11 فبراير اليوم الذي سرقه الإخوان
الجمعه 11 فبراير 2022 - الساعة 12:01 صباحاً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
اغتالوا الوحدة بتلك الفتوى ثم سرقوا الثروة ثم اغتالوا ربيع فبراير واخذوا كل المناصب والمكاسب وتركوا لنا الخريف وشوكه ، و الشتاء وصقيعه ، انهم سارقي افراحنا واحلامنا لا اجد عبارة اكثر دقة وتوصيف منها.
ولكي لا ننسى دعونا نبدأ التعرية ونكشف سوآة هذه الجماعة ( المقدسة)
1- نشأة مشبوهة:
يقول الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ( رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح ) في مذكراته
(( بالنسبة لنا المشائخ والعلماء كان توقعنا أن الحزب الاشتراكي دخل الوحدة وسيضم إليه الأحزاب اليسارية في الشمال من ناصريين وبعثيين وتلك المسميات الأخري، حزب عمر الجاوي مثلاً، وسيشكلون كتلة واحدة وكنا جميعاً في المؤتمر الشعبي العام وسيخرج منه كل اليساريون وينضمون إلي الاشتراكي، ولهذا لا بد لنا من إنشاء أحزاب تكون رديفة للمؤتمر، وطلب الرئيس منا بالذات مجموعة الاتجاه الإسلامي وأنا معهم أن نكون حزباً في الوقت الذي كنا لا نزال في المؤتمر. قال لنا: كونوا حزباً يكون رديفاً للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسنكون كتلة واحدة، ولن نختلف عليكم وسندعمكم مثلما المؤتمر. إضافة إلي أنه قال: إن الاتفاقية تمت بيني وبين الحزب الاشتراكي وهم يمثلون الحزب الاشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب، وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي في الشمال، وبيننا اتفاقيات لا أستطيع أتململ منها، وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط أو الأمور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها، وعلي هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح)).
ومن هنا كانت المؤامرة على الوحدة ثم تلاها سرقة الثروة في الجنوب بعد ان استنزفوا سرقة الثروة في الشمال .. لكن مع كل الدعم الذي قدمه صالح للإصلاح والاثنين لا صلاح فيهما تنكر الاصلاحيون لكل سخاء وكرم صالح لهم
2- تاريخ بلون الدم:
لن ينسى اليمنيون ماتلى الوحدة من حوادث الاغتيالات لكوادر الحزب الاشتراكي اليمني الشريك الاساسي والاول في صناعة الوحدة، تلك الاغتيالات تجاوزت اكثر من 150 حادثة واغلبها تحمل بصمة علي محسن رجل الاخوان في الجيش والسلطة
لن ينسى اي يمني تلك الفتوى الدموية التي افتاها الهالك عبد الوهاب الديلمي ضد اخوتنا في الجنوب والتي على ضوئها انطلقت جحافل الاخوان والسلف تجاه عدن والنتيجة الاف من القتلى وضعفهم من الجرحى ومثلهم نازخين ومهجّرين ، صورة مازالت ترتسم في ذهن اخوتنا في الجنوب ولم تغادر مخيلتهم وتاتي تصرفاتهم الان كردة فعل لتلك الفتوى الدموية ، لقد جعلتنا هذه الجماعة نتوارث الكراهية ونحن ابناء الوطن الواحد
لن ننسى يوم 28 ديسمبر من العام 2002 ففي هذا اليوم اغتيال المناضل جار الله عمر في قاعة مؤتمر حزب الاصلاح وجار الله عمر هو مهندس اللقاء المشترك لاحزاب المعارضة ، هذا التجمع الوطني تم اختطافه واختزاله في حزب الاصلاح لاحقا.
لن ينسى المؤتمر انه في شهر يونيو وفي جمعة رجب وفي بيت الله من العام 2011 كانت هناك محاولة تصفية واغتيال لعفاش وفيها تم احراقه ومن معه وتلك الحادثة ترافقت مع اهازيج ورقصات الفرح والموسيقى والتكبير ايضا، دون مراعاة لعلاقة امتدت لاكثر من ثلاثة عقود اختزل صالح و الاصلاح اليمن في حزبي المؤتمر والاصلاح ، بل واقع الحال قال ويقول لنا ان الإخوان هم دولة عفاش العميقة..
اما المؤتمريين فقد كانوا اشبه بمجاذيب ابن علوان ، هذه المماتعة ادت الى تغول الفساد فصار هو العنوان لكل شيء ، لاجل ذلك كان حتمي ومنطقي ان يجد ربيع الياسمين في تونس صدى موازي له في اليمن وقد اتى ذاك الصدى فكان ربيع اليمن، هذا الربيع كانت بدايته يانعة مزهرة ، ويوم قفز الإخوان من سفينة عفاش الغارقة والمتهالكة نحو الربيع بعد ان تاكدوا ان مماتعة البقاء مع عفاش ليست مجدية ، يومها صار الربيع خريفا..
تساقطت فيه احلامنا المورقة والمُزهرة ، ومع كل صيحة ( حيّا بهم ) كان صقيع الخريف يزداد برودة وجفاف ، وتزداد المسافة اتساعا وتباعدا نحو الحلم الذي اراده جيل فبراير العظيم، هذا القفز حوّل ربيع فبراير من ربيع مدني انساني جمعي الى خريف ديني التهم كل شيء وركل بكل شركاء التغير بطريقة شديدة الوقاحة والبشاعة.
لم يراعي شيخهم الزنداني حماية صالح له عندما كان مطلوب امريكيا بتهمة دعم الارهاب والقاعدة ، تحمل الشعب اليمني نظير تلك الحماية عقوبات كثيرة في الداخل والخارج ، لكن لم يراعي الزنداني ذلك ، بل ذهب لساحة التغير في صنعاء وقال قولته المعروفة بفاهه المبتسم والمفتوح كالعادة في مثل هكذا حالات ( احرجتمونا )..
هذه جماعة لاوفاء لها، لديها مخزون رهيب من الكراهية والعداء ، بارعة في صناعة العدوات ، لاشي يحكم تحالف هذه الجماعة الا المصلحة ، المصلحة وفقط حتي وان تعارضت المصلحة مع الثوابت الدينية والانسانية ، لا اخلاق منظّمة وناظمة لسلوك هذه الجماعة ، هي جماعة توظف الدين والقيم والاخلاق كغطاء ومبرر للوصول الى المصلحة الذاتية حتى ان لم تكن تلك المصلحة اخلاقية..
شعارها الدائم هو تحوير الحديث النبوي القائل ( حيثما تجد المصلحة فثمة شرع الله ) والمصلحة هنا بمفهومها هو مصلحة الجماعة لا الامة، يحكم تصرفات هذه الجماعة ثقافة التمكين والاقصاء للمختلف حتى وان كان المختلف بمواصفات نبي ، فثقافة التمكين لديها اعلى من الدين والقيم والاخلاق ، هي علامة مائزة وحقوق الطبع محفوظة لجماعة الاخون فقط.
جماعة بهذه المواصفات تسللت لساحات التغير ثم قفزت للمنصة للتتحكم وتدير كل شيء فلاغرابة ان تسرق الربيع وتركل الجميع ، انه مبدأ انتهاز اللحظة والفرصة والذي تجيده هذه الجماعة .
في 21 فبراير من العام 2012 اتى عبد ربه رئيسا توافقيا وليته لم يأتي ، فتم تطويقه من كل جانب، اعموا بصره وبصيرته ، فكانت النتيجة ان اتت جائحة 21 سبتمبر من العام 2014، يومها تبخر الاصلاح في صنعاء، لكنه ظهر وتغول في مارب وتعز، تحررت مارب( المفيدة) فقط فسرقوها وتحولت اشبه بإمارة إخوانية.
تحررت معظم تعز فسرقوها وتحولت هي ايضا الى امارة اخوانية ، انظروا حال وواقع تعز الان، اللحظة ، لم نعد نعرفها هي غريبة ونحن غرباء،وتحول الجيش الوطني والامن الى جيش وامن طالباني ، تحولت وزارة التربية والتعليم الى وزارة دفاع واركان
خرجنا من نكبة الى نكبة اكبر، اكثر مرارة واشد قسوة ، الجماعات الدينية بكل تنوعها المذهبي لا تبني دول واوطان ، هذه الجماعات دوما هي عنوان للخراب وتراكم للاحقاد والكراهية.
على جماعة الاخوان ان تحترم واقع الحال لليمنيين فلا داعي للتقفاز فوق المنصات بداعي الاحتفال بفبراير فقد سئمنا وهرمنا من هذه الحركات الزائفة والكاذبة ، دعونا نعيش هذا الواقع بلا كذب واستفزاز .
ختاما اقول:
المسلمون إخوان بلا إخوان
العرب إخوان بلا إخوان
اليمنيون ادإخوان بلا إخوان
نسأل الله الرحمة والمغفرة والجنة لشهداء فبراير ونسأل الله الشفاء للجرحى ، وسيبقى حلم التغير مستمر في دولة مدنية ديمقراطية لا مكان فيها لجماعات التأسلم الكذوب والزائف بكل تنوعاتها.