين منضمين إلى مجموعات شبه عسكرية عراقية ولبنانية إلى سوريا لدعم نظام الأسد، الذي كان يواجه انتفاضة مسلحة في أعقاب الربيع العربي.
وحسب الدراسة فإن فصائل الحشد الشعبي تستضيف سراً مئات من أفراد الحوثيين العسكريين في قواعدها، حيث يشاركون في أنشطة تدريب مشتركة وتبادل الخبرات.
وأشارت الدراسة الى احد نماذج هذه العلاقة بين الطرفين وهو الهجوم بطائرة بدون طيار على منشآت نفط أرامكو السعودية في بقيق وخريص في سبتمبر 2019، الذي تبنته مليشيا الحوثي.
إلا أن تحقيقًا لاحقًا للأمم المتحدة وجد أن الهجوم لا يمكن أن يكون قد نشأ في اليمن؛ يبدو أنه جاء "من اتجاه الشمال / الشمال الغربي والشمال / الشمال الشرقي"، مما يعني العراق أو حتى إيران، مع احتمال أن يكون الجناة مجموعة أو أكثر من مجموعات الحشد الشعبي تعمل نيابة عن الحوثيين.
كما تشير الدراسة الى ان وجود الحوثيين في العراق يُتيح لهم تهريب الأسلحة من الأراضي العراقية إلى اليمن عبر السعودية، "بل إن الحشد الشعبي زود الحوثيين بوقود عراقي مجاني ومدعوم بشدة، بما في ذلك الديزل والنفط، والذي يشحنه إلى الحديدة من البصرة في انتهاك للحظر الدولي" ، وفق الدراسة.
وقدر تقرير صادر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة في اليمن في عام 2019 أن إيران نقلت نفطًا بقيمة 24.4 مليون دولار على الأقل شهريًا إلى الحوثيين. بالإضافة إلى ذلك، قبل إعادة فتح مطار صنعاء الدولي في عام 2022، كان الحوثيون ينقلون مقاتلين إلى العراق عبر عمان.
ويشير المعهد إلى أن جماعة الحوثي أصبحت قادرة على استخدام العراق كقاعدة لجمع الأموال والتحويلات المالية ، لافتا إلى أن المتحدث باسم كتائب حزب الله أبو علي العسكري، والأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، والمتحدث باسم تجمع شباب الشريعة أمير الموسوي نظموا مؤخرا أنشطة عامة لجمع الأموال نيابة عن جماعة الحوثي، وليس أقلها لدعم برنامج الطائرات بدون طيار.