مجلة أمريكية تُحذر من خطورة "شرعنة" مليشيا الحوثي عقب اتفاق وقف الهجمات مع إدارة ترمب

الاحد 18 مايو 2025 - الساعة 10:14 مساءً
المصدر : الرصيف برس - متابعات خاصة

 


قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي في السادس من مايو/أيار منح الجماعة في اليمن "فوزًا دبلوماسيًا نادرًا وغير مستحق".

 

المجلة وفي تقرير لها قالت بأن الحوثيين المدعومين من إيران خرجوا بعد أشهر من استهداف السفن التجارية واستدراج قوة عظمى إلى الحرب، حاملين ما يتوقون إليه أكثر من الأرض "الاعتراف".

 

تقرير المجلة أشار الى ان ذلك لم يكن بجهد جماعة الحوثي فقط ، حيث قالت بأن ما اسمتها "حملة موازية لتبييض الروايات، شنتها وسائل الإعلام الحكومية الروسية، والمنظرون المناهضون للغرب، والمؤثرون الانتهازيون" أدت إلى "تليين صورة الجماعة ومهدت هذه الحملة الطريق لواشنطن لمعاملتهم ليس كإرهابيين، بل كشركاء تفاوضيين محتملين".

 

 وأوردت المجلة نماذج من الدعاية الترويجية التي مارسها الاعلام الروسي للجماعة الحوثية، وقالت بأنه يعكس نمطًا أوسع وهو تطبيع الحوثيين من قبل أصوات أجنبية متحالفة مع ما يُسمى بالسرديات المناهضة للإمبريالية. 

 

الا أنها انتقدت هذه الروايات وقالت بأنها "تُغفل السلوك الاستبدادي للجماعة في الداخل، بالإضافة إلى دورها الاستراتيجي كامتداد للنفوذ الإقليمي الإيراني".

 

 المجلة الامريكية تطرقت بإسهاب لتفاصيل المؤتمر الذي نظمه الحوثيين في صنعاء باسم فلسطين بعد أسبوع من بدء الغارات الامريكية في الـ15من مارس .

 

معلقة بالقول : أعاد هذا الحدث تسمية ميليشيا طائفية بحركة مقاومة، ملفوفة بعلم التحرير الفلسطيني، وخدم جمهورًا عالميًا حريصًا على تجاهل جوهر الجماعة الاستبدادي.

 

المجلة التي سردت أسماء اهم الشخصيات الأجنبية التي حضرت المؤتمر ، علقت على ذلك بالقول: كشف وجود كل هؤلاء الأفراد في اليمن عن اتساع نفوذ الحوثيين، ليس فقط ضمن ما يُسمى بمحور المقاومة الإيراني، بل أيضًا ضمن تحالف أوسع من المُنظّرين المُعادين للغرب الذين يعملون بتناغم مع الأنظمة الاستبدادية. 

 

مضيفة: قدّم المؤتمر لمحةً عن كيفية مساهمة الشبكات الهامشية، المدعومة من وسائل الإعلام الحكومية والآليات الأيديولوجية، في إضفاء الشرعية على التشدد على الساحة العالمية.

 

 تقرير المجلة الامريكية أشار الى تنامي العلاقة بين جماعة الحوثي وكل من روسيا والصين ، حيث قالت بأن الحوثيون يسهمون بنشاط في الجهود الحربية الروسية من خلال تجنيد مدنيين يمنيين للقتال في أوكرانيا، غالبًا عن طريق الخداع.

 

في حين تستفيد جماعة الحوثي من مكونات أسلحة صينية المصدر، ومعلومات استخباراتية روسية عبر الأقمار الصناعية للاستهداف البحري، وغطاء دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي ، وفق المجلة.

 

 المجلة الأمريكية أشارت الى ما اسمتها استراتيجية للحوثيين في إرسال الرسائل عن ثلاثة أهداف استراتيجية: توفير مبرر بأثر رجعي لهجماتهم على الشحن الدولي؛ وتصنع شرعية دولية رغم عدم اعترافهم بها؛ وعلى الصعيد المحلي، تعزل المعارضة اليمنية من خلال الإشارة إلى أن القوى العالمية قد قبلت فعليًا حكم الحوثيين كأمر واقع.

 

 ويمثل هذا تكتيكًا حربيًا هجينًا كلاسيكيًا، يجمع بين العمليات الحركية وحملات التأثير لتحقيق نتائج استراتيجية لا تستطيع القوة العسكرية وحدها تحقيقها.

 

وتواصل المجلة الامريكية حديثها عن مؤتمر فلسطين الذي نظمته جماعة الحوثي ، حيث تقول :يعكس هذا الحدث المُدبّر بدقة ما يُميّز الحوثيين عن الجماعات المتطرفة مثل القاعدة أو الدولة الإسلامية ، ففي حين تتبنى هذه الجماعات أيديولوجية عدائية صارمة تجاه الأجانب، يُقدّم الحوثيون صورة مختلفة تمامًا: صورة ودودة، بل ومحبوبة، خاصةً لدى الجمهور الغربي.

 

وتضيف : وبدعم إيراني أيضًا، فإن الحوثيين ليسوا مجرد متمردين مسلحين؛ بل هم قوة هجينة بالوكالة تتمتع بإمكانية الوصول إلى الحماية الدبلوماسية والمعدات العسكرية والاستثمار الاستراتيجي طويل الأجل، فعلى عكس الحركات الجهادية التي تُحرّكها العقيدة، فإن الحوثيين انتهازيون سياسيون. سيقبلون المساعدة من أي شخص يرغب في تقديمها.

 

وأكدت المجلة أن هذه البراغماتية قد مكنتهم ليس فقط من البقاء، بل من الازدهار أيضًا. على مر السنين، تمتعوا بسمعة سخية بشكل مدهش بين الدبلوماسيين الغربيين، حيث قدم لهم بعضهم هدايا، وكتبوا مقالات رأي لتحسين صورتهم، وعاملوهم بمستوى من الاحترام نادرًا ما يُمنح للمتمردين.

 

وأضافت بالقول : "دأب الحوثيون على التلاعب بالروايات الدولية لمصلحتهم، بدءًا من اتفاقية ستوكهولم التي جمّدت ديناميكيات ساحة المعركة لصالحهم، وصولًا إلى جهود الضغط لتصويرهم كمقاومة محلية ضد السعودية بدلًا من ميليشيا استبدادية".

 

تقرير المجلة اتهم ايضاً وكالات الأمم المتحدة بالتواطؤ مع جماعة الحوثي قبل ان تنسحب من مناطقهم بسبب عدوانهم المتزايد ، حيث قال التقرير : سبق لوكالات الأمم المتحدة أن التقت بقيادة الحوثيين، وأضفت شرعية غير مقصودة على مطالبتهم بالسلطة، سواء من خلال مبادرات دبلوماسية فاشلة مكّنت الجماعة، أو من خلال التقاط صور في خضمّ عدوان الحوثيين وسرقة الطعام.

 

وذكرت "أن الكثيرين في المنطقة وخارجها يتشاطرون المخاوف بشأن معاناة الفلسطينيين في سياق الحرب بين إسرائيل وحماس - وهي جوهر ادعاء الحوثيين- ومع ذلك، فإن الحوثيين، نظرًا لسجلهم الحافل بالقمع الداخلي والعدوان الإقليمي، ليسوا مؤهلين ليكونوا مدافعين موثوقين".

 

 وحول السياسة الحالية لإدارة ترامب ، قالت المجلة بأن "تركيزها الضيق على إضعاف قدرات الحوثيين الهجومية في البحر الأحمر يُمثل نهجًا تكتيكيًا لمشكلة استراتيجية، لكنه لا يُعالج النظام البيئي الأوسع الذي يُمكّن الحوثيين من إبراز قوتهم. 

 

محذرة بالقول : وإذا تُركت حملة الحوثيين لإضفاء الشرعية دون معالجة، فإنها تُهدد بترسيخ مكانتهم كامتداد دائم لقدرات إيران على إبراز قوتها في شبه الجزيرة العربية".

 

مؤكدة بأن من شأن ذلك أن يُغير جذريًا حسابات ميزان القوى الإقليمي، مما يُقوّض الشراكات الأمنية الأمريكية في الخليج، ويُوسّع العمق الاستراتيجي لإيران، وهو أمر مُقلق بشكل خاص مع استمرار طهران في طموحاتها النووية.

 

 المجلة الامريكية حذرت ايضاً من "برنامج التلقين العقائدي الممتد عبر الأجيال الجاري تنفيذه في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، وهو حملة تهدف إلى بناء قاعدة سكانية ملتزمة أيديولوجيًا من خلال استغلال القضايا الإسلامية المشتركة، مثل القضية الفلسطينية".

 

 ويضيف تقرير المجلة : يُصيب صانعو السياسات في واشنطن في التركيز على عنف الحوثيين الخارجي، لكن ينبغي عليهم توسيع جهود الدعاية المضادة، وتحديدًا استهداف الشبكات التي تُضخّم رسائل الحوثيين، بما في ذلك تحديد وكشف السلوكيات الزائفة المُنسّقة عبر مختلف المنصات.

 

وقالت : "ينبغي أن يُسلّط التواصل الدبلوماسي مع الحلفاء التقليديين في المنطقة الضوء على التناقض بين رسائل الحوثيين الدولية وقمعهم الداخلي. كما ينبغي أن تستهدف العقوبات تحديدًا الأفراد الذين يُسهّلون تواصل الحوثيين الدولي، وليس فقط قيادتهم العسكرية. 

 

وتشدد المجلة على ان تقوم، الولايات المتحدة "بالاستثمار في إبراز الأصوات اليمنية الأصيلة القادرة على تقديم بدائل موثوقة لروايات الحوثيين".

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس