العمالقة والإمارات.. والطائرات المسيرة!

السبت 05 فبراير 2022 - الساعة 01:54 صباحاً

 

مواكبةً لإعلان الميليشيا الحوثية عن استهداف دولة الإمارات العربية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.. أعلنت هذه الميليشيا مؤخراً عن سقوط "أكثر من 800 قتيل من مقاتليها، تم تشييعهم خلال 26 يوماً". بزيادة تجاوزت 200% مقارنة بنفس الفترة خلال العام الماضي.

 

العلاقة واضحة.. هذه الميليشيا التي كانت تتمدد بشكل متسارع على الأرض، بدأت تخسر اللعبة الميدانية، وتحاول تدويل العملية وإثارة مخاوف المجتمع الدولي، بهدف دفعه إلى التدخل ووضع حد لمشكلة عسكرية خطيرة تعانيها هذه الجماعة على الصعيد المحلي. 

 

قبل سنوت واجهت هذه الجماعة نفس المشكلة الميدانية، وحلتها من خلال المجتمع الدولي الذي تدخل بقوة عبر مؤتمر ستوكهولم، ووضع حدا لـ"القوات المشتركة" التي كانت قد حررت خلال فترة قصيرة مساحات واسعة في الساحل الغربي تمتد من باب المندب إلى داخل مدينة الحديدة.

 

كان واضحا منذ البدء، أن تشكيل هذه القوات المحترفة بمثابة إدخال رقم جديد صعب في المعادلة العسكرية اليمنية، وكأي رقم جديد دخل في معادلة قديمة، كان لا بد من أن يتسبب دخول هذه القوات في المشهد العسكري، بتغير موازين القوى على الأرض، ومن ثم تغيير حسابات أطراف عديدة، على الصعيد السياسي المحلي والإقليمي.

 

وكان لا بد لهذه الأطراف المتضررة من تحييد هذا الرقم والالتفاف عليه، كما حدث في ستوكهولم. وما حدث مؤخرا هو أن هذه القوات قامت فقط بـ"إعادة التموضع"، أو بعبارة أخرى: بالخروج من حفرة ستوكهولم، والدخول في مواجهات واسعة مع المليشيات الحوثية على جبهات تمتد من الساحل الغربي إلى تعز إلى شبوة ومأرب..

 

خلال الفترة القصيرة الماضية.. قامت هذه القوات بتحرير أجزاء واسعة من هذه المناطق، واستنزاف الجماعة الحوثية، في الأرواح والسلاح، وهو ما يعيد المشهد اليمني إلى ما قبل ستوكهولم، لكن المجتمع الدولي يبدو، هذه المرة، وحتى اليوم على الأقل، أقل حماسا لاحتواء هذه القوات مجددا باتفاقية مماثلة.

 

في المقابل المجتمع الدولي متحمس للدفاع عن الإمارات، وحمايتها من هذه المقذوفات والطائرات المسيرة التي باتت تستهدف الإمارات ليس فقط من قبل الجماعة الحوثية، في اليمن، بل أيضا من قبل أذرع أخرى لإيران في المنطقة، كـ"كتائب ألوية الوعد الحق" في العراق، والهدف واضح: الضغط على دول الخليج والمجتمع الدولي للتدخل وكبح جماح قوات العمالقة والقوات المشتركة.

 

الإمارات مستهدفة بشكل خاص، لعلاقتها الخاصة بهذه القوات، وهي الآن على محك اختبار واجهته السعودية منذ سنوات وتواجهه حتى اليوم، وهو الاختيار بين: إما أن تستمر على سياستها المبدئية في اليمن، أو أن تخضع لهذا الابتزاز والضغوط الحوثية الإيرانية، خوفا من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.

 

▪︎ نقلاً عن نيوزيمن

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس