تفجير الحرب ومهاجمة المناطق المحررة .. خيار الحوثي الوحيد لمواجهة التصنيف الأمريكي

الاربعاء 05 مارس 2025 - الساعة 01:42 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


في أول ردٍ على إعلان الإدارة الامريكية دخول تنصيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية حيز التنفيذ ، سارع احد قيادات الجماعة للتلويح بخيار الحرب لمواجهة هذه الخطوة.

 

وفي تغريدة له على منصة "أكس" قال القيادي البارز بجماعة الحوثي محمد البخيتي بأن إعلان أمريكا دخول قرار تصنيف الجماعة بالإرهاب حيز التنفيذ سيلزم خصوم الجماعة في الداخل على وقف تواصلهم معها "مما يعني اغلاقهم لباب السلام بشكل رسمي".

 

وأكد البخيتي بأن هذا التطور "يحشر الشعب اليمني (جماعة الحوثي) في الزاوية ويضعه امام خيار وحيد طالما حاول البعض تأجيله وهو التحرك العسكري لتحرير كل شبر من ارض اليمن".

 

بكل وضوح يكشف البخيتي حجم الخوف والرعب الذي يعتري الجماعة الحوثية من الخطوة الأمريكية بتفعيل قرار التصنيف ودخوله حيز التنفيذ، بوصفها أنها "حشر للجماعة في الزاوية".

 

وتعود هذه المخاوف الى ادراك الجماعة لتبعات هذه الخطوة خلال الأيام القادمة وما يعنيه تنصيفها امريكياً بالإرهاب ، وبخاصة في الجانب المالي ومحاولة تجفيف مصادر تمويلها الداخلية والخارجية ، وما يشكله ذلك من خطر حقيقي على استمرار وجودها.

 

وقد أشار الى ذلك بيان وزارة الخارجية الامريكية حول تفعيل قرار التصنيف ، حيث أعلن عن رصد مكافأة قدرها 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تسهم في تعطيل مصادر تمويل جماعة الحوثي ، ما يعكس الاهتمام والتركيز الأمريكي على هذا الجانب.

 

خنق جماعة الحوثي مالياً الى جانب التوجه الأمريكي لقطع خطوط امداد السلاح الإيراني الى الجماعة ، يجعلها امام خيارات ضيقة في مواجهة الأمر خاصة مع الضربات الموجعة التي تلقاها مؤخراً مشروع إيران في المنطقة بسقوط نظام الأسد في سوريا وتصفية قيادة حزب الله في لبنان.

 

ما يضع الجماعة امام خيار وحيد بحسب كلام البخيتي وهو استئناف الحرب من جديد بمهاجمة المناطق المحررة ومحاولة السيطرة عليها كورقة ضغط أخيرة في مواجهة التوجه الأمريكي والغربي لتحجيم مشروع إيران بالمنطقة.

 

اللجوء الى خيار الحرب وعلى الرغم من تكلفته الباهظة بالنسبة للجماعة الحوثية خاصة في حالة اتخاذها لقرار مهاجمة المناطق المحررة ونتائجه غير المحسومة لصالحها، الا أن مؤشراته تصاعدت مؤخراً من خلال التحشيدات العسكرية للمليشيا في عدد من الجبهات وخاصة في مأرب.

 

وتراهن الجماعة الحوثية في اتخاذها لقرار الحرب رغم المخاطر والنتائج غير المتوقعة للنتائج ، كخيار أخير لابتزاز السعودية ودفعها للتدخل لدى واشنطن لتخفيف وطأة التصنيف والعودة الى مسار السلام ، حيث تدرك الجماعة رغبة الرياض التي أبدتها في السنوات الأخيرة بإغلاق ملف الحرب في اليمن والخروج من هذا الملف الشائك والالتفات الى مشروعها الطموح المتجسد في "رؤية 2030".

 

كما أن الجماعة الحوثية تراهن في قرار تفجير الحرب على تعميق الأزمة الإنسانية في اليمن كورقة ضغط إنسانية بوجه إدارة ترامب توقف التصعيد ضد الجماعة وممارسة الضغط للعودة الى مسار السلام.

 

ويبقى السؤال الأهم هو في موقف مجلس القيادة الرئاسي والقوى المنضوية في إطاره ومدى إدراكها لهذا الخيار الحوثي والاستعداد لمواجهته على الأرض وتحويله الى فرصة لتحقيق انتصار عسكري على الأرض بالنظر الى أن موازين القوى العسكرية والسياسية والمتغيرات الإقليمية والدولية تميل لصالحها وضد جماعة الحوثي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس