مناورات هي الأضخم قبل 6 أشهر .. هل أطاحت الضربات الأمريكية باستعدادات مليشيا الحوثي لمعركة الحديدة2؟
الاربعاء 16 ابريل 2025 - الساعة 12:31 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - تحليل خاص

تتصاعد المخاوف لدى مليشيا الحوثي الإرهابية مع تزايد التقارير الغربية التي تتحدث عن التخطيط لعملية عسكرية برية ضدها بدعم أمريكي لانتزاع قبضتها على الأرض وخاصة منطقة الساحل الغربي بالحديدة وميناءها الذي يُعد شريان حياة المليشيا.
أحدث هذه التقارير ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلاً عن مسئولين أمريكيين ويمنيين عن أن واشنطن منفتحة على دعم عملية برية تنفذها القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، لطرد مليشيا الحوثي من سواحل البحر الأحمر والسيطرة على مدينة الحديدة وميناءها الحيوي.
وفي حين اشارت الصحيفة الى أن القرار الامريكي النهائي بشأن تقديم هذا الدعم لم يُتخذ بعد ، كشفت أن متعاقدين أمنيين أمريكيين خاصين قدّموا استشارات ميدانية للقوات اليمنية بشأن العملية البرية المحتملة.
وتعيد هذه التقارير الى اذهان مليشيا الحوثي الإرهابية مشاهد الخسائر المذلة التي تعرضت لها عام 2018م على يد القوات المشتركة في الساحل الغربي وصولاً الى تطويق هذه القوات للمليشيا داخل مدينة الحديدة ومن 3 محاور ، قبل أن تتنفس الصعداء بتمكن الضغوط الدولية من اجبار الشرعية والتحالف على وقف المعركة وتوقيع اتفاق ستوكهولم بالسويد.
وتُدرك المليشيا الحوثي فداحة خسارتها للمنفذ البحري الوحيد المتمثل في موانئ الحديدة الثلاث من حيث العائدات والجبايات التي تجنيها من البضائع الواصلة للموانئ او من حيث تسهيل تهريب الأسلحة والعناصر الإيرانية ، ما يجعل من سقوط الحديدة كابوساً مرعباً للمليشيا التي تخشى من ان تجد نفسها محاصرة في رقعة جغرافية صعبة وبلا منفذ للعالم.
الرعب الحوثي من هذا الكابوس ، تجلى مع أول تهديد حقيقي تلقته المليشيا بانتزاع سيطرتها على الحديدة في أكتوبر من العام الماضي ، مع استمرارها في تهديد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر ، وفشل الضربات الجوية التي شنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق بايدن ضمن عملية اطلقتها واشنطن لردع هذه التهديدات تحت اسم "حارس الازدهار".
حيث كشف تقارير إعلامية حينها وعن تهديدات وجهتها الإدارة الأمريكية الى المليشيا عبر طرف ثالث – يُرجح بأنه سلطنة عُمان – بأن استمرارها في تهديد الملاحة الدولية سيواجه برد غير مسبوق ، وان الرد يمكن ان يصل حد دعم عملية عسكرية لانتزاع الحديدة من سيطرة المليشيا الحوثية.
وسرعان ما ظهرت تداعيات هذه التهديدات ، ببث المليشيا الحوثية مشاهد لما قال بأنها سلسلة مناورات عسكرية تكتيكية في الساحل الغربي ، تحاكي عملية مفترضة "لقوات معادية عبر أربع موجات هجومية" للسيطرة على الحديدة ، حملت اسم "ليسوءوا وجوهكم".
وبدا واضحاً ان المناورات كان الأضخم التي تنظمها المليشيا منذ انقلابها عام 2014م ، وشملت محاكاة لعملية انزال بحري تقوم به سفن وقطع حربية بحرية، بالتزامن مع عمليات تقدم برية من محاور عديدة تندلع معها معارك على بيئات وتضاريس مختلفة من الساحل والمدن والصحراء والجبال.
وكان لافتاً في هذه المناورات حرص المليشيا على الزج بأبناء مناطق الساحل في عملية التصدي لهذه المعارك المفترضة ، حيث أظهرت المشاهد تجنيد المليشيا لهم كمخبرين ومقاتلين معها ، في رسالة توحي حجم الخوف لدى المليشيا من غياب الحاضنة الشعبية لها في هذه المناطق.
الا أن هذه الاستعدادات التي أبدتها المليشيا من خلال ما بثته من مشاهد لهذه المناورات لا تُطمئن المليشيا الحوثي اليوم في مواجهة الحديث عن معركة جديدة لتحرير الحديدة من قبضتها ، فالمناورات التي جرت قبل 6 أشهر كانت فيها المليشيا وداعميها في طهران بموقف اقوى مما هم عليه اليوم.
فنظام طهران بات اليوم يبحث عبر المفاوضات مع امريكا عن طوق نجاة لبقائه على قيد الحياة بعد أن انهار مشروعه بالمنطقة ، وارسل إشارات توود عبر الاعلام الغربي الى الرئيس الأمريكي ترامب بإمكانية تخليه عن الورقة الحوثية في اليمن.
وليس الحال بأفضل منه بالنسبة لهذه الورقة "الحوثية" التي تدخل اليوم شهرها الثاني وهي تتلقى يومياً اعنف الضربات الجوية الامريكية على مواقعها من مخازن أسلحة وغرف عمليات ومنظومات اتصال ، وصولاً الى استهداف تجمعات لعناصرها وقياداتها ، كما حدث في الغارة الشهيرة التي بث الرئيس الأمريكي ترامب توثيقاً لها مطلع الشهر الجاري ووقعت في منطقة "الفازة" الساحلية بمحافظة الحديدة.
هذه الغارة لم تكن الا مؤشراً على حجم الخسائر المادية والبشرية التي تتكبدها المليشيا الحوثي من الغارات الجوية وتحاول بقوة التكتم على ذلك ، كما أن الغارة كانت ايضاً مؤشراً على التركيز الواضح للغارات الامريكية في محافظة الحديدة.
فبعد محافظة صعدة معقل المليشيا ، تأتي محافظة الحديدة في النصيب الأكبر من الغارات الامريكية ضد مواقع المليشيا الحوثي ، وصلت حد شن أكثر من 15 غارة جوية ليلة اليوم الثلاثاء على جزيرة كمران ، التي تعُد خط الدفاع الأول للمليشيا الحوثية على سواحل الحديدة.
كثافة هذه الغارات وتأثيراتها التي تحاول المليشيا التكتم عليها تطرح تحدياً جدياً امام قدرتها على الصمود امام أي مخطط لعملية برية تشنها قوات الشرعية بالساحل الغربي ، بغطاء جوي أمريكي.
حيث تتذكر المليشيا الحوثي هزيمتها المُذلة امام قوات الشرعية في معارك 2018م التي أتت بغطاء جوي من التحالف العربي ، الذي لا يمكن مقارنته بأي غطاء جوي تقدمه أمريكا ، جراء الفارق المهول في التقنيات والأسلحة والامكانيات المستخدمة في عمليات الرصد والتوجيه والاستهداف.