روسيا كوريث للاتحاد السوفيتي !
الاثنين 28 فبراير 2022 - الساعة 09:13 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
تعددت وجهات النظر حول الحرب الروسية الاوكرانية, كما تنوعت المواقف حيالها , فهناك من يرى فيها محاولة أمريكية اوروبية لتوريط روسيا في مشكلة دولية لها مترتباتها على الحال العام الروسي, فيما يرى اخرون على انها مؤشر لموقف ونهج روسي دولي جديد , كما ان هناك من يقراءها على انها جس نبض امريكي غربي لمعرفة والوقوف على مستقبل السياسات الروسية الدولية..
وذلك بعد ان كانوا قد وثقوا بأفول النجم السوفيتي من سماء تضارب مصالح القوى الدولية واستفراد الغرب وامريكا بتسيير شؤنها , حتى انها لم تخلو من روح النكتة بإمكانية حشد الجماعات الدينية لعناصرها بالمشاركة في الحرب الى جانب اوكرانيا بدافع جمال نساءها , بغض النظر عن مذهبها الديني الاوكراني المخالف .
من المهم الأشارة هنا الى عاملين مهمين في هذه المعركة :
الاول أن الروس والاوكران ينتميان للقومية السلافية, بما فيهم السلوفاك والبلغار وبولندا ويوغسلافيا.
ثانيا ان روسيا هي وريثة الاتحاد السوفيتي من جميع النواحي سكانيا ومساحة جغرافية, وقبل هذا وذاك كقوة عسكرية ونووية قادرة على ابادة العالم لخمسه عشر مرة, بحسب ماقاله احد الجنرالات السوفييت في محاضرة له خصصت للطلبة الاجانب اثناء دراستنا هناك.
مما سبق يمكن القول, ان استدراج روسيا وتوريطها في مواجهة مع اوكرانيا موضوع لااظنه يلتقي وامكانات دولة بهذه القدرات , فلديها من المعاهد المتخصصة والقدرات العلمية والسياسية والاقتصادية مايمكنها من قراءة المشهد الدولي المرتبط بهذا الحدث بالطرق السليمة وما يحفظ كيانها الداخلي وحضورها الدولي، كما لااظن بامتلاك اوكرانيا مايمكنها من القيام بهكذا دور.
اما بخصوص تدخلات القوى الدولية الاخرى بشكل مباشر او غير مباشر في المواجهة العسكرية بين البلدين, فانني اثق بان الاصبع الروسية على الزر النووي, قادرة على تحذير ووضع قيادات تلك القوى امام مترتبات اي مواقف غير محسوبة, او سياسات " ميكلية " متجاوزة لانياب الدب الروسي العابر للقارات.
مما سبق اخلص ومن وجهة نظري الى ان مايجري هناك, ماهو الا جس نبض ومؤشر يمكن هذه القوى من الوقوف على رد الفعل الروسي والبناء عليه في التعاطي مع روسيا مستقبلا, فاظن لديها معلومات استخبارية ما بأن روسيا استعادة مكانة الاتحاد السوفيتي, ومن انها تجاوزت ماارتبط بعملية التحول من انهيارات شاملة, وبالتالي سيتأسس التعامل معها على طبيعة تعاطيها مع هذا التطاول الاوكراني.
اما الموقف الروسي عموما فسيخلص الى العمل بكل مامن شأنه خلع القيادة الاوكرانية الحالية واستبدالها بأخرى موالية لها , وستمثل في نهاية المطاف رسالة واضحة للجميع.