من هنا بدأ القهر والاستبداد
الاثنين 07 فبراير 2022 - الساعة 02:08 صباحاً
عادل السبئي
مقالات للكاتب
كغيري من الشباب الحالمين الطامحين بمستقبل أفضل خرجت في فبرائر2011 لإسقاط النظام، كنا يومها نحلم بعزة وكرامة وعيش بحرية، وكنا نحلم بكهرباء وماء التي لا تنقطع...
نعم نحلم بانفتاح سياسي، وبإزدهار اقتصادي وتعليم، وخدمات صحية مجانية، وكان سقف طموحنا مرتفع جدا والمعنويات كانت عالية..
بحت أصواتنا ونحن نهتف "الشعب يريد اسقاط النظام" ووسط هذه الهتافات والعمل الثوري كانت تتشكل من رحم الثورة انظمة مشوهة هي اسوأ وأبشع انظمة الأرض..
كنا نرى هذه النماذج تمارس رداءتها على الأرض، تمارس القهر، والإذلال، وتمارس الفساد بكل أشكاله وبشكل لم نكن نتصوره ولا نتخيلة البته.
لقد كانت في ساحة التغيير بصنعاء جماعتين متربصتين بالثورة هما جماعة الحوثي وجماعة الإخوان، وكانتا تتسابقان على امتطاءنا لتصلاً الى بُغيتهما وبَغيهما ونحن كنا كجياد مروضة كنا اكثر طاعة واخلاصا وصبرا.
كنا يومها سعداء ان نرى جماعات دينية كالإخوان المسلمين وجماعة الحوثيين والقبائل تشارك بعمل ثوري سلمي وتنادي بالحرية والدولة المدنية رغم نظرتهما المشوهة للمدنية وللحرية لم نقف مع انفسنا لنتساءل.. كيف لجماعة تؤمن بدولة دينية ان تبني دولة مدنية؟؟
وكيف لمستبدين ان يمنحونا الحرية؟؟ وكيف لمن يمارس القمع والإذلال ان يمنحونا الكرامة؟؟
كنت أرى ضلمهم وطغيانهم بعيني من خلال العصي التي تحملها اللجان الأمنية وتضرب بها شباب وشابات الثورة.. كنت اراه من خلال الدكتاتورية والاستحواذ ورفض الأخر التي تمارس في المنصة الإعلامية.. كنت اراه من خلال التغذية التي تعطى بالبطاقات الحزبية..
وكنت اراه في كل شي بعيني و لا أعي ذلك كطفل يرى كل شي ولا يميز..
كنا ننادي بالحرية العامة وحرية التعبير وافواهنا مكممة ولا نستطيع التعبير ، وننادي بالعزة والكرامة والسياط على ظهورنا واستخباراتهم في كل خيمة تحصي انفاسنا..
كنا نهتف بحرية المرأة؛ والمرأة الحقوقية والإعلامية التي لا تنتمي للجماعات الدينية تضرب أمام اعيوننا وتهان كرامتها..
كانوا يهتفون ضد الجيش العائلي وجيشهم الحزبي محيط بنا..
كنا نهتف ضد الإرهاب ومن يمارسوا الإرهاب بيننا قاموا بتفجير مسجد دار الرئاسة بعمل إرهابي همجي رغم دعواتهم المستمرة بالسلمية والعمل الثوري السلمي..
بإختصار كنا في وهم ثوري والقهر والاستبداد بدأ من حيث هم..