انهيار العملة والخدمات بالمناطق المحررة .. إنضاج التسويات والصفقات بنار الأزمات
الاثنين 28 ابريل 2025 - الساعة 12:31 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - المحرر السياسي

لليوم الثالث على التوالي تغرق العاصمة عدن في الظلام جراء انهيار خدمة الكهرباء ، يترافق مع انهيار مستمر تشهده العملة المحلية بالمناطق المحررة ، وسط تجاهل تام للأمر من قبل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
انهيار خدمة الكهرباء بالعاصمة عدن جاء مع نفاد كميات الوقود من مادتي الديزل والمازوت وتوقف المحطات العاملة بها ، في حين تصارع محطة "بترومسيلة" أخر محطة عاملة بوقود النفط الخام البقاء مع شح امدادات الوقود من مأرب وحضرموت.
وطيلة هذه الأيام الثلاثة ، كررت مؤسسة كهرباء العاصمة مناشداتها للمجلس الرئاسي والحكومة بتوفير الوقود ، الا أن التجاهل التام كان سيد الموقف من قبلهما.
ذات التجاهل يبديه مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إزاء الانهيار المستمر للعملة المحلية بالمناطق المحررة امام العملات الصعبة الى مستويات قياسية.
ووصل سعر الدولار الأمريكي وفق آخر تحديثات، مساء الأحد الـ2550ريالاً و 670 ريالاً بالنسبة للريال السعودي ، وسط تحذيرات مصرفية باستمرار هذا الانهيار.
مشهد الانهيار الاقتصادي والخدمي ، لم يحرك ساكناً لدى الحكومة ورئيسها احمد عوض بن مبارك ، الذي يواصل نشاطه الاعتيادي في عدن بالزيارات الاعتيادية لبعض المؤسسات وباللقاءات الهامشية متجاهلاً أزمة الكهرباء والعملة.
بل ان الرجل ورغم تواجده منذ نحو شهرين في عدن مع أغلب وزراء الحكومة ، لم يعقد أي اجتماع لها منذ مطلع نوفمبر الماضي أي منذ نحو 7 أشهر ، في حين سرت تقارير خلال الأسابيع الماضية عن رفض معظم وزراء الحكومة عقد اجتماع للحكومة برئاسة بن مبارك مطالبين بإقالته.
ولا يختلف المشهد كثيراً بالنسبة لمجلس القيادة الرئاسي الذي لم يعقد أي اجتماع له منذ منتصف يناير الماضي أي منذ نحو 3 أشهر ونصف ، كما يتواجد رئيس وأعضاء المجلس خارج البلاد دون أن يصدر عنهم أي موقف تجاه تطورات الأحداث او تجاه تدهور الأوضاع بالمناطق المحررة.
وفي حين يغلب الجمود على نشاط المجلس الرئاسي والحكومة ، تشهد العاصمة السعودية الرياض نشاطاً لافتاً لرئيس المجلس رشاد العليمي ولقيادة الأحزاب والمكونات السياسية المنضوية في إطار الشرعية ورئاسة هيئة التشاور والمصالحة.
حيث التقت رئاسة هيئة التشاور والمصالحة وقيادة الأحزاب والمكونات السياسية بالسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر الأحد الماضي، وبعدها بيوم التقت بالعليمي ، واليوم الأحد التقت برئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي لدى اليمن السفير سرحان بن كروز المنيخر.
هذه اللقاءات والنشاط والتواجد لقيادة الأحزاب والمكونات السياسية في الرياض ، صاحبه تقارير وتسريبات وتكهنات تتحدث عن "طبخة سياسية" قد ترسم ملامح المشهد اليمني خلال المرحلة القادمة ، في ظل التطورات الأخيرة واستمرار الحملة الجوية الأمريكية العنيفة ضد مليشيا الحوثي الإرهابية.
فمع استمرار الحملة الجوية الامريكية ، تحدثت تقارير إعلامية أمريكية عن وجود مناقشات بين واشنطن والرياض وابوظبي والشرعية لترتيب عملية برية تستغل الضربات الجوية لانتزاع سيطرة مليشيا الحوثي على مناطق شمال وغرب اليمن.
هذه التقارير سرعان ما نفاها الجانب الاماراتي والجانب السعودي ، وسط حديث شبة مؤكد عن عدم رغبة الرياض في أي حديث عن استئناف القتال في اليمن واصرارها على إيجاد تسوية سياسية تخرجها من المشهد اليمني .
يضاف الى ذلك غياب الثقة بشكل كامل من قبل الرياض في توجه الجانب الأمريكي لدعم الخيار العسكري في اليمن ومخاوف الرياض من أن يكون الأمر مجرد ورقة ضغط مؤقتة تريدها واشنطن في مفاوضاتها الجارية مع إيران.
إصرار الرياض على الاستمرار بالخيار السياسي ، يتطلب – وفق مراقبون – احداث تغييرات وهيكلة في جسد الشرعية ومحاولة وقف التصدع والشرخ المتوسع بين مكوناتها وفي داخل مجلس القيادة الرئاسي ، وتجسد ذلك بالانقطاع المستمر لعقد جلساته والصراع المستفحل بين رئيس المجلس رشاد العليمي ورئيس الحكومة بن مبارك.
تغييرات وهيكلة يبدو انها تتم "طباختها" حالياً في الرياض ، ولكنها – ربما – تحتاج الى أوراق ضغط ومناورة من قبل أطراف الشرعية لتحقيق مكاسبها في هذه الطبخة وتتطلب ايضاً مشهداً دراميا لإخراجها يتجسد في مشهد الانهيار الذي تعيشه المناطق المحررة حالياً.