تحت وطأة الغارات الجوية .. مليشيا الحوثي تستنجد بالمبعوث الأممي لوقف التصعيد والعودة لمسار السلام
الجمعه 25 ابريل 2025 - الساعة 12:26 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

مع دخول الغارات الأمريكية أسبوعها السادس ، عاودت مليشيا الحوثي الإرهابية اليوم الحديث عن العودة لمسار السلام في اليمن المتوقف منذ عام ونصف جراء التصعيد الذي مارسته المليشيا في البحر الأحمر.
عودة المليشيا للحديث عن السلام ، جاء في سياق اللقاء الذي جمع اليوم في العاصمة العُمانية مسقط المبعوث الأممي لليمن هانس جروندبرغ مع المسؤولين العمانيين ووفد المليشيا المتواجد هناك برئاسة ناطق المليشيا محمد عبدالسلام.
اللقاء الذي تم بعيداً عن الأضواء والصور ، اكتفى عبدالسلام بتغريدة مقتضبة على منصة "أكس" قال فيه بأن استعرض خلال لقاءه مع المبعوث الأممي "المسار السياسي والإنساني في اليمن وسبل معالجة الملفات الإنسانية وتجنب التصعيد والعودة لمسار السلام".
التصعيد الذي يتحدث عنه محمد عبدالسلام بحسب ما تراه المليشيا، هي الحملة الجوية الأمريكية المستمرة على مواقع المليشيا منذ أكثر من شهر ، بأكثر من 1200غارة وفق ما قاله اليوم زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي في خطابه الأسبوعي.
كثافة الغارات الجوية الامريكية التي ركزت خلال الأيام الماضية على مواقع المليشيا في الجبهات مع قوات الشرعية في الساحل الغربي وفي مأرب ، اثارت مخاوف المليشيا من حقيقة التقارير الإعلامية الامريكية المتزايدة مؤخراً عن شن عملية برية من قبل القوات التابعة للشرعية ضد المليشيا بدعم أمريكي.
ويُثير هذا السيناريو الرعب في صفوف المليشيا الحوثية من تكرار ما حدث في سوريا أواخر العام الماضي والطريقة التي انهار بها نظام الأسد في سوريا المدعوم من إيران ، امام المعارضة السورية.
هذا الخوف لمليشيا الحوثي من السقوط ، يدفعها الى المناورة والهروب نحو محاولة إيحاء مسار السلام الذي تسببت في تعطليه أواخر عام 2023م بالهجمات التي شنتها ضد الملاحة الدولية ، بعد ان كان الجميع يترقب حينها التوقيع على ما سُميت بخارطة الطريق الناتجة عن مفاوضات سرية بين المليشيا والجانب السعودي بوساطة عُمانية واستمرت لعامين.
تعطيل مسار السلام او مسار خارطة الطريق كان بـ"فيتو" امريكي من قبل إدارة الرئيس السابق بايدن، ربطت العودة الى لهذا المسار بوقف مليشيا الحوثي هجماتها في البحر ضد الملاحة الدولية ، وهو ما رفضته المليشيا الحوثية.
الا أن الأمر اختلف كلياً مع عودة الرئيس دونالد ترامب الى سدة الحكم في أمريكا مطلع العام الحالي ، وسارع في الأيام الأولى لتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية اجنبية وهو أعلى تنصيفاً ، وتبعه عقوبات تنفيذية من قبل وزارة الخزانة الامريكية وصولاً الى شن الحملة الجوية منتصف مارس الماضي.
هذا النهج الأمريكي العنيف ، يدفع بالمليشيا اليوم الى الاستنجاد بالمبعوث الأممي ومحاولة إحياء مسار السلام ، الا أن البيان الصادر عن مكتب المبعوث حول لقاء اليوم، ينسف هذه المحاولة الحوثية ويُبقى المسار مجمداً.
حيث قال مكتب المبعوث بأن المناقشات ركزت على "معالجة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المنطقة والمجتمع الدولي" ،وهو إشارة الى ربط استئناف مسار السلام في اليمن بالمطالب الأمريكية من المليشيا وعلى رأسها وقف تهديد الملاحة الدولية.
كما أن المبعوث أوصل رسالة أخرى للمليشيا تتهمها بعرقلة مسار السلام ، حيث أشار الى مناقشاته اليوم في مسقط تناولت مطالب الأمم المتحدة المستمرة لجماعة الحوثي للإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والدبلوماسيين المحتجزين.
مُجدداً التأكيد على أن "مثل هذه الأعمال (اختطاف موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من قبل المليشيا) تعرقل بشكل كبير الجهود الدولية لدعم الشعب اليمني وتعرقل التقدم نحو السلام".