شريان حياة للحوثيين .. تقرير أمريكي يفضح تواطؤ عُمان مع المليشيا

الاثنين 10 مارس 2025 - الساعة 09:57 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 


سلط تقرير صادر عن مؤسسة أمريكية الضوء على الدعم السياسي والاقتصادي الذي تقدم سلطنة عُمان لمليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن.

 

ونشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وهي مركز أبحاث أمريكي مُتخصص في الشؤون الأمنية والسياسة الخارجية ، تقريراً حول الدور المشبوه بين الطرفين.

 

وأكد التقرير بأنه لا يمكن لعُمان أن تجمع بين أمرين، "الاستفادة من صداقة الولايات المتحدة ومساعدتها وفي نفس الوقت تسهيل تصعيد الأزمات في الشرق الأوسط ودعم جماعات إرهابية".

 

واشار التقرير الى المخاوف من عودة التصعيد الى المنطقة في حالة انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ، والمتوقع معه أن تعاود جماعة الحوثيين المدعومة إيرانياً في اليمن هجماتها عبر إطلاق صواريخ باليستية تجاه إسرائيل، واستهداف السفن الحربية الأمريكية والتجارية في البحر الأحمر، كما حدث سابقاً.

 

في هذا السياق يشدد التقرير بأن على إدارة ترامب اتخاذ إجراءات غير عسكرية، منها الضغط على سلطنة عُمان لإغلاق المقرات التي تستخدم كملاذ آمن لقيادات الحوثيين، مثل كبير مفاوضيهم محمد عبد السلام، الذي يعمل بحرية تحت حماية السلطات العُمانية.

 

ورغم أن إدارة بايدن حافظت على شراكة دفاعية مع مسقط، بقيمة 3.5 مليار دولار من المبيعات العسكرية الأمريكية حتى 2022، إلا أن التهاون مع دعم عُمان للحوثيين يثير تساؤلات حول أسباب التعامل الأمريكي "اللين" مع السلطنة ، كما يقول التقرير.

 

التقرير أشار الى تبني واشنطن رواية عُمان الرسمية التي تدعي أن استضافة قيادات الحوثيين تهدف إلى إيجاد حل للحرب في اليمن، الا أنه يقول بأن الواقع يظهر أن هذه القنوات لم تحقق أي مصالح أمريكية. فمنذ عام 2015م.

 

وكشف التقرير الأمريكي تسهيل السلطنة وصول الجماعة الحوثية إلى النظام المالي الدولي، حيث تمكنت من تحويل أموال بالدولار عبر بنوكها، إلى جانب تهريب الذهب والنقد.

 

كما تطرق التقرير الى تسهيل عُمان لعمليات تهريب أسلحة متطورة للحوثيين عبر حدودها، بما في ذلك طائرات مسيرة وصواريخ "بركان-2H"، وفقاً لتقارير أممية. 

 

ولا شيء يشير إلى توقف هذا التهريب – كما يقول التقرير - ففي العام الماضي، تم ضبط معدات عسكرية متطورة، بما فيها أنظمة دعم للطائرات المسيرة وأجهزة تشويش رادارية، عند معبر صرفيت في محافظة المهرة اليمنية ، وكان من المرجح أن تكون هذه الأجهزة مخصصة لدعم هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة ضد السفن في البحر الأحمر.

 

التقرير أكد بأن دور النظام المصرفي العُماني لا يقل خطورة في دعم أنشطة الحوثيين عن عمليات تهريب الأسلحة، فبنوك السلطنة -المندمجة بالكامل في المنظومة المالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة- تسهل لمسؤولي الجماعة إجراء التحويلات المالية، بما فيها المعاملات بالدولار الأمريكي، مع تقليل العقبات الإجرائية التي تواجهها هذه العمليات.

 

مشيراً الى تصاعد الأدوار العُمانية مع إشادة مسؤولين كبار بالحوثيين، مثل المفتي العام أحمد الخليلي الذي امتدح هجماتهم في البحر الأحمر، بينما أدانت الخارجية العُمانية الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين مطلع 2024. 

 

كما عززت عُمان تحالفاتها مع إيران، حيث التقى نائب الأدميرال عبد الله الراعي، كبار القادة العسكريين الإيرانيين في طهران مؤخراً، لمناقشة تعاون دفاعي مشترك.

 

ورغم أن عُمان تبرر علاقتها مع طهران بضرورة السيطرة المشتركة على مضيق هرمز، الذي يمر عبره 40% من النفط العالمي، إلا أن ذلك لا يعفيها من مسؤولية دعم جماعة صنفتها الولايات المتحدة كـ"منظمة إرهابية أجنبية". 

 

ويضيف التقرير : صحيح ان السلطنة لعبت دوراً في المفاوضات النووية الأمريكية- الإيرانية سابقاً، لكن هذا لا يمنحها حق استضافة جماعات تهدد الأمن الإقليمي.

 

رغم هذه المبررات – كما يقول التقرير - لا تُعفى عُمان من مسؤولية استضافة عناصر الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين ،  فمن التناقض الصارخ أن تستمتع السلطنة بالدعم الأمريكي بينما تسهم في تغذية الأزمات الإقليمية عبر دعم جماعات إرهابية. 

 

يقول التقرير: آن الأوان لكشف عُمان عن سياساتها المزدوجة وتبني إجراءات رادعة، خاصة بعد تصنيف واشنطن الحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، ما يمنح الولايات المتحدة إطارا تشريعيا لمطالبة مسقط بإغلاق مراكز عمليات الجماعة على أراضيها وترحيل قادتها.

 

ويختم التقرير بالقول : وفي حال التماطل العُماني، يتوجب على الإدارة الأمريكية تفعيل عقوبات استهدافية ضد جهات وأفراد متورطين في هذا الدعم، مع استعداد لتصعيد العقوبات إلى حد إعادة تقييم شاملة للعلاقات الثنائية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس