مهمة "إسناد الحوثي" ... زيارات الزُبيدي وشائعات إعلام الإخوان الممول قطرياً

الاربعاء 19 مارس 2025 - الساعة 03:24 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

 


 

في الوقت الذي تعيش فيه مليشيا الحوثي مأزقاً عسكرياً وسياسياً غير مسبوق ، انشغلت الماكنية الإعلامية لجماعة الاخوان الممولة قطرياً في محاولة استهداف الزيارات المكثفة التي قام بها مؤخراً رئيس المجلس الانتقالي وعضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء / عيدروس الزُبيدي.

 

ونفذ الزُبيدي الذي وصل الثلاثاء الى جزيرة سُقطرى ، قادماً من المكلا عاصمة حضرموت ، نفذ خلال الأيام الماضية سلسة زيارات شملت محافظات الجنوب ، بدأها من أبين الى لحج والضالع وشبوة وصولاً الى المهرة ومنها الى حضرموت وسقطرى.

 

هذه الزيارات التي نفذها الزُبيدي بصفته عضواً في أعلى سلطة تنفيذية في الدولة جاءت لتفقد الأوضاع في محافظات الجنوب وعقد لقاءات مع السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية بالمحافظات ، مثلت حراكاً بالمشهد في المناطق المحررة الذي شهد جموداً خلال الأشهر الماضية جراء غياب تواجد الشرعية ومسئوليها.

 

ورغم الترحاب الشعبي والرسمي لهذه الزيارات ، الا أنها مثلت ازعاجاً واضحاً لإطراف سياسية ضمن معسكر الشرعية وتحديداً جماعة الاخوان التي لا تزال في خصومة سياسية مع المجلس الانتقالي وللدور الاماراتي في اليمن.

 

وتجسد ذلك في حملة الشائعات والمزاعم التي أطلقها إعلام الاخوان الممول قطرياً على هامش هذه الزيارات التي قام بها الزُبيدي ، بهدف التحريض ضدها ، وكانت البداية مع نشر مواقع إخوانية على رأسها "المصدر اون لاين" و "الموقع بوست" مزاعم قيام الموكب التابع للزُبيدي بدهس شاب اثناء زيارة الرجل لمحافظة لحج.

 

ورغم أن اعلام الاخوان لم يكشف حتى اللحظة عن هوية هذا الشاب ، استمر في استهداف زيارات الزُبيدي بإطلاق المزاعم التي سرعان ما يتضح كذبها ، كما حدث مع زيارة الرجل لشبوة والتي وصلها عبر رحلة لطيران اليمنية الى مطار عتق عاصمة شبوة.

 

وفي حين كانت عناوين الزيارة تُركز على إعلان الزُبيدي تدشين العمل بمطار عتق بعد توقف لأكثر من 10 سنوات ، كان إعلام الإخوان يتحدث عن مزاعم قيام اليمنية بتأجيل رحلة لركاب يمنيين من جدة الى عدن لنقل وفد الانتقالي ووزراء الحكومة الى شبوة ، وهو ما نفته لاحقاً إدارة اليمنية وأوضحت ملابسات الأمر.

 

واستمر الحال مع وصول الزُبيدي الى المهرة لُيطلق اعلام الاخوان مزاعم حدوث اشتباك بين مرافقي وفد الانتقالي والسلطة المحلية لرفع علم الجنوب فوق مبنى السلطة المحلية في الغيظة، وكان لافتاً ما نشره أحد مواقع الاخوانية بمزاعم مرافقة الزبيدي بموكب عسكري ضخم معتبراً ذلك "استعراضاً عسكرياً، وتحدياً صارخاً للسلطة الشرعية" ، رغم كون الرجل بات عضواً في اعلى سلطة لهذه الشرعية.

 

 وتكرر الأمر مع زيارة الزُبيدي لعاصمة حضرموت المكلا بمزاعم خروج احتجاجات ليلية ضد زيارة الرجل ليتضح لاحقاً ان الصور المزعومة كانت صوراً لاحتجاجات حدثت قبل أسابيع في المدينة بسبب انقطاع الكهرباء.

 

ليصل الأمر الى ذروته مع وصول الزُبيدي الى جزيرة سُقطرى ، لتسارع قناة "بلقيس" التابعة للقيادية الاخوانية توكل كرمان ، بنشر مزاعم وصول 100 من المسلحين الأفارقة إلى قاعدة عسكرية يُزعم ان الامارات قامت بإنشاءها في جزيرة عبد الكوري التابعة لمحافظة أرخبيل سقطرى.

 

وكان واضحاً إشارة القناة الى ان مزاعمها السابقة "تزامنت مع أول زيارة لرئيس المجلس الانتقالي المدعوم من أبو ظبي، عيدروس الزبيدي، إلى سقطرى" ، ولم تكتف بذلك بل نشرت لاحقاً مزاعم بان الزيارة تهدف إلى "تمرير مجموعة من الصفقات من بينها تسليم المطار والميناء وجزر عبد الكوري للإمارات".

 

سيل من المزاعم والشائعات التي شنها إعلام الاخوان الممول قطرياً ضد زيارات اعتيادية قام بها عضو في أعلى سلطة بالشرعية ورئيس لأهم مكون لهذه الشرعية ، وكان الخطاب العام لهذه الزيارات التي رافقها وزراء بالحكومة يُركز على الأوضاع المعيشية للمحافظات الجنوبية ومعاناة ابناءها وسكانها جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابي.

 

كما كان واضحاً التذكير في خطابات الزُبيدي خلال زياراته بمسئولية مليشيا الحوثي في تدهور الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها اليوم المناطق المحررة جراء هجماتها التي أوقفت تصدير النفط ، والتحذير من خطرها الدائم على هذه المناطق وعلى أمن المنطقة والعالم وضرورة استغلال الفرصة المتاحة حالياً للقضاء عليها.

 

خطابٌ يبدو جلياً انه لا يتوافق مع القوى التي خاضت المعارك العبثية من داخل الشرعية خلال فترة حكم هادي ، وكانت اهم خدمة حصلت عليها مليشيا الحوثي الإرهابية ومنعت القضاء عليها وسمحت لها بالبقاء حتى اليوم.

 

وها هي اليوم تعود من جديد في سياسية اشعال المعارك العبثية بالمناطق المحررة لتحاول من جديد ان تخدم المليشيا الحوثي التي تمر اليوم بأشد حالاتها ارتباكاً وتخبطاً وتبحث عن من يمد لها يد العون في أزمتها بنقل المعركة والأزمة من الشمال الى الجنوب.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس