وثيقة الشرف".. قناع حوثي لابتزاز القبائل وتفجير صراع مناطقي
الاثنين 05 مايو 2025 - الساعة 04:04 مساءً
المصدر : الرصيف برس - خاص

كشفت مصادر محلية مطلعة في محافظة البيضاء عن تحركات حوثية خطيرة هدفت إلى إقحام مكونات قبلية في معركة ضد مناطق الجنوب، ضمن مخطط وُصف بـ"العبثي"، تمثل في وثيقة مشبوهة عُرفت باسم "وثيقة الشرف".
وبحسب إفادات متطابقة، فقد أقدمت المليشيات الإرهابية خلال الأيام الماضية على دعوة مشايخ ووجهاء من مختلف مناطق البيضاء إلى اجتماع غير تقليدي جرى في أحد شوارع المدينة، بعيدًا عن المواقع العسكرية المعروفة، حيث طُلب منهم التوقيع على وثيقة تم إعدادها مسبقًا، تحت ضغوط وترهيب متعمد.
الوثيقة، التي روّجت لها وسائل المليشيات الإرهابية بأنها تعبير عن "موقف وطني ضد أعداء الأمة"، المسماة "وثيقة الشرف"، اتضح لاحقًا أنها تضم التزامات قسرية تهدف إلى جر القبائل نحو معركة لا تعنيهم، أبرزها: إرسال الدعم البشري واللوجستي إلى جبهة الحد بين البيضاء ويافع، والتخلي عن أي صلات اجتماعية أو إنسانية بأقارب يقيمون في مناطق خارجة عن سيطرة المليشيات، والتعاون الأمني التام مع المليشيات بما يشمل الإبلاغ والتجنيد الإجباري.
ووصفت شخصيات اجتماعية توقيع الوثيقة بأنه خرق سافر لقيم القبيلة اليمنية، لافتتة ألى أن القبائل اليمنية وجدت أنفسها أمام واقع مفروض لا يحتمل الرفض.
وفي محاولة لاختبار مدى تجاوب القبائل مع الخطة المفروضة، أفادت المصادر أن مجاميع من المقاتلين الحوثيين، برفقة عناصر قبلية، شنوا هجومًا محدودًا مساء يوم السبت الماضي، 26 أبريل، على مواقع جنوبية في مديرية الحد، إلا أن قوات جنوبية كانت على أهبة الاستعداد، حيث نصبت كمائن دقيقة أوقعت في صفوف المهاجمين خسائر مباشرة، وانتهى الهجوم بفشل ذريع.
وأكدت المصادر أنه في اليوم التالي، حاولت المليشيات الإرهابية التعويض بهجوم ليلي أوسع، إلا أن ضربة استباقية خاطفة نفذتها القوات الجنوبية في الساعة العاشرة والربع مساءً استهدفت ثلاثة مواقع متقدمة، وتمكنت من تدميرها واغتنام تجهيزات عسكرية دون تسجيل أي خسائر في صفوفها.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات استمرت ليومين، وأسفرت عن سقوط عدد كبير من المقاتلين الحوثيين، مما كشف فشل الرهان الجديد للمليشيات الإرهابية في البيضاء.
وعلى خلفية الانتكاسات المتلاحقة، شنت المليشيات الإرهابية أيضًا فجر الثلاثاء، 29 أبريل، هجومًا عنيفًا استهدف نقطة "قشعة عبيد" الحدودية، بحسب المصادر.
وأوضحت المصادر أن الهجوم نُفذ من ثلاثة محاور، وتزامن مع قصف عشوائي طال منازل مدنيين في قرى وادي ريشان، وآل الحيد، والهضبة، ما أسفر عن إصابة الطفل طاهر محمد أحمد صالح، إضافة إلى أضرار مادية في عدد من المنازل.
ويرى مراقبون أن المليشيات الإرهابية، تسعى إلى تفجير صراعات مناطقية وقبلية تمتد إلى ما بعد انسحابها، من خلال استغلال الحساسيات الاجتماعية، وزرع الفتن بين القبائل، في محاولة يائسة لإشعال فتيل فتنة طويلة الأمد.
كما تشير تقارير صحفية إلى أن المليشيات الإرهابية باتت تعتمد استراتيجية الانتقام والترويع، ما ينذر بكارثة إنسانية في مناطق التماس، وسط مخاوف من تصعيد أعمى يستهدف المدنيين والبنية التحتية.
