مخطط حزب الإصلاح لضرب ريف تعز
السبت 27 ابريل 2019 - الساعة 04:41 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - متابعات
حين قرر إصلاح تعز افتتاح معسكرات الحشد الشعبي اختار جبل صبر وجبل حبشي، وهذا الاختيار ليس عفوياً، بل مدروسًا بعناية ويرمي إلى تحقيق أهداف حددها إخوان تعز لإنجاز مشروعهم التوسعي والسيطرة على كل مفاصل تعز وأهم مناطقها الاستراتيجية .
في البداية تموضعت قوات الإصلاح في أهم المواقع الجغرافية داخل المدينة وأحكم اللواء 22 ميكا السيطرة النارية على كل أحياء تعز بما فيها غير المحررة من خلال تواجده في العروس، أعلى قمة في جبل صبر وتعز بشكل عام.
افتتح الإصلاح أولاً موقعاً عسكرياً تابعاً للواء 22 في العروس، وبعد ذلك توسعت سيطرة اللواء، وتم افتتاح مركز تدريبي لتخريج قوات الحشد الشعبي التي هي بالأساس تمثل الجناح العسكري للإخوان في تعز.
مركز تدريبي آخر في جبل حبشي افتتحه اللواء 17 مشاة ويؤدي ذات مهام مركز صبر التابع للواء 22 مع فارق أن مركز يفرس جبل حبشي أكثر نشاطاً وفاعلية في تخريج دفعات الحشد وتأهيلها.
يشرف جبل حبشي على خط الحديدة تعز، ويشرف جبل صبر على خط عدن تعز، وكذلك يمر خط التربة تعز بين الجبلين، ومن يتحكم بمرتفعات صبر وجبل حبشي بإمكانه أن يخنق مدينة تعز وكل الحجرية ويقطع كل الخطوط التي تربطها ببعض.
استخدم الأتراك يفرس، مركز مديرية جبل حبشي، مركزاً عسكرياً للهجوم على الحجرية وسجناً كبيراً لكل الثائرين ضد حكم العثمانيين، وحين دارت حروب بين القوات العثمانية وثوار الحجرية الذين واجهوا الأتراك ورفضوا الانصياع لهم.
شكل الإصلاح طوقاً عسكرياً على جبل حبشي بقوات اللواء 17 مشاة واللواء 145 وكذلك قوات اللواء الخامس حرس رئاسي الذي يتواجد في الضباب والربيعي، وكانت المساحة التي تربط مدخل جبل حبشي حتى حمير شمير مقبنة تتواجد فيها قوات اللواء 35 ممثلة بكتائب أبي العباس، غير أن تأسيس معسكر الحشد الشعبي في يفرس الهدف منه استكمال الطوق وفصل قوات كتائب أبي العباس عن مدينة تعز وحصارها في الكدحة من الخلف وفي الأمام تتواجد مليشيات الحوثيّ .
يعمل الإصلاح لتحويل مناطق جبل حبشي وصبر كمراكز استهداف لعمق الحجرية وخصوصاً جغرافيا تموضع قوات اللواء 35 مدرع، وهو يمهد حالياً لنشر قواته على طول المساحة التي تبدأ من الأقروض مروراً بالمسراخ ونجد قسيم وتنتهي بيفرس على مسافة تقترب من 40 كم.
ولذلك تتوالى مؤامرات وحملات التحريض التي يشنها إخوان تعز على اللواء 35 وقياداته تمهيداً للسيطرة على هذه المناطق عسكرياً، وتؤدي قوات الحشد الإصلاحي وظيفة محورية في هذا المخطط، حيث ستكون السيطرة من داخل المناطق ومن خلال عناصر الحشد الذين تم تدريبهم عسكرياً وإعادتهم إلى مناطقهم بعد تسليحهم، وحينها سيكون حديث الإصلاح أن أبناء المناطق هم من يؤمن مناطقهم.
ولأن الإصلاح يحتاج إلى وجود عسكري في المعافر فقد بدأت دعوات اللجان التي شكلت في تعز للفصل بين كتائب أبي العباس والإصلاح تطالب برفع القوات المتواجدة في نقطة مثلث البيرين الذي يربط التربة المعافر وجبل حبشي بمدينة تعز وتمر خلاله إمدادات جبهات الكدحة وحمير والأشروح .
وليس مصادفة أن يربط مثلث البيرين بقضية المدينة القديمة رغم بعدهم عن بعض قرابة 30 كم ؛ لكن الإصلاح يحرق المسافات للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة، ويربط الملفات ببعضها لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة عسكرياً مستغلاً ولاء كل اللجان والقيادات العسكرية له.
في المعافر لا يملك الإصلاح حضوراً قوياً وسيطرة قوات اللواء 35 مدرع على أهم مواقع جبل السواء تعيق تواجده، لذلك بداية الإصلاح في استهداف المعافر كانت من مثلث البيرين الذي يبعد أقل من عشرة كم عن يفرس مركز قوات الحشد الشعبي الإخواني.
يتحرك الإصلاح لإنجاز هذا المشروع وابتلاع الجزء المرتبط بالجنوب من تعز بأموال قطر التي ترى في تواجد حلفائها على حدود عدن إنجازاً مهماً، وكذلك لدى إصلاح تعز استعداد كامل لتحويل الحجرية إلى كرة من نار فقط لخدمة مشروعه الإقصائيّ لكل المكونات الاجتماعية والعسكرية والسياسية في تعز.
المشروع الإخواني القطري أمامه، حتى اللحظة، عقبات كثيرة ستحول دون نجاحه، وفي حال استمر الجنرال علي محسن الأحمر في مساعيه التي تهدف إلى الإطاحة بقائد اللواء 35 مدرع لا يمكن للمكونات الشعبية في صبر وجبل حبشي والمعافر وعمق الحجرية أن تسكت وتمنح الإصلاح والدوحة بطاقة عبور آمنة واستخدام مناطقهم ساحة مواجهة لاستهداف الجنوب خدمة للدوحة.