مما لا شك فيه أن روسيا تدافع عن أمنها القومي، ولكنها كالعادة تدافع عنه بالطريقة والأسلوب الأكثر مقتاً وهمجية,,

الروس والأوكران أبناء عرقية واحدة، ويقال أن "كييف" كانت أول موطن للعرق السلافي الروسي، وأن اسمها القديم هو "كييف روس" وبالتالي كانت عاصمة الإمبراطورية الروسية قبل أن يتم نقل العاصمة إلى موسكو إبان حكم إيفان الرهيب,,

ومع ذلك، ترى أن الكراهية بين الروس والأوكرانيين شديدة، بسبب الظلم الفادح الذي لحق بالأوكران إبان الحكم السوفييتي، وتحديداً خلال فترة حكم ستالين، ويكفي أن خروتشيف وبريجنيف وأندروبوف وجميعهم تولوا رئاسة الحكومة السوفييتية على التوالي، كانوا جميعاً من أهم ضباط ستالين الذين مارسوا الانتهاكات بحق المزارعين الأوكرانيين وتسببوا بالمجاعة التي لحقت بأوكرانيا والتي راح ضحيتها أكثر من 5 مليون إنسان..

فضلاً عن ذلك، مات الملايين من الأوكرانيين، إما بسببب الجوع نتيجة مصادرة المحاصيل لصالح الجيش الأحمر خلال الحرب الأهلية التي أعقبت الثورة البلشفية، عام 1917، أو بسبب الموت جوعاً وتعباً وتعذيباً وقتلاً في معتقلات الكولاج في سيبيريا والتي قتل فيها مئات الآلاف من الأوكرانيين وغيرهم من خصوم النظام السوفييتي أو نتيجة التصفيات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بسبب اتهام الأوكرانيين بالتعاون مع النازيين... الخ ذلك.

في المحصلة، كان بإمكان روسيا أن تدافع عن أمنها القومي، بعقد مصالحة حقيقية مع الأوكران، وضمان استقلالهم ومساعدتهم وتعويضهم عن تلك المآسي التي تعرضوا لها خلال القرن الماضي، والكف عن أسلوب الغطرسة والتحكم الفجّ بمصائر الدول والشعوب، والذي يعيد للأوكرانيين مخاوفهم القديمة من تكرار حقبة القمع السوفييتية التي عانوا بسببها لعقود.