مُسيرات تصل لجنوب أوروبا وآسيا .. الحوثي ومهمة تحويل اليمن لمنصة إرهاب إيرانية نحو العالم
السبت 15 مارس 2025 - الساعة 12:35 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

في تطور ينُذر بتداعيات مفتوحة ، تُثير المعلومات الهامة التي تم الكشف عنها خلال الساعات الماضية حول مساعي مليشيا الحوثي الإرهابية لزيادة وتطوير قدرات المُسيرات ، عن نوايا خطيرة لدى المليشيا وداعميها في طهران لتوسيع دائرة الصراع في اليمن والمنطقة.
ويوم امس نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً لمركز أبحاث التسلح في الصراعات (CAR) البريطاني يكشف فيه عن مساعي لمليشيا الحوثي الإرهابية استخدام خلايا وقود الهيدروجين لتشغيل منظوماتها من الطائرات المُسيرة.
> للمزيد اقرأ؛ مُسيرات تعمل بالهيدروجين .. جهود لقوات المقاومة الوطنية يقود للكشف عن أخطر خطط إيران والحوثي
التقرير يعود الى نتائج فحص قام بها المركز ، لشحنة تم ضبطها على متن سفينة في الساحل الغربي من قبل قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد/ طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي ، في منتصف نوفمبر الماضي ، كانت في طريقها لمليشيا الحوثي تضمنت خزانات لوقود هيدروجين تم انتاجها في الصين ومخصصة للاستخدام في نظام خلايا الوقود للطائرات بدون طيار.
وفي حين يوضح التقرير بان الطائرات المسيّرة تُعدّ تقنيةً حديثةً نسبيًا وخيارٍ مُتاح، الا أنه يؤكد بأن محاولة مليشيا الحوثي لاستخدام وقود الهيدروجين في الطيران المُسير تُعد أول محاولة عالمية من قِبل جهة مسلحة غير حكومية على مستوى العالم.
وتوضيحاً لخطورة الأمر ، يشير التقرير الى أن هذه التكنولوجيا المتطورة تمنح الطائرات المُسيرة القدرة على التحليق لمسافات أبعد بثلاثة أضعاف مقارنة بمحركات الاحتراق التقليدية أو بطاريات الليثيوم، كما يجعل اكتشافها عبر أجهزة الاستشعار الصوتية والأشعة تحت الحمراء أمرًا بالغ الصعوبة.
مساعي مليشيا الحوثي لزيادة مدى الطائرات المُسيرة بهذا المدى الكبير ، يُثير تساؤلات هامة عن الهدف وراء ذلك من قبل مليشيا محلية تُسيطر على رقعة من جغرافيا اليمن وتخوض صراع داخلياً لم تتمكن حتى اليوم من حسمه، ولن يُفيديها هذا التطور في حسم ذلك.
كما أن المدى الحالي للمُسيرات التي تملكها مليشيات الحوثي والذي يتجاوز الـ 1200كم يُحقق لها أهدافها المعنوية امام انصارها في استهداف مواقع داخل إسرائيل حتى وان كان الأثر محدود، ويحقق لها أيضاً استهداف خصومها الاقليمين وتحديداً دول التحالف السعودية والامارات ، كما ان هذا المدى يدخل في إطاره القواعد الامريكية بالمنطقة.
الا أن الحديث عن محاولة استخدام وقود الهيدروجين يعني مساعي مليشيا الحوثي لامتلاك طيران مُسير بمدى يتجاوز الـ 3600كم وهي مسافة تصل من مناطق سيطرة المليشيا الى جنوب أوروبا وعمق البحر الأبيض المتوسط وكذا جنوب شبة الجزيرة الهندية وصولاً لعمق المحيط الهادي.
وبعيداً عن مدى فاعليتها ودقتها ، الا أن هذا المسعى الحوثي في توسيع مدى الطائرات المُسيرة لدائرة جغرافيا تمتد من جنوب أوروبا الى جنوب آسيا بشكل يتجاوز دائرة صراعاتها الحالية ، يُشير بشكل واضح الى دور إيران وان الأمر مصلحة وحاجة لها اكثر منه حاجة للمليشيا.
فمنذ عقود يرى النظام الإيراني بان توسيع نطاق الصراع بأكبر مدى ممكن عبر تعزيز قدرة أدواتها في المنطقة عسكرياً ، هي الورقة الرابحة لطهران في غرس نفوذها وفرض شروطها على القوى الدولية وتحديداً أوروبا وامريكيا.
الا أن طهران وعقب خسائرها الكبيرة في لبنان وسوريا ، باتت الان تنظر الى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن كأهم ورقة متبقية في يدها ، بل وورقة هي في أمس الحاجة لها في مواجهة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذات التوجه العدائي لمشروع إيران ونفوذها بالمنطقة.
كما أنها ترى في الورقة الحوثية ورقة "رخيصة" وغير مكلفة لها كما كان الحال مع حزب الله ونظام الأسد في سوريا ، يضاف الى ميزة الجغرافيا اليمنية الصعبة التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي ، ما يعجلها منصة مثالية من جهة ومن جهة قادرة على الصمود في وجه أي ردع غربي يقتصر على الضربات الجوية.
ما يضع اليمنيين وعلى رأسهم السلطة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والقوى المكونة له امام تحدي حقيقي لاستعادة زمام الأمور وخوض المواجهة ضد مليشيا الحوثي وانهاء سيطرتها على الجغرافيا اليمنية شمالاً ، لقطع الطريق امام ايران وذراعها الحوثي في تحويل هذه الجغرافيا الى قواعد دائما للإرهاب نحو العالم على حساب دماء اليمنيين.