أسعار النفط كخط احمر امريكي .. هل يفتح استهداف السعودية أبواب الجحيم على الحوثي؟
الثلاثاء 25 مارس 2025 - الساعة 01:56 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي
في حادثة لافتة ، سارعت مليشيا الحوثي الإرهابية الى نفي تصريحات منسوبة لوزير الدفاع بحكومتها محمد العاطفي اطلق فيها تهديدات غير مسبوقة نحو السعودية على الرغم من أنها أتت بعد أيام من تهديدات أقل حدة أطلقتها المليشيا.
التصريحات التي نشرها حساب على منصة "أكس" محسوب على مليشيا الحوثي وعلى هيئة "انفوجرافيك" هدد فيها وزير دفاع المليشيا بتدمير أهداف حيوية في السعودية على رأسها "أرامكو" الشركة النفطية الأكبر في العالم.
الا أنه سرعان ما سارعت قيادات إعلامية حوثية الى نفي هذه التصريحات ، مع حذف الحساب على منصة "أكس" بشكل اثار الشكوك والتساؤلات ، خاصة وانها جاءت بعد يوم واحد فقط من تهديدات غير مباشرة وجهتها المليشيا نحو الرياض على خلفية قرار البنوك التجارية الانتقال الى عدن خوفاً من العقوبات الأمريكية.
> للمزيد اقرأ : مليشيا الحوثي تُهدد "الرئاسي" والسعودية لمنع انتقال البنوك التجارية الى عدن
مسارعة المليشيا الحوثية الى نفي التهديد باستهداف مواقع حيوية داخل السعودية ، يُثير التساؤلات حول أسباب ذلك ، كما أنه يُثير الشكوك حول مقدرة المليشيا بتنفيذ تهديداتها الرسمية على خلفية ملف البنوك.
فتهديد المليشيا الحوثي نحو السعودية جاء في الوقت الذي تتعرض له لحملة جوية أمريكية غير مسبوقة تستهدف مواقعها في مناطق سيطرتها منذ نحو 10أيام ، وسط تهديدات صريحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقضاء على المليشيا.
وفي هذا السياق ، يبدو لافتاً ما كشفه اليوم الصحفي الأميركي ورئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" جيفري غولدبرغ عن فضيحة لإدارة ترامب ، حيث تمت إضافته لمجموعة دردشة سرية عن طريق الخطأ جرى فيها مناقشة الخطط الحربية والهجمات التي شنتها واشنطن على جماعة الحوثي في اليمن.
مجموعة دردشة التي انشأها مستشار الأمن القومي الأمريكي عبر تطبيق "سيغنال"، وضمت نائب الرئيس ووزير الخارجية ووزير الدفاع ومسئولين بالاستخبارات ، قام الصحفي الأمريكي بنشر أجزاء منها ، وكشفت الأهداف الرئيسية للحملة الأمريكية.
والى جانب القضاء على قدرات الحوثيين على تهديد الملاحة في البحر الأحمر ، كان لافتاً ان تضم هذه الأهداف الحرص على "عدم تعرض النفط السعودي لأي تهديد" ، وهو ما يُشير الى توقع إدارة ترامب الى إمكانية ان تُقدم مليشيا الحوثي على هذا الأمر.
وما يُعزز من ذلك ، إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن صفقة لبيع أنظمة أسلحة دقيقة التوجيه للسعودية بقيمة تصل إلى 100 مليون دولار، في ذات اليوم الذي صدرت فيه تهديدات مليشيا الحوثي نحو الرياض على خلفية ملف البنوك.
الصفقة تشمل بيع 2000 صاروخ موجه بالليزر قادر على إصابة الأهداف الجوية والأرضية ، واثبت كفاءته مؤخراً في صد هجمات مليشيا الحوثي على القطع البحرية الأمريكية بالبحر الأحمر ، وأهم ما يُميزه تكلفته المنخفضة مقارنة بصواريخ الاعتراض باهظة الثمن ، حيث يبلغ سعر الصاروخ نحو 22 ألف دولار أميركي فقط.
هذا الحرص الأمريكي او إدارة ترامب تحديداً على عدم استهداف المنشآت النفطية ، يشرحه بالتفصيل مقال رأي نشرته صحيفة "هيل" الأميركية يتحدث عن تعلم ترامب من الرئيس السابق بايدن درساً مهماً بعدم التقليل من شأن السعودية وتأثيرها الكبير على أسعار النفط الوقود الأهم للاقتصاد العالمي ، بصفتها المصدر الأكبر عالمياً.
يتحدث المقال عن تأثيرات أسعار النفط على السياسة الأمريكية وعلى الداخل الأمريكي ، حيث يتحدث عن الدور الذي لعبته السعودية في رفع أسعار النفط نكاية بسياسة العداء الذي مارسته إدارة بايدن ، وهو ما صب في صالح روسيا وساهم في التخفيف من وطأة العقوبات الغربية على خلفية غزوها لأوكرانيا.
ويشير المقال الى حاجة إدارة ترامب حالياً في استمرار انخفاض أسعار النفط كورقة ضغط لتمرير صفقة وقف الحرب في أوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما أن إدارة ترامب بأمس الحاجة لدعم السعودية لتعويض أي نقص في أسواق النفط جراء سياسة الضغط الذي يسعى لممارستها ضد إيران ومنعها من تصدير النفط بشكل تام.
ويسلط المقال الضوء على تأثيرات التحالف الذي ابرمته السعودية مع روسيا عبر أوبك بلس للانتقام من إدارة بايدن السابقة وتسببت في رفع أسعار النفط عالمياً ومعها ارتفعت أسعار المشتقات النفطية بالداخل الأمريكي.
يقول المقال : لقد انخفضت أسعار البنزين بنسبة 11% مقارنة بالعام الماضي، ما وفر راحة مرحب بها للأميركيين القلقين بشأن التضخم، وساهم في تعزيز موقف إدارة ترامب.
مضيفاً : لقد تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بخفض أسعار الطاقة، وهو أمر بالغ الأهمية لنجاح إدارته، في المقابل، تراجعت معدلات تأييد بايدن بشكل حاد عندما تجاوزت أسعار البنزين 5 دولارات للغالون في عام 2022، والرهانات بالنسبة لترامب لا تقل أهمية.
هذه الأسباب والصورة التي تُقدمها الصحيفة الأمريكية تُلخص الأهمية التي تمثلها السعودية في سياسية إدارة ترامب الحالية في مواجهة الملفات بالعالم وخاصة في الشرق الأوسط.
ما يطرح معه تساؤل حول إدارة مليشيا الحوثي لذلك وإمكانية اقدامها على المخاطرة باستهداف السعودية في ظل الحرص الأمريكية ويضاف له ما رشح من تقارير مؤخراً عن رسائل إيرانية الى قيادة المليشيا بخفض التصعيد مع الجانب الأمريكي.