تهديد بعودة الهجمات ضد السفن ... الحوثي كذراع "رخيص" لحماية إيران

الثلاثاء 11 مارس 2025 - الساعة 02:15 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


جدد زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية الأثنين التأكيد على تنفيذ تهديداته باستئناف الهجمات بالبحر مع قرب انتهاء مهلة الأيام الأربعة التي منحها لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

 

وتوعد زعيم المليشيا يوم الجمعة الماضية باستئناف الهجمات بالبحر بعد أربعة أيام "اذا لم يتم السماح بدخول المساعدات الى قطاع غزة من قبل إسرائيل بموجب اتفاق وقف اطلاق النار" ، حسب قوله.

 

وقال الحوثي بأن مليشياته ستعود لاستئناف عملياتها البحرية ضد "العدو الإسرائيلي" مشدداً في خطابه بالقول " العمليات ستكون ضد العدو الإسرائيلي- كلامنا واضح تماماً، ونقابل الحصار بالحصار".

 

هذه التهديدات الحوثي باستئناف الهجمات ضد السفن بالبحر بعد توقفها عقب التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار في غزة في يناير الماضي ، تُثير الشكوك حول الدوافع الحقيقة ورائها.

 

فعقب اطلاق زعيم المليشيا لهذه التهديدات ، نشر إعلام مليشيا الحوثي اليوم الاثنين تقارير منسوبة الى بيانات حديثة صادرة عن شركة Statista الألمانية ، تشير الى توقف تام لنشاط ميناء إيلات الإسرائيلي، بسبب هجمات المليشيا في البحر الأحمر.

 

وبحسب التقارير الحوثية المنسوبة للشركة الألمانية ، فقد وصل حجم البضائع المُفرَّغة في ميناء إيلات إلى صفر طن متري، وذلك خلال الفترة من الربع الثاني وحتى الربع الرابع من العام الماضي.

 

هذه الأرقام التي تؤكد مليشيا الحوثي من خلالها توقف النشاط الملاحي وحركة شحن البضائع نحو إسرائيل عبر البحر الأحمر، تُثير التساؤلات عن طبيعة الهجمات التي ستنفذها المليشيا في الساعات القادمة ضد إسرائيل في البحر الأحمر.

 

في حين فشلت المليشيا في تنفيذ تهديداتها التي أطلقتها العام الماضي باستهداف السفن التجارية المتجهة من والى الموانئ الإسرائيلية الرئيسية على البحر الأبيض المتوسط.

 

ما يعني ان التهديدات الحوثية باستئناف الهجمات بالبحر الأحمر وباب المندب سيكون على طريقة الهجمات السابقة التي كانت تشنها بشكل عشوائي ضد السفن التجارية تحت مزاعم انها زارت موانئ إسرائيلية او أنها تابعة لشركات بحرية تتعامل مع إسرائيل.

 

وهو يطرح تساؤلاً هاماً حول الأسباب الحقيقة وراء تهديد مليشيا الحوثي باستئناف الهجمات البحرية ، خاصة وأنها جاءت بعد ساعات فقط من تصريحات لافتة أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران الممول والداعم لمليشيا الحوثية.

 

حيث قال أعلن ترامب يوم الجمعة الماضية خلال مقابلة مع قناة امريكية، بأنه بعث برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يقترح عقد خلالها محادثات مع الجمهورية الإسلامية للتفاوض بشأن ملفها النووي، وشدد ترامب خلال مراسلته على أن "الحل التفاوضي سيكون أفضل بكثير لإيران"، على حد قوله.

 

ولم يكتف الرئيس ترامب بالدعوة، إذ شدد لهجته التي وصلت حد التهديد حيث قال في رسالته "إذا كان علينا اللجوء إلى الخيار العسكري فسيكون الامر مريعاً جداً بالنسبة لهم"، وأضاف ترامب " لن نسمح لهم بامتلاك سلاح نووي". 

 

ولاحقاً اضاف ترامب خلال حديث له مع الصحفيين في الأبيض إن "شيئاً ما سيحدث مع إيران قريباً"، معرباً عن أمله بالتوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإيرانية يمنعها من امتلاك سلاح نووي، وأضاف بالقول "وصلنا إلى اللحظات الأخيرة مع إيران". 

 

ورداً على ذلك ، سارع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، للقول بإن بلاده لن تجري مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة إن استمر الرئيس الأمريكي بممارسة سياسة "الضغوط القصوى وتهديداتها"، وهو موقف أكد عليه في اليوم التالي المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

 

وفي هذا السياق ، كان لافتاً ما قاله وزير الاعلام بالحكومة معمر الارياني تعليقاً على تهديدات زعيم المليشيا ،حيث أكد بأنها إحدى مخرجات اللقاءات السرية التي عقدت مؤخرا في العاصمة اللبنانية "بيروت"، وجمعت قيادات من الحرس الثوري الإيراني مع ممثلي أذرعه في المنطقة، بما في ذلك مليشيا الحوثي، وحزب الله اللبناني، وميليشيا الحشد الشعبي العراقي.

 

مضيفاً بأن هذه اللقاءات وضعت خططاً لتصعيد التوتر الإقليمي، عبر تكثيف الهجمات على المصالح الدولية في المنطقة، وفتح عدة جبهات في وقت واحد، ومحاولة توسيع رقعة سيطرتها في اليمن.

 

مؤكداً بأن إعلان الحوثي الأخير ليس معزولاً عن التطورات الإقليمية، بل يأتي في سياق تصعيد إيراني شامل يشمل عدة جبهات ، مشيراً الى ما حصل مؤخراً في سوريا من اشتباكات عنيفة بين الجيش التابع للحكومة السورية الجديدة، ومسلحين موالين للنظام السابق الأسد حليف إيران.

 

تصريحات ومواقف ومعلومات ترسم صورة لحقيقة أسباب نية مليشيا الحوثي الإرهابية استئناف الهجمات ضد الملاحة الدولية ، كورقة ضغط لحماية النظام الإيراني من بطش الإدارة الامريكية الجديدة ولا علاقة له بمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس