للجبيحي.. سلام
الخميس 17 فبراير 2022 - الساعة 07:29 مساءً
سامي نعمان
مقالات للكاتب
ذات زيارة له قبل أشهر، التقطت هذه الصورة للأستاذ والصحفي والباحث الكبير يحيى عبدالرقيب الجبيحي (عمل لعقود مديراً فرئيساً للدائرة الصحفية والإعلامية برئاسة الوزراء ومحاضراً بكلية الاعلام جامعة صنعاء وفي كثير من المعاهد الحكومية).
الجبيحي الذي حكمت ميليشيات الحوثي الإرهابية العنصرية باعدامه في إبريل 2017 قبل أن تطلق سراحه لاحقاً، بعد حملة تضامن دولية واسعة، لكنها في المقابل أبقت نجله الزميل حمزة محتجزا كرهينة بعد اختطافه من منزله، لتطلقه نهاية سبتمبر الماضي في صفقة تبادل مقابل مجندين حوثيين أسرى، بعد خمس سنوات في المعتقل..
ويكفي في هذا المقام؛ أن تدرك هذه النقطة، كيف تُبادل العنصرية الحوثية المختطفين المدنيين من منازلهم، بمقاتلين فعليين وأسرى حرب في الجبهات، لتدرك إلى أي مدى هم سفلة وأنذال ورخاص ومتجردون من المروءة والأخلاق والإنسانية.. وأعني عبدالملك الحوثي زعيم مرتزقة إيران في اليمن وعصابته الإجرامية المنحطة.
وتلك الصورة للاستاذ الجبيحي وحفيدته، ابنة حمزة (سأتذكر اسمها لاحقا), ذات زيارة قبل إطلاق أبيها بأيام.
كنت شاهداّ على مأساة ومعاناة الجبيحي عن كثب في مواجهة العنصرية الارهابية الحوثية الخسيسة..
وكنت شاهداً أكثر من مرة على دموعة التي تهطل بينما يقصّ جانباً من مأساته ونجله وأسرته، أوحين يأتيه أطفال حمزة يسألون عن موعد عودة أبيهم الذي ضربت له عديد مواعيد حوثية كاذبة خاطئة لإطلاق سراحه إمعاناً في تعذيبه وأسرته نفسياً، أو حين يروي قصصاً أليمة من داخل المعتقلات، أو عن مأساة الوطن برمته..
ولطالما ترددت في الكتابة سابقاً عن قربي واطلاعي على معاناة الجبيحي وأسرته حتى لا أؤثر على جهود الوساطة والافراج عن حمزة، باعتباري معارضاً للعنصرية الهمجية الحوثية..
كان هذا تقديري الخاص، رغم أن الأستاذ لم يكن ليمانع، فهو صاحب حق وبعد نظر.. وهذه الصورة من أكثر القصص التي ندمت لعدم تناولها في وقتها، رغم أني كتبت بمناسبة وبدونها عن معاناة هذه الأسرة العظيمة..
الجبيحي مواطن يمني حر وكريم، ومهني متفتح ومتميز، ومناضل وطني عتيد، وباحث متمكن ومجتهد، وكما هو موسوعة معرفية متميزة في السياسة والاعلام والعلوم الانسانية، فإنه يكتنز تجربة حافلة وثرية، رغم مرارتها، عن المعتقل في صنعاء..
تجربة ينبغي أن تدون وتسجل وتدرس للأجيال، بدءاً من طلبة المدارس، وبشكل مكثف في الجامعات، عوضاً عن دمغ عقول أطفالنا بتاريخ الأئمة المجرمين الزائف، باعتبارهم موحدين للبلاد وأصحاب عدل..
تجربة الجبيحي ونجله حمزة، يجب أن تكتب وتطبع وتترجم إلى كل لغات العالم الحية.. أظن لا مشكلة للاستاذ مع الانجليزية فهي لغته الثانية أو الموازية للأولى، لكن العنصرية الحوثية يجب أن يعرفها جميع البشر بكل لغاتهم حتى لو كانوا بضعة آلاف في أقصى الأرض لم يسمع أحد عن اللغة التي يتحدثونها، ليدركوا أي شرف وعظمة وحضارة يجترحها اليمنيون بمواجهتهم لهذا الكهنوت الارهابي العنصري المرتزق..
الحمدلله الذي كتب الخلاص لهذه الأسرة الوطنية الكريمة، بعدما اجتزأ الارهاب الحوثي سنوات، هي بالأحرى عقود، من عمرها في المعتقل الجائر..
وسلام الله ورحمته وصلواته وبركاته على هذه الأسرة العظيمة النزيهة المناضلة..
▪︎ من صفحة الكاتب على الفيس بوك