الحملات الأمنية .. عصا المقر في تعز ضد خصومه وضد الدولة
الثلاثاء 23 ابريل 2019 - الساعة 03:52 صباحاً
المصدر : المحرر السياسي
للمرة الثالثة وخلال 24 ساعة فقط ، يوجه محافظ تعز أوامره الى قيادة الجيش والأمن في تعز لوقف الحملة الأمنية ضد احياء في مدينة تعز، لكنها تذهب ادراج الرياح.
مشهد مستفز بشكل فج يعكس ما يواجه المحافظ نبيل شمسان من تكرر تمرد سافر من قبل هذه قيادات الحمله الامنية ، التي بات تدير المحافظة بأوامر غير اومر السلطة المحلية رئيس اللجنة الأمنية.
وليس هذا مبالغة او تجنيا ، بل انه توصيف يستند الى انكار المحافظ في رسالته الثالثة يوم أمس عمله او إبلاغه بالحملة الأمنية الأخير التي شنتها هذه القيادات على وادي المدام وحي الجمهوري.
هذا الانكار يوضح ان لا شرعية لهذه الحملات الأمنية، فهو انكار صادر عن رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة ،اللجنة المخولة بتوجيه الحملات الأمنية وتحديد أهدافها ووسائلها وفق ضوابط قانونية .
نزع شرعية هذه الحملات يحولها الى حملات قمع سياسية يستخدمها المسيطر على الأمن والجيش ضد خصومه باستخدام قوة الدولة وأجهزتها ولا علاقة للملف الأمني بها الذي بات مجرد غطاء للحزب ولتبرير جرائمه بحق أبناء المدينة .
حملات شهدت جرائم مروعة بحق المدنيين تستوجب اقالة كل القيادات الأمنية والعسكرية في المدنية حتى وان كانت بغطاء شرعي وقانوني ، فكيف الحال بحملات أمنية تقصف منازل المواطنين وتحاصرهم وتروعهم وتؤدي لمقتل واصابة مدنيين ويأتي رئيس اللجنة الأمنية ليكشف عدم علمه بها.
ولم يكن حديث المحافظ وحده من اسقط هذه شرعية الحملات الأمنية ، فالطريقة التي تنفذ بها يجعلها فاقدة لأي مشروعية بأدنى معايير المنطق والقانون.
فما هو معلوم بان الحملات الأمنية تقوم على وجود قائمة محددة بأسماء مطلوبين أمنيين بناء على تحقيقات وتحريات لما قامت به هذه الأسماء من جرائم محددة او لشبهات قوية بتخطيطهم لها.
كما أن ملاحقة المطلوبين امنيا تأتي بناء على أوامر قبض من النيابة العامة ، واذا تطلب ذلك اقتحام لمنازل فلا بد من وجود أوامر من القضاء ، حتى لا تتحول قوة الدولة الى إرهاب مليشيات.
شروط وإجراء تفقد شرعية ومصداقية ما تقوم مليشيات الحشد من إرهاب تحت مسمى " حملات أمنية " تشن بين فترة وأخرى على أبناء المدينة دون أن تذكر اسم مطلوب أمني واحد وفي مربع واحد فقط في كل مرة .
ملاحقة المطلوبين امنيا بات هو الأخر شعار يثير الضحك ، في مدينة يتجول فيها المطلوبين أمنيا في شوارعها بكل حرية وفي مربعات أمنية بل ان أحدهم اقام عرسه في قلب المدينة وبحضور قيادات عسكرية وأمنية التي سارعت الى التقاط الصور التذكارية معه كما حدث في عرس المطلوب الأمني
إرهاب سياسي يفقد أهلية ومهنية وحياد هذه القيادات الأمنية والعسكرية التي تدوس على أوامر وتوجيهات رئيس اللجنة الأمنية دون أدنى احترام لقيم القانون والدستور ،قيادات تتلقى الأوامر من مقر حزب وترفض الانصياع لأوامر راس الدولة في المحافظة الذي قدم استقالتهم في حملتهم الأولى ورفضوا التوقف مماثد استقالته لرئيس الجمهورية وعاد مشترطا اقالة المتمردين على قراراته ولكنهم استمروا في رفض أوامره.
ان من المحزن ان تمارس هذه القيادات جرائمها بحق تعز التي نالت النصيب الأكبر من الحرب ضد مليشيات الحوثي ، حرب قامت من اجل استعادة الدولة مؤسساتها التي باتت اليوم في تعز أداة إرهاب سياسي بيد حزب وبتنفيذ من هذه القيادات الأمنية والعسكرية.
ان الوفاء لتضحيات هذه المحافظ يبدأ بوقف هذا الإرهاب المسلط عليها من قبل هذا حزب وعزل هذه القيادات ومحاكمتها على ما ارتكبته بحقها وبحق ابناءها وبحق مؤسسات الدولة وبحق القانون والدستور.