مع ذلك نتباهى بأحوالنا !

الاربعاء 09 فبراير 2022 - الساعة 11:56 مساءً

 

في بلاد " الملاعين اولاد الملاعين " تعيش الذوق العام للمجتمع بكل تفاصيلة.

 

احترام الكبير ... احترام المكان العام من حيث مقدار الصوت وطريقة السير وطبيعة ونظافة الملبس وتقدير الاخر واحترام مشاعرة.

 

لم تعد هذه السلوكيات مرتبطة بنظام اوقانون ,  بل غدت ثقافة عامة لدى العامة بحيث صار الواحد منهم يخجل من القيام او ممارسة مايلفت النظر ويسيء لاخلاقيات المكان او يخدش الذوق العام للناس.

 

لاتسمع صوت او كلمة خادشة للحياء, ولا تشاهد تصرف لافت للانظار .. لاتشاهد انسان متسخ الملابس او الجسم,  او يلبس ماهب ودب , او تسمع من يتطفل عليك في الكلام بالشارع او على ظهر المواصلات العامة.

 

على عكسهم هنا في بلاد الحكمة والايمان, ستشاهد وتعيش من مظاهر الحياة مالا يمكن تخيله من انعدام للذوق العام وخادش للحياء ومسيء للمكان,  ومزعج لطبلات آذان العابرين وانظارهم.

 

ستشاهد بشر عبارة عن قمائم لاتختلف عن مكب الازوقين سوى في القدرة على النطق والحركة والعرعار.

 

اذا اراد ان يلفت نظر من وله ستجده يرفع صوته وينطق مايخدش الحياء من الاقوال , ويتصرف بطرق لاتتكرر سوى في بلادنا ومجتمعنا.

 

يرتدي اسواء الملابس ويتحدث في قضايا خاصة وقد يشركك في مواضيع دون معرفة سابقة,  ثم يتلفت شمال ويمين لرصد اعجاب المتواجدين بما يصدر عنه من سخف القول وسؤ التصرف ... ومع ذلك ستجد من يبتسم له ويشاركة هبالة الحديث وبما يؤدي الى تعزيز هذه المظاهر والسلوكيات الجالبة للغثيان.

 

في بلاد " الملاعين اولاد الملاعين " مثلا وعلى ظهر المواصلات العامة, سترى  من يفسح المقعد لمن هو متقدم في السن كسلوك وثقافة عامة ودون اي تكلف,  وكل ماستسمعه لايتجاوز كلمتي تفضل وشكرا ولا شيء سواها.

 

على عكسهم وفي بلاد الحكمة والايمان, اذا صادف ان افسح احدهم المقعد لمن هو اكبر منه - وهذه من النوادر -  ستجد نفسك امام قصة وحديث طويل من كلمات الشكر والاعجاب ...كلام من نوع عاد اليمن بخير وكثر الله خيرك ومنين الاخ ومن بيت من ... وجمل من المديح والامتنان والاشارة الى نعم الاسلام وحضوره ... وهات ياهدرة ماتنتهي الا بنزوله في المكان المطلوب,  مع ان مايمكن ان تسمعه في مشهد مماثل في بلاد الملاعين لايتجاوز كما اسلفت كلمتا تفضل وشكرا.

 

طبعا كثيرة هي الفوارق بيننا وفي كل شيء.. مظاهر الحياة وطريقة العيش والتفكير ومستوى الثقافة والوعي العام وجمال المكان , ناهيكم طبعا عن الجوانب العلمية والمستوى التكنولوجي , مع ذلك نظل نفاخر بجهلنا وقلة ذوقنا وتخلفنا وهمجيتنا بطرق واساليب ولا كأننا نحن!

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس