من الساحل السوري الى حقول النفط بمأرب .. هل تنتقل إيران من وضعية الدفاع الى الهجوم ؟

الجمعه 07 مارس 2025 - الساعة 02:44 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


رغم عدم صدور موقف رسمي مُعلن ، تتصاعد المؤشرات على نوايا مليشيا الحوثي لاستئناف القتال في الداخل اليمني رداً على بدء تفعيل القرار الأمريكي بتصنيفها كمنظمة أجنبية إرهابية.

 

وهو ما عبر عنه القيادي الحوثي محمد البخيتي في تغريدة له على منصة "أكس" وصف فيها الخطوة الأمريكية بأنها "حشر لجماعة الحوثية في الزاوية" وان ذلك يضع الجماعة "امام خيار وحيد طالما حاول البعض تأجيله وهو التحرك العسكري لتحرير كل شبر من ارض اليمن".

 

وعقب هذا التلويح بالحرب ، حذر وزير الاعلام بالحكومة معمر الارياني اليوم الخميس من اجتماعات تجريها قيادات عسكرية بمليشيا الحوثي الإرهابية لاتزال متواجدة في لبنان مع الحرس الثوري الإيراني واذرعه بالمنطقة وتحديداً مليشيا حزب الله "اللبناني" ومليشيا الحشد الشعبي العراقي.

 

وبحسب الوزير فأن هذه الاجتماعات تركز على وضع خطة تصعيدية للمرحلة القادمة وتم اختيار اليمن كساحة رئيسية لذلك، كتعويض لمشروع إيران بعد الضربات الموجعة التي تعرضت لها في "سوريا، ولبنان".

 

وفي حين تحدث وزير الإعلام عن عمليات متزايدة لنقل الأسلحة والخبراء العسكريين من "الحرس الثوري، حزب الله" إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن ، أشار الى التصعيد الذي تمارسه مؤخراً في جبهات مأرب لمحاولة تحقيق اختراق عسكري هناك.

 

وبحسب الوزير فأن المليشيا تحاول تحقيق تقدم عسكري باتجاه حقول النفط بمأرب لإعادة ترتيب الأوراق الميدانية لصالح الحوثيين بعد قرار الإدارة الأمريكية بتصنيفهم كـ "منظمة إرهابية أجنبية".

 

حديث وزير الاعلام بالحكومة اليمنية عن اجتماعات عسكرية لمحور إيران في لبنان ، يتزامن مع الاحداث غير المسبوقة التي تشهدها سوريا خلال الساعات الماضية ، متمثلة بالمواجهات العنيفة التي تشهدها مناطق الساحل السوري الذي يعد معقل للطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس المخلوع بشار الأسد حليف إيران.

 

حيث تفجرت خلال الساعات الماضية مواجهات عنيفة بين قوات الإدارة الجديدة ومسلحين في عدة مناطق بالساحل السوري بعد ان شن المسلحين المحسوبين على النظام السابق سلسلة هجمات منسقة ضد قوات الإدارة الجديدة خلفت أكثر من 20 قتيلاً في صفوفها.

 

هذه المواجهات التي لا تزال مستمرة حتى فجر اليوم الجمعة ، رافقها نشر حسابات ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي محسوبين على نظام الأسد ، بيانا عن تشكيل يُدعى بـ"المجلس العسكري لتحرير سوريا" لمواجهة قوات النظام الجديد الذي يقوده احمد الشرع.

 

الا ان اللافت في الأحداث التي شهدتها سوريا اليوم ، بأنها أتت بعد يومين فقط من نشر وسائل إعلام تابعة للنظام الإيراني عن تأسيس ما اسماها بـ"جبهة المقاومة الإسلامية - أولي البأس" في سوريا ، لمواجهة محاولات التقسيم والتهجير التي تتعرض لها البلاد.

 

ويرى مراقبون في الأحداث التي تجري في سوريا وتصريحات الحكومة اليمنية عن لقاءات لبنان ، مؤشرات على توجه جديد للنظام الإيراني بالانتقال من وضعية الدفاع عقب الهزائم التي تعرض لها بالأشهر الماضي ، الى وضعية الهجوم بمحاولة تحريك ما تبقى لديها من أوراق في المنطقة.

 

ويتوقع مراقبون بان يلجأ النظام الإيراني الى ذلك كمحاولة لتحسين شروط المفاوضات السرية وغير المباشرة مع إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لعقد صفقة تضمن بقاء النظام وتحول دون توجيه ضربة قاصمة له ولمشروعه النووي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس