عاودت مزادات البنك المركزي اليمني تسجيل طلبات متدنية جداً من قبل البنوك التجارية لشراء الدولار الأمريكي ، ما يعكس حقيقة الطلب عليه بسوق الصرف بالمناطق المحررة.

وأعلن البنك اليوم الثلاثاء عن نتائج المزاد رقم (13) للعام الحالي 2025م لبيع 30 مليون دولار ، الا أن حجم العطاءات المقدمة من البنوك المشاركة في المزاد بلغت 6 ملايين و664 ألف دولار فقط، بنسبة تغطية 22%.

هذا الطلب المتدني على الدولار رغم ان سعر بيع المزاد للدولار بلغ 2518 ريالاً للدولار فقط ، وهو أقل من سعر الصرف بالسوق مساء اليوم الثلاثاء والذي وصل الى 2560ريالاً.

استمرار تسجيل مزادات البنك المركزي في عدن لعطاءات منخفضة عن المعروض في المزاد ، أعاد التأكيد على الشكوك بعدم صحة الطلب على العملة الصعبة بالمناطق المحررة ، وهو المبرر لتراجع قيمة العملة المحلية.

المحلل الاقتصادي وحيد الفودعي أكد في تعليق له على نتائج المزاد ونسبة العطاءات التي بلغت 22% فقط ، بأنها "مؤشر على أن السوق لا يطلب فعليًا العملة الأجنبية بنفس القدر الذي يدّعيه أو يظهره في السوق الموازي" ، كما أنه يدل على أن الطلب التجاري الحقيقي للاستيراد محدود.

وأشار الفودعي في منشور له على صفحته في "الفيس بوك" الى أن الطلب الضعيف على المزاد يأتي رغن المزايا التي يوفرها للتجار الذين يطلبون العملة الصعبة للاستيراد يصعب تحقيقها في السوق الموازي.

ومن مزايا المزاد وفق الفودعي : سعر صرف منخفض أو تنافسي، وتحويل خارجي مباشر وآمن من قبل البنك المركزي دون تكلفة أو عمولات، إلى جانب تفادي مخاطر التحويل غير الرسمي وغسل الأموال. 

مؤكداً بان الطلب في السوق الموازي مضخّم وغير حقيقي (طلب وهمي)، وأن ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازي لا يعكس طلبًا تجاريًا فعليًا، بل ناتج عن نشاطات مضاربة؛ "فالتجار الحقيقيون يعزفون عن الشراء، بينما يرفع المضاربون الأسعار في السوق بدافع الربح فقط" ، بحسب الفودعي.

وختم الفودعي تعليقه بالتأكيد ان نتائج المزادات تُعد مؤشرًا موضوعيًا على أن السوق يعاني من تضخّم في الطلب الوهمي على العملة الصعبة، وأن الطلب التجاري الحقيقي إما محدود جدًا أو أنه في حالة ترقب لتراجع إضافي في سعر الصرف.