بين عودة النشاط والتهديد بالإغلاق .. المطارات كصورة للصراع بين مشاريع الحياة جنوباً ومشروع الموت شمالاً

الاربعاء 12 مارس 2025 - الساعة 01:56 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


بعد إغلاق استمر لنحو 10 سنوات جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابية ، أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء /  عيدروس الزُبيدي اليوم، تدشين العمل بمطار عتق بمحافظة شبوة.

 

الزُبيدي الذي أعلن تدشين العمل بالمطار بعد وصوله على متن إحدى طائرات "اليمنية" ، قال في تصريح له بان الرحلات للمطار ستبدأ برحلة واحدة أسبوعياً ثم رحلتين اسبوعياً وصولاً الى رحلات يومية مستقبلاً.

 

وبتدشين العمل فيه ، يُصبح مطار عتق سادس مطار يعمل في المناطق المحررة الى جانب كل من مطار عدن ومطاري سيئون والريان بمحافظات حضرموت وهذه المطارات الثلاثة تستقبل حالياً الرحلات من والى خارج اليمن ، في حين يعمل مطاري سقطرى والغيضه بالمهرة على الرحلات الداخلية فقط.

 

والى جوار هذه المطارات الستة ، ينتظر مطار المخاء بالساحل الغربي لمحافظة تعز تدشين العمل فيه بعد انتهاء كل التجهيزات الانشائية فيه ، بانتظار الإجراءات الفنية والرسمية لترتيب تدشين العمل فيه.

 

هذا النشاط الذي تشهده المطارات بالمناطق المحررة يأتي رغم الصعوبات والتحديات التي تقف أمام السلطات الشرعية لتفعيل النشاط بصورة أكبر في هذه المطارات ، وهي تحديات خلقتها مليشيا الحوثي الإرهابية.

 

اول وأهم هذه التحديات هو استمرار رفض شركات الطيران الإقليمية والدولية منذ اندلاع الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي الارهابية عام 2015م وحتى اليوم استئناف تسيير الرحلات من والى المطارات اليمنية ، بما فيها الواقعة بالمناطق المحررة.

 

وهو ما جعل من طيران " اليمنية " الطيران شبة الوحيد الذي يعمل لنقل اليمنيين من والى البلاد وبأسطول محدود لا يتجاوز 7 طائرات ، والى 6 وجهات فقط ، بعد ان كانت وجهات الشركة قبل الحرب أكثر من 33 وجهة دولية ، حيث لا تزال اغلب الدول بما فيها دول عربية ترفض استقبال رحلات من مطارات يمنية منذ عام 2015م.

 

ورغم تكرار الوعود الحكومية وإدارة شركة اليمنية على تفعيل المزيد من الوجهات وإقناع شركات الطيران العربية والدولية بعودة الرحلات الى المطارات بالمناطق المحررة ، وجهت مليشيا الحوثي الإرهابية ضربة عنيفة في هذا الملف.

 

حيث أقدمت منتصف العام الماضي على اختطاف 3 طائرات من اسطول اليمنية بالإضافة الى طائرة رابعة كانت تحتجزها في مطار صنعاء منذ نحو عام وترفض اجراء عملية صيانة لها ، وبدأت بتشغيل هذه الطائرات بشكل مستقل.

 

ما اوجد عملياً فصلاً لشركة "اليمنية" بإدارة وطائرات تابعة للمليشيا وأخرى للشرعية ، التي وجدت نفسها تحت ضغط كبير في إعادة جدولة الرحلات الخارجية والداخلية للمطارات بالمناطق المحررة بـ 3 طائرات فقط.

 

وعلى الرغم من الارباك الذي أحدثته خطوة مليشيا الحوثي الإرهابية ، الا أنها على الجانب الأخر لم تستفد شيئاً من خطوة اختطاف الطائرات ، حيث فشلت تماماً في تدشين رحلات جوية جديدة من والى مطار صنعاء الخاضع لسيطرتها، حيث بقي المطار يعمل بالرحلات الوحيد نحو الأردن التي منحها اتفاق الهدنة الأممية للمليشيا الحوثية.

 

حيث واجهت المليشيا الحوثية رفضاً قاطعاً من قبل دول العالم والاقليم لاستقبال رحلات مدنية من مطارات خاضعة لها ، بما في ذلك مصر التي لا تزال سلطاتها ترفض استقبال رحلات من مطار صنعاء الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي رغم ان ذلك نص عليه اتفاق الهدنة الأممية الذي يقترب من بلوغ عامه الثالث.

 

ولم يقتصر الفشل الحوثي على تدشين رحلات جديدة لمطار صنعاء ، بل ان الرحلات الوحيدة الى الأردن والتي تُبقي المطار على قيد الحياة ، تقلصت من رحلتي ذهاب وإياب يومياً الى رحلة يومية واحدة فقط.

 

هذا الفشل يُضاف اليه المخاوف التي باتت تدور حول بقاء نشاط المطار وإمكانية توقفه بشكل تام مع تفعيل قرار الإدارة الامريكية بتصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية ، وهو القرار الذي يقضي حرفياً على طموح المليشيا بتفعيل نشاط المطارات الخاضعة لسيطرتها مع العالم ، وهو الطموح الذي كان وراء قيامها باختطاف الطائرات العام الماضي.

 

واقع متناقض بين النشاط الذي تعيشه المطارات بالمناطق المحررة رغم الصعوبات والتحديات ، وبين تهديد بالتوقف التام للنافذة الوحيدة لليمنيين بمناطق سيطرة الحوثي المتمثل بمطار صنعاء ، في صورة تلخص الصراع الذي يجري منذ عشر سنوات بين مشاريع تبحث عن الحياة لليمنيين ومشروع آخر يقدم لهم الموت فقط.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس