معاشيق عدن .. حين تتصارع "الكروش" على بطون الجوعى

الخميس 13 مارس 2025 - الساعة 01:22 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


بعيداً عن ضجيج الأزمات التي يصارعها المواطن في مدينة عدن والمناطق المحررة ، يشهد قصر المعاشيق بالمدينة منذ أيام صراعاً من نوع آخر داخل منظومة الشرعية تتمحور حول منصب رئاسة الحكومة.

 

وتفجر الصراع الصامت والبعيد عن الأضواء مع فشل رئيس الوزراء احمد عوض بن مبارك منذ عودة الى العاصمة عدن قبل أسبوعين عن عقد اجتماع للحكومة رغم تواجد أكثر من ثلثي الوزراء بالمدينة.

 

بل ان الرجل فشل في إقناع غالبية الوزراء المتواجدين في عدن حضور مأدبة إفطار وعشاء في قصر المعاشيق لبحث أسباب رفضهم التجاوب مع طلبه بعقد جلسة للحكومة التي عقدت اخر اجتماع لها في عدن قبل اكثر من 4 أشهر.

 

وتصاعد الموقف في الساعات الماضية ، عقب الكشف عن رفع 16 وزير بالحكومة لعريضة الى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي تطالب بإقالة بن مبارك من منصب رئاسة الحكومة ، واعلانهم بانهم لن يحضروا أي اجتماع للحكومة برئاسة.

 

ورغم محاولات تبرير مطالبة الوزراء بإقالة بن مبارك باتهامه بالفساد والفشل ، الا أن الفشل واتهامات الفساد التي تطال غالبية هؤلاء الوزراء يشكك في مصداقية هذه التبريرات ، كما ان قصر الفترة التي مرت على تعيين الرجل في المنصب وهي عام واحد ، تشكك أيضاً في مصداقية تحميله مسئولية فشل حكومة تولى رئاستها بذات الوزراء الموجودين الان.

 

ما يشير الى وجود أسباب شخصية وراء الأمر ، ابرزها حقيقة أن نواة هؤلاء الوزراء المطالبين بإقالة بن مبارك ، هم من كان الأخير يسعى منذ أشهر لتغييرهم ، الا أن عدم توافق مجلس القيادة الرئاسي على ذلك ، حال دون تحقيق رغبة بن مبارك.

 

وجاء فشل توافق مجلس القيادة الرئاسي على احداث تغيير داخل الحكومة، الى عدة أسباب أهمها وجود رغبة داخل المجلس وتحديداً لدى رئيسه رشاد العليمي في الإطاحة ببن مبارك بعد ان دخل في صراع معه حول ملفات عديدة ابرزها ملف النفط وما دار مؤخراً من صراع حول القطاع الخامس في شبوة.

 

ومن بين الأسباب التي أدت الى فشل إقالة الوزراء الذي يطالب بهم بن مبارك ، اعتراض بعض أعضاء مجلس القيادة على اختيار الرجل لوزراء هم من الأقل فساداً وفشلاً وتجاهل وزراء طالتهم اتهامات عديدة بالفساد والفشل.  

 

هذه الازدواجية لدى بن مبارك أحدثت شرخاً داخل الحكومة ، سهلت مهمة الوزراء الذي كان يسعى الرجل لإقالتهم في الانتقام وتحريض باقي الوزراء لمطالبة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بإقالته ، وهو ذات الهدف الذي يسعى اليه الأخير أيضاً.

 

ويبدو واضحاً ان هذا الأمر دفع بعودة مفاجئة للعليمي الى عدن الأثنين الماضي ، فكان لافتاً ما نشرته وكالة " سبأ " الحكومية عن مصدر في مكتب رئاسة الجمهورية، بان الرجل سيعقد لقاءات مكثفة من بينها ترأس اجتماع للحكومة.

 

الا أن المُثير للانتباه مرور 3أيام على عودة العليمي على قصر المعاشيق في عدن دون قيامه بأي نشاط او لقاء من اللقاءات التي ذكرها المصدر في مكتب رئاسة الجمهورية ، ما يُرجح وجود مداولات لحسم الأزمة داخل صفوف الحكومة ، وسط حديث لمصادر مقربة من العليمي بانه يسعى لاستغلال ما حدث للإطاحة ببن مبارك.

 

هذا المشهد للصراع المستفحل داخل قصر المعاشيق بين قيادات الشرعية ، يتجاهل معه مشهد الأزمات المستفحلة التي تواجهها المناطق المحررة في ملف الاقتصاد والخدمات مؤخراً ، بدءً من الانهيار المستمر العملة المحلية ، وليس انتهاءً بأزمة الغاز المنزلي.

 

فالصراع الدائر الان بقصر المعاشيق حول شخص رئيس الحكومة يتجاهل حقيقة الفشل الذي يعتري أداء الشرعية والحكومة لم ولن يكن بسبب شخص بل في غياب الرؤية والخطط وقبلها النوايا لانتشال المناطق المحررة من ازماتها.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس